أصيل الجعيد

إن إحدى أعظم وسائل التسويق بنظري هي تلك اللفتات الإنسانية التي تأتي في وقتها المناسب ومن دون سابق إنذار وإن تلك لثقافة تنظيمية متميزة.

حدثني صديق عن موقف إنساني حدث معه في أحد المطارات، إذ صادف أنه كان مريضا أثناء الرحلة وعندما وصل إلى كاونترات التذاكر طلب كرسيا متحركا، لكن موظفي المطار أخذوا الكرسي من العامل وقام أحدهم بمرافقة صديقي وتجاوز به الحواجز والطوابير الطويلة، حتى أوصله إلى البوابة، واكتشف صديقي لاحقا أنه قد تمت ترقية رحلته إلى درجة رجال الأعمال دونما سؤال أو طلب أو حتى تلميح.

ظل صديقي يحكي القصة وهو يثني على الموظفين ويشعر بالامتنان من هذه اللفتات العظيمة التي جاءت في وقت كان فيه محتاجا بشدة للدعم والمساندة.

إن مثل هذه المواقف الإنسانية فضلا عن قيمتها الاخلاقية فهي أيضا دليل وعي كبير بأساليب التسويق والقوى الناعمة فإن ما يصنع الشركات والقادة هذه الأيام هي ثقافة الاهتمام والقضايا الإنسانية التي تزيد من ولاء العملاء بل إنها تمتد لأصدقاء العملاء الذين ربما لم يتعاملوا مع تلك الشركة من قبل.

في نظري أن التسويق فن وعلم ولعل الجانب الفني فيه يلامس وجدان الإنسان ومعالجة آلامه دون مقابل، وهو أرقى وأنبل أنواع التسويق بل إنه يمثل نبل الدولة كلها.

هذا جانب مهم أعتقد أنه من الضروري ترسيخه ضمن برامج تهيئة الموظفين بخاصة أولئك ممن هم في مواقع المواجهة مع السياح والغرباء، فهم بلا شك سيكونون خير سفراء للشركات ولقيم الشعب المضيف.