قدم المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية (IISS) تحليلا لزيارة الرئيس الصيني لروسيا عبر البيان المشترك، وتوصل إلى أن الزيارة كشفت عدم تناسق الأهداف والتباين في القوة والمكانة وأن هذا الالتزام غير المتكافئ بالأولويات المعنية واضح. عدم التطابق
ويذكر التحليل أن زيارة الدولة التي قام بها الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى موسكو في الفترة من 20 إلى 22 مارس 2023 هي أول اجتماع للزعيمين منذ الغزو الروسي الثاني لأوكرانيا في فبراير 2022.
وعلى الرغم من الاحترام العام المفرط الذي يصادف دائمًا قممهما، فقد كشفت عن عدم تطابق في السلطة والمصالح التي تفاقمت بسبب الحرب وكشفت التوتر بين احتياجات روسيا وخيارات الصين.
وتهيمن حرب روسيا ضد أوكرانيا الآن على مواردها واهتمامها.
وتنظم موسكو بشكل متزايد كل جانب من جوانب السياسة الداخلية والخارجية حول هذا الموضوع.
وكشفت الحرب أيضًا عن ضعف روسيا في كل مجالات القوة: العسكرية والإعلامية والسيبرانية والاقتصادية.
عزلة وعالمية
ويشير التحليل إلى أن روسيا أصبحت معزولة دبلوماسيًا وتحمل عقوبات أكثر من أي وقت خلال الحرب الباردة وزعيمها يعتبره الغرب مجرم حرب متهمًا.
وعلى النقيض من ذلك، تمتلك الصين محفظة عالمية من المصالح الرئيسية، بعضها يتشاطر مع روسيا، لا سيما الرغبة في تشكيل كتلة ضد القوة الغربية.
وتفيد التقارير الآن أن الصين تساعد روسيا في حظر موقع YouTube، وهو مصدر رئيسي للمحتوى الرقمي المناهض للحرب.
لكن الصين تحتفظ بمصالح اقتصادية قوية في العلاقات مع الغرب، ويجب أن توازن علاقتها مع روسيا.
وهذا يعني أن الصين لن تكون على الأرجح مستعدة لتحمل تكاليف أو مخاطر كبيرة لدعم حرب روسيا. وبهذا المعنى، فإنها تقصر كثيرًا عن كونها حليفًا.
كشف الاختلافات
وفي تفصيل دقيق يبين التحليل الذي قام به المعهد للبيان الروسي الصيني المشترك أنه كشف هذه الاختلافات بين الصين وروسيا بأربع طرق:
أولًا، يشير التقرير إلى أن روسيا «تدعم بقوة» موقف الصين بشأن تايوان، وأي إجراءات قد تتخذها «لحماية سيادة دولتها وسلامة أراضيها».
وفي القسم الأخير، أسفل النص الخاص بالتنوع البيولوجي، فإن روسيا «ترحب باستعداد الصين للعب دور إيجابي» في إنهاء الحرب في أوكرانيا.
وهو ما يظهر عدم تناسق القوة في هذا الالتزام غير المتكافئ بالأولويات.
ثانيًا، يعكس مخاوف الصين من احتمال تصعيد روسيا إلى الاستخدام النووي، أعاد البلدان التأكيد على إعلان القوى الخماسية في يناير 2022 بأن الحرب النووية «لا يمكن كسبها ولا ينبغي خوضها أبدًا»، كما اتفقوا على أن الدول النووية يجب ألا تنشر أسلحة نووية خارج أراضيها الوطنية.
وبعد يومين، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنه سيفعل النووي في بيلاروسيا وهذا لن يسعد الرئيس الصيني.
ثالثًا، يدعو البيان إلى تعاون اقتصادي أكبر، خاصة في مكافحة الحمائية التجارية والدفاع عن قواعد منظمة التجارة العالمية.
ومع ذلك، فإن روسيا غير قادرة على المنافسة في معظم التجارة التي تنظمها منظمة التجارة العالمية مع الصين.
وقامت قبل أسبوع من وصول شيء إلى موسكو، بالاتصال على منتجي كابلات الألياف الضوئية الروسية وطلب تعريفات أعلى لحمايتهم من الواردات الصينية الأرخص.
وقال بوتين إنه «راجع بعناية» خطة السلام المكونة من 12 نقطة التي نشرتها الصين في ذكرى الغزو.
في حين أن الزعيمين اتفقا -على الأرجح- على أكثر مما أعلنا، ولم يكن هناك اتفاق نهائي واضح بشأن خط أنابيب الغاز الطبيعي باور أوف سيبيريا 2.
الذي يحرص عليه بوتين لأنه سيمكنه من إعادة توجيه الغاز شرقًا الذي كان يتدفق في السابق إلى أوروبا.
رابعًا؛ لم تعترف الصين بضم شبه جزيرة القرم أو المناطق الأربع الإضافية لأوكرانيا التي أكدت روسيا سيادتها عليها في سبتمبر 2022.
موقف ضعيف
ويتوصل التحليل إلى أن موقف روسيا ضعيف: فهي تعتقد أن بإمكانها كسب حرب استنزاف طويلة، ولكن، نظرًا لأن الغرب يوفر دعمًا متزايدًا لأوكرانيا ويفرض مزيدًا من العقوبات على روسيا، فهي في حاجة متزايدة إلى مساعدة الصين للقيام بذلك.
وليس لديها مكان آخر تذهب إليه.
ويمكنها بيع المزيد من الطاقة وبعض التكنولوجيا المتقدمة للصين والتعاون في بناء البنية التحتية للنقل. لكن روسيا شريك لا يمكن التنبؤ به مع القليل نسبيًا لتقدمه.
في المقابل، فإن موقف الصين قوي، يمكن أن تساوم بشدة في القضايا الاقتصادية، كما فعلت في التوصل إلى شروط مواتية لأول خط أنابيب للغاز الطبيعي في سيبيريا في مايو 2014 بعد الغزو الروسي الأول لأوكرانيا.
لكن مصلحتها الأساسية أن تنتهي الحرب بسرعة قبل أن تتصاعد مخاطرها.
ومع ذلك، من غير الواضح ما هو الضغط الذي ترغب الصين أو تستطيع أن تفرضه على روسيا لتحقيق ذلك. في حين هناك مخاوف بمخاطرة الصين بإطالة أمد الحرب وذلك من أجل إبعاد الغرب عبر تقديمها دعمًا عسكريًا مفيدًا لروسيا لدرء هزيمتها.
وهي في الوقت الحالي مجرد نصف وسيط، تقدم «خطة سلام».
واختتم التحليل بوصف علاقتهما بأنها علاقة أكثر اضطرابًا: روسيا أكثر يأسًا، بينما تواجه الصين المزيد من المعضلات.
الاختلافات بين الصين وروسيا:
روسيا تدعم دفاع الصين ضد تايوان، بينما الصين تسعى لإنهاء الحرب في أوكرانيا.
الصين ترفض الاستخدام النووي، وروسيا تعلن تفعيلها للاستخدام النووي في بيلاروسيا.
روسيا غير قادرة على المنافسة في التجارة عكس الصين.
وتطلب حماية كابلات الألياف الضوئية الروسية من الواردات الصينية الأرخص.
الصين لم تعترف بضم شبه جزيرة القرم أو المناطق الأربع الإضافية لأوكرانيا التي أكدت روسيا سيادتها عليها في سبتمبر 2022.
روسيا أصبحت معزولة دبلوماسيًا وتحمل عقوبات أكثر، على النقيض من ذلك تمتلك الصين محفظة عالمية من المصالح الرئيسية.
ويذكر التحليل أن زيارة الدولة التي قام بها الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى موسكو في الفترة من 20 إلى 22 مارس 2023 هي أول اجتماع للزعيمين منذ الغزو الروسي الثاني لأوكرانيا في فبراير 2022.
وعلى الرغم من الاحترام العام المفرط الذي يصادف دائمًا قممهما، فقد كشفت عن عدم تطابق في السلطة والمصالح التي تفاقمت بسبب الحرب وكشفت التوتر بين احتياجات روسيا وخيارات الصين.
وتهيمن حرب روسيا ضد أوكرانيا الآن على مواردها واهتمامها.
وتنظم موسكو بشكل متزايد كل جانب من جوانب السياسة الداخلية والخارجية حول هذا الموضوع.
وكشفت الحرب أيضًا عن ضعف روسيا في كل مجالات القوة: العسكرية والإعلامية والسيبرانية والاقتصادية.
عزلة وعالمية
ويشير التحليل إلى أن روسيا أصبحت معزولة دبلوماسيًا وتحمل عقوبات أكثر من أي وقت خلال الحرب الباردة وزعيمها يعتبره الغرب مجرم حرب متهمًا.
وعلى النقيض من ذلك، تمتلك الصين محفظة عالمية من المصالح الرئيسية، بعضها يتشاطر مع روسيا، لا سيما الرغبة في تشكيل كتلة ضد القوة الغربية.
وتفيد التقارير الآن أن الصين تساعد روسيا في حظر موقع YouTube، وهو مصدر رئيسي للمحتوى الرقمي المناهض للحرب.
لكن الصين تحتفظ بمصالح اقتصادية قوية في العلاقات مع الغرب، ويجب أن توازن علاقتها مع روسيا.
وهذا يعني أن الصين لن تكون على الأرجح مستعدة لتحمل تكاليف أو مخاطر كبيرة لدعم حرب روسيا. وبهذا المعنى، فإنها تقصر كثيرًا عن كونها حليفًا.
كشف الاختلافات
وفي تفصيل دقيق يبين التحليل الذي قام به المعهد للبيان الروسي الصيني المشترك أنه كشف هذه الاختلافات بين الصين وروسيا بأربع طرق:
أولًا، يشير التقرير إلى أن روسيا «تدعم بقوة» موقف الصين بشأن تايوان، وأي إجراءات قد تتخذها «لحماية سيادة دولتها وسلامة أراضيها».
وفي القسم الأخير، أسفل النص الخاص بالتنوع البيولوجي، فإن روسيا «ترحب باستعداد الصين للعب دور إيجابي» في إنهاء الحرب في أوكرانيا.
وهو ما يظهر عدم تناسق القوة في هذا الالتزام غير المتكافئ بالأولويات.
ثانيًا، يعكس مخاوف الصين من احتمال تصعيد روسيا إلى الاستخدام النووي، أعاد البلدان التأكيد على إعلان القوى الخماسية في يناير 2022 بأن الحرب النووية «لا يمكن كسبها ولا ينبغي خوضها أبدًا»، كما اتفقوا على أن الدول النووية يجب ألا تنشر أسلحة نووية خارج أراضيها الوطنية.
وبعد يومين، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنه سيفعل النووي في بيلاروسيا وهذا لن يسعد الرئيس الصيني.
ثالثًا، يدعو البيان إلى تعاون اقتصادي أكبر، خاصة في مكافحة الحمائية التجارية والدفاع عن قواعد منظمة التجارة العالمية.
ومع ذلك، فإن روسيا غير قادرة على المنافسة في معظم التجارة التي تنظمها منظمة التجارة العالمية مع الصين.
وقامت قبل أسبوع من وصول شيء إلى موسكو، بالاتصال على منتجي كابلات الألياف الضوئية الروسية وطلب تعريفات أعلى لحمايتهم من الواردات الصينية الأرخص.
وقال بوتين إنه «راجع بعناية» خطة السلام المكونة من 12 نقطة التي نشرتها الصين في ذكرى الغزو.
في حين أن الزعيمين اتفقا -على الأرجح- على أكثر مما أعلنا، ولم يكن هناك اتفاق نهائي واضح بشأن خط أنابيب الغاز الطبيعي باور أوف سيبيريا 2.
الذي يحرص عليه بوتين لأنه سيمكنه من إعادة توجيه الغاز شرقًا الذي كان يتدفق في السابق إلى أوروبا.
رابعًا؛ لم تعترف الصين بضم شبه جزيرة القرم أو المناطق الأربع الإضافية لأوكرانيا التي أكدت روسيا سيادتها عليها في سبتمبر 2022.
موقف ضعيف
ويتوصل التحليل إلى أن موقف روسيا ضعيف: فهي تعتقد أن بإمكانها كسب حرب استنزاف طويلة، ولكن، نظرًا لأن الغرب يوفر دعمًا متزايدًا لأوكرانيا ويفرض مزيدًا من العقوبات على روسيا، فهي في حاجة متزايدة إلى مساعدة الصين للقيام بذلك.
وليس لديها مكان آخر تذهب إليه.
ويمكنها بيع المزيد من الطاقة وبعض التكنولوجيا المتقدمة للصين والتعاون في بناء البنية التحتية للنقل. لكن روسيا شريك لا يمكن التنبؤ به مع القليل نسبيًا لتقدمه.
في المقابل، فإن موقف الصين قوي، يمكن أن تساوم بشدة في القضايا الاقتصادية، كما فعلت في التوصل إلى شروط مواتية لأول خط أنابيب للغاز الطبيعي في سيبيريا في مايو 2014 بعد الغزو الروسي الأول لأوكرانيا.
لكن مصلحتها الأساسية أن تنتهي الحرب بسرعة قبل أن تتصاعد مخاطرها.
ومع ذلك، من غير الواضح ما هو الضغط الذي ترغب الصين أو تستطيع أن تفرضه على روسيا لتحقيق ذلك. في حين هناك مخاوف بمخاطرة الصين بإطالة أمد الحرب وذلك من أجل إبعاد الغرب عبر تقديمها دعمًا عسكريًا مفيدًا لروسيا لدرء هزيمتها.
وهي في الوقت الحالي مجرد نصف وسيط، تقدم «خطة سلام».
واختتم التحليل بوصف علاقتهما بأنها علاقة أكثر اضطرابًا: روسيا أكثر يأسًا، بينما تواجه الصين المزيد من المعضلات.
الاختلافات بين الصين وروسيا:
روسيا تدعم دفاع الصين ضد تايوان، بينما الصين تسعى لإنهاء الحرب في أوكرانيا.
الصين ترفض الاستخدام النووي، وروسيا تعلن تفعيلها للاستخدام النووي في بيلاروسيا.
روسيا غير قادرة على المنافسة في التجارة عكس الصين.
وتطلب حماية كابلات الألياف الضوئية الروسية من الواردات الصينية الأرخص.
الصين لم تعترف بضم شبه جزيرة القرم أو المناطق الأربع الإضافية لأوكرانيا التي أكدت روسيا سيادتها عليها في سبتمبر 2022.
روسيا أصبحت معزولة دبلوماسيًا وتحمل عقوبات أكثر، على النقيض من ذلك تمتلك الصين محفظة عالمية من المصالح الرئيسية.