يبكي الإعلامي ومقدم البرامج التلفزيونية والإذاعية سلامة الزيد كلما جاء ذكر فقيد الأمة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز.
يبكي لأنه يتذكر مواقف نبيلة لسموه لا يمكن لذي قلب وعاطفة إلا أن يبكي أمامها.
ويقول الزيد حين كنت أقدم برنامج صوتك وصل باتفاق مع الديوان الملكي، فقد كانت الشكاوى وطلبات الإعانة تصل مباشرة إلى المسؤولين.
وأنا أفخر بأن البرنامج كان نافذة يعرف من خلالها المسؤولون المشكلات والقضايا التي يعاني منها الناس، وكانت هذه القضايا عادة ملحة ومستعجلة لا تنتظر التأخير، لذلك كان خادم الحرمين الشريفين يأمر بسرعة اتخاذ إجراء حيالها.
ولفت الزيد إلى أنه في الربع ساعة الأخيرة في إحدى حلقات البرنامج سمعت ضجة خارج الأستوديو والزملاء يتبادلون التهاني فسألت ما الذي يحدث فقيل لي إن الأمير سلطان يتصل بالبرنامج، وفعلا كنت أعرض القضايا وأسمع صوت الأمير سلطان يوجه مدير مكتبه عبدالعزيز العودة بحل القضية فورا وعرضنا في تلك الحلقة 9 حالات، ومنها أن إحدى السيدات طلبت 100 ألف ريال فأمر سموه بصرف 100 ألف دولار لها في لحظتها، وسيدة أخرى كانت بحاجة إلى 150 ألف ريال فأمر سموه أن يكتب لها شيك بمبلغ 250 ألف ريال، وبينما كان الزملاء يدونون أوامر سموه كنت أنا أبكي، فأنا لم أشهد في حياتي رجلا بمثل هذا الكرم والأريحية، وتم حل جميع القضايا التي عرضت في البرنامج في تلك الحلقة.
ويضيف سلامة الزيد: حتى اليوم كلما تذكرت ذلك الموقف أبكي، لأن هناك رجلا مثل سلطان بن عبد العزيز في هذه الدنيا يقضي حاجات تسع أسر في ساعة واحدة، وهو في الواقع حدث على مرأى ومسمع مني.
ولذلك أنا أبكي فقدانه بحرقة، لما لمسته فيه من طيب وكرم لا مثيل له في هذه الدنيا.