القصيدة اختيرت عام 1985 لتكون نشيدا للاتحاد الأوروبي
ابتاع أحد المهتمين بالمخطوطات وثيقة نادرة لشاعر ترنيمة الفرح الألماني فردريك فون شيلر (1759 ـ 1805)، وذلك خلال مزاد علني في مدينة بازل السويسرية، بمبلغ نصف مليون فرنك سويسري (670 ألف دولار تقريبا).
وقال المسؤول عن دار مزاد مواراندا في بازل إنّ الوثيقة هي النسخة الخطية الوحيدة التي كتبها شيلر، مشيرا إلى أن المؤسسة الألمانية كلاسيك ستيفنك فايمار كانت حريصة على اقتناء هذه الوثيقة، وأنها أطلقت نداءً لجمع الأموال للحصول عليها، لكنها لم تنجح في ذلك بعد أن تجاوز التنافس عليها خلال المزاد بمقدار ثلاثة أضعاف السعر التقديري الأول لها وهو 150 ألف فرنك.
وبائعة هذه الوثيقة هي امرأة سويسرية لم تكن تعرف قيمة المخطوطة، طبقاً لما قاله الناطق باسم دار مواراندا. وأضاف جاءت إلينا هذه السيدة تحمل رسالة طالبة منا تقدير قيمتها، فقمنا بفحص الرسالة وراودتنا شكوك أنها وثيقة حقيقية لشيلر، مما دفعنا للاستعانة بخبراء جاء بعضهم من ألمانيا، وأكدوا أنها النسخة الأصلية لترنيمة الفرح التي كتبها شيلر.
وقالت دار مواراندا إن هذه النسخة المخطوطة تختلف تماماً عن النسخة المطبوعة التي يعود تاريخها إلى عام 1786، وهي الوحيدة التي كانت معروفة حتى الآن، موضحة أن النسخة المخطوطة تضم المقاطع الشعرية الخمسة الأخيرة للقصيدة التي تتكون من تسعة مقاطع في حين افتقرت النسخة المطبوعة للمقاطع الخمسة الأخيرة.
وكتب شيلر ترنيمة الفرح في صيف عام 1785 عندما كان في عمر 26 عاماً، وقد لحنها المؤلف الموسيقي بيتهوفن في المقطع الرابع والأخير من سيمفونيته التاسعة. واعتبرت هذه القصيدة من أروع ما كتب في عالم الأدب، ومن أروع ما لحن بيتهوفن في عالم الموسيقى. وهناك ألحان أخرى للقصيدة من موسيقيين آخرين، منهم النمساوي فرانز شوبرت.
وتعكس كلمات القصيدة الرغبة الجارفة للنفس البشرية نحو السعادة والبهجة والفرح، وهي تُمثِّل ترتيلة حُب ودعوة للسلام والمحبة بين البشر.
وفي عام 1972 تبنى مجلس أوروبا الترنيمة كنشيد للقارة، ثم أصبحت منذ عام 1985 النشيد الوطني الرسمي للاتحاد الأوروبي.