لندن: رويترز

قد يشتعل الصراع على السلطة بين صفوف القيادة الليبية الجديدة المتشرذمة والمسلحة تسليحا جيدا بعد موت القذافي الذي جلب لحظة سعادة طال انتظارها في بلد يتوق إلى الاستقرار ولاستبدال الرصاص بصناديق الاقتراع. وستكون الحكومة المؤقتة حريصة على الحيلولة دون قيام القوات الموالية للقذافي بشن أية هجمات من مناطق الريف من شأنها أن تزعزع الاستقرار.
ويتمثل التحدي الأهم الذي يواجه المجلس الوطني الانتقالي في التعامل مع الطموحات الهائلة للشعب الليبي الذي يبلغ تعداده ستة ملايين نسمة الذي تحرر الآن ونهائيا من مخاوف عودة حكم القذافي الشمولي. وقال جون هاملتون الخبير في الشأن الليبي في مركز كروس بوردر للمعلومات هناك الآن هذه التوقعات الهائلة. حتى هذه اللحظة كان لديهم عذرهوالحرب.. لم يعد الحال كذلك الآن... كل شيء الآن يجب أن يتحقق. وأضاف هذه مهمة شاقة. يجب أن يفوا بوعودهم للناس...من ناحية أخرى قد يجدد هذا شهر العسل الذي استمتعوا به عند سقوط طرابلس إذا تمكنوا من تشكيل حكومة متماسكة في وقت قصير.
ويعني سقوط سرت وموت القذافي أنه يتعين على المجلس الوطني الانتقالي أن يبدأ مهمة وضع نظام ديمقراطي جديد أعلن أنه سيشرع فيه بعد سقوط المدينة التي بنيت كي تكون نموذجا لحكم القذافي. ويخشى البعض من أن يطول أمد عدم الاستقرار ويقوض هذه العملية.
وقال جورج جوف الخبير في شؤون شمال أفريقيا في جامعة كيمبردج أصبح القذافي الآن شهيدا وبالتالي قد يستخدم هذا في الحشد لأعمال عنف قبلية أو تحريرية. ويقول إليكس وارن الخبير في الشؤون الليبية في مركز أبحاث فرونتيار ام.إي.أيه إن موت القذافي حدث جلل بلا شك وأكثر بكثير من مجرد حدث رمزي. لكنه أضاف مشيرا للثوارهذه الجماعات في حاجة إلى التسريح بحذر أو الدمج في صفوف القوات المسلحة... يبقى السؤال حول من يقود هذه الجماعات وكيف يديرون علاقاتهم ببعضهم وما هي مطالبهم.
ويخشى البعض من أن المناورات السياسية التي ستشهدها عملية تشكيل حكومة جديدة قد تضر بالتحالف بين القوى المحلية التي شكلت عصب المعارضة المسلحة للقذافي. والآن بعد انتهاء القذافي قد تتحلل الروابط بين التحالفات. ويقول وارن إنه من غير الواضح ما إذا كان مصطفى عبد الجليل الرئيس الحالي للمجلس الوطني الانتقالي الذي يعتبر على نطاق واسع أكبر سياسي يحظى بالدعم داخل المجلس سيتنحى أم لا. وتابع في غياب أية مؤسسات سياسة منظمة أخرى في الوقت الحالي من الضروري وجود قيادة للإشراف على العناصر الحيوية لعملية الانتقال ومن بينها إصدار تراخيص لتشكيل أحزاب سياسية وتنظيم الانتخابات وتسريح الميليشيات أو دمجها.