سر كبير يحمله الراجل اللي ماسك راية حمراء في جدة والمستنسخ منه في أكثر شوارع جدة شمالها وجنوبها وشرقها وغربها، وهو أن جدة مقبلة على حالة مخاض عسيرة ومغايرة لعقودها الماضية، حيث تتجمل وتتزين لسكانها بمشاريع تصل كلفتها لمليارات من الريالات.
فأصبح منظر الرجل برايته الحمراء بشير خير لأهل العروس يرون فيه علامة إنقاذ لمدينتهم الساحلية بمشاريع عمل لا تهدأ على مدار الـ 24 ساعة، ودليلا على مرور قطار التطوير فيها.
وفي كل الصباحات الجداوية المزدحمة، خاصة في ساعات الصباح الباكر أثناء توجه الطلبة لمدارسهم والموظفين لأعمالهم، تشرق المدينة على ابتسامة الرجل اللي ماسك راية حمراء، إلا أنهم يتحملون حدة الزحام لأن موعدهم مع مشاريع ستتيح لمدينتهم التوسع عبر بنية تحتية يستحقها الجداويون.
في كل شارع رئيس أو حتى الشوارع الفرعية الداخلية تجد صاحب العلامة الحمراء يستقبلك بعلامته التي أضحت كسرة حجازية شعبية يتغنى بها الجداويون لأجل مدينتهم التي عشقوها وسردوا فيها أجمل المواويل التقليدية. وربما اختفت الإشارات المرورية في كثير من الشوارع الرئيسة نظير أعمـال الحفر والتجـديد لجدران المدينة الساحلية، إلا أنه حـل محل تلك الإشارات الرجل برايته الحمراء، معطياً بلغة الإشارة التي يفهمها الجميع تفاصيل دقيقة ارتسمت على ملامـح وجهه المختفي ونظارته الداكنـة عن ملامح جدة غير مقبلة.
وفي المقابل رفعت جدة بمسؤوليها ومواطنيها ومقيميها أيضاً الراية الحمراء مؤازرة لهذا الرجل الذي اختار اللون الأحمر للتنبيه من أجل مدينة مقبلة على وضع جديد مغاير.