كاتب الرسالة ليس كمن يحملها، والمستقبل ليس كما المرسل، وراسم الخرائط بلحوم البشرية، ليس مثل من ينظر إليها في كتاب أو صورة أو معرض، والشعوب والجماهير لا تشبه الحكومات، الأولى يحكمها العقل الجمعي، والعاطفة، والحماسة، وربما كثيرًا من الاندفاع، والأخرى تسير وفق المصالح، والعطاء فكرة، والأخذ أخرى، والوفاء صفة، والنكران كذلك. والإخلاص هبه، والجحود مُكتسب دنيوي، والكراهية تربية،والتربية شيء، والشارع لدى البعض، كل شيء.
لم تكُن لديّ فكرة للدخول في حكاية اليوم، غير هذه المقدمة. وفي حقيقة الأمر أكتب هذه السطور وأنا في منتهى اختلاط المشاعر،ما بين صدّق أو لا تصدّق، والواقع واللاواقع. والناتج؛ خيبة، واعتزاز، لماذا؟ الأول: نظير شعور نابعٌ من الموقف الفلسطيني المُتأرجح، في التصويت للمملكة الأسبوع الماضي، في استضافة كأس آسيا 2027. والآخر : نابعٌ من الموقف الشعبي الموحد تجاه تلك الخطوة، التي بصراحة - حسب رأيي - غير مستغربة، ومكشوفة، بعيدًا عن التبريرات التي صدرت لاحقًا.
سأتحدث عن الحالة العامة في الرؤية الفلسطينية تجاه المملكة، دون النظر - بطبيعة الحال، - لذلك الحدث الذي يعتبر مضيعة للوقت، كونه دون أهمية. وهذا له اعتبارات عديدة، أهمها، أن حصول المملكة من عدمه على تنظيم ذلك المحفل، ليس بحاجة الصوت الفلسطيني من الأساس. لكن قبل ذلك يجب القول، أن الدولة – أي المملكة – تنظر لفلسطين، كملفٍ لقضيةٍ كبرى وعنوان عريض، غير معني بتصرفات الأفراد، من المحبين والكارهين على حدٍ سواء. وعلى هذا الأساس لم تتدن قيمة هذا الملف قيد أنملة، على مر العصور، برغم من رشق الأخوة الفلسطينيين للسعودية مرارًا، تارةً بالشتائم، وأخرى بمنح الحق بمشاركتها مقدراتها التي وهبها الله، بل وحتى بمهاجمة التنمية التي تعيشها البلاد، من نهضة وانفتاح وتطور.
إذ أنه ثمة قواعد سياسية تسير في إطارها المملكة العربية السعودية، تجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة، وليس لأشخاص بأعينهم. فقد أرسى المغفور له الملك عبد العزيز ذلك التوجه، الذي لم تحد عنه الدولة منذ ذلك الحين، وحتى يومنا الحالي. وهذا ما فرض على السياسة السعودية السير وفق خطوات حكيمة ومتوازنة، بصرف النظر عن بعض المهاترات التي يعمد أرباب الأصوات النشاز ترديدها بين فترةٍ وأخرى.
أعود لقصتي، وأقول إن الإخوة في فلسطين عدة أصناف،وفيٌ علني، ومحبٌ مخلص، وجاحدٌ حتى النخاع، وكارهٌ إلى يوم الدين. والبعض منهم مُسيسون، والكثير منهم يتمتع بنكران وحماقة لا يعلم بها إلا الله. وتلك الشخصيات لا تسقط أقنعتها إلا باتجاه المملكة، بينما في مقابل ذلك، فالكثير منهم، يتماهى مع النظام الإيراني. فلم أر في حياتي أحدًا منهم، لا هذا ولا ذاك الموصوف بما سبق، ينتقد الجمهورية الإيرانية، التي باعت واشترت على قاعدة القضية الفلسطينية عشرات السنين، ولم تمنحها دولارًا واحدًا، ولا طلقة واحدة، بل إنها عملت على استغلالها، للوصول إلى أكبر قدر من السُذّج والتافهين في العالم العربي بهدف تمرير سياساتها وأجنداتها التوسعية.
ومن باب الإنصاف وإحقاق الحق، يجب الإشارة إلى أن هناك من الإخوة الفلسطينين العقلاء، من لا يقبلون السهام المتكرر إطلاقها نحو المملكة،لكن عقلانيتهم تبعدهم عن المشهد، من باب حفظ ماء الوجه. وهذا أمرٌ له تقديره واحترامه على المستوى الحكومي والشعبي. وتقديرهم بالمناسبة، أكبر بكثير من عدم احترام أولئك أصحاب الأصوات الناشزة في قطاع غزة المُحتل من قبل حركة حماس «الإرهابية».
وعلى ذكر الحركة المتطرفة، فيتضح بلا شك أن أغلب الكارهين للسعودية هم من قواعدها الشعبية، باعتبارهم شربوا من الينبوع الإيراني، ونهلوا منه الكراهية والانعزالية عن المحيط العربي والإسلامي، وترعرعوا تحت مظلة نظام الأسد، الذي انقلب عليهم حين أبدت الحركة تحفظها بعد الثورة، وطرد رأسهم السياسي حينها، وخضعوا لتغذية ميليشيا حزب الله الإرهابي، الذي تأسس على المبادئ الخمينية المقيتة في طهران.
أؤمن بأن القدر الذي كتب لي أن أكون ابنًا لهذه البلاد المباركة، هو ذاته الذي كتب لها أن تكون في مصاف الكبار، وقدر الكبار أن يكونوا في مرمى السهام، ولا يتأثروا. فمنذ ولادة هذه الدولة، وهي تتعرض للتشنيع، وبكل أسف، من أبناء الجلدة العربية، فلطالما وصفت بالجهل، والرجعية والتخلف، مرورًا بالاستنقاص من موروثنا وتاريخنا الذي نعتز به، وهم بلا إرث ولا تاريخ، كونهم خليطٌ من ثقافات متعددة، ولم نأخذ ذلك يومًا مصدرا للتندر والاستخفاف، لأن الأخلاقيات والصبر والترفع والسمو ديدن للدولة والمجتمع السعودي.
لا أعلم هل اللغة التي استخدمتها اليوم مناسبة؟ لكني أعلم باليقين المطلق، أن اللباقة غير مستحبة في مثل هذه المواقف، طبقًا للمثل الشعبي «ما دون الحلق إلا اليدين». وما أعلمه أيضًا وأثق به، أن بلادي أكبر من الجميع، أكبر من خطيبٍ يجمع قوته من خلال مهاجتمها، وأكبر من سياسيٍ يحمل ملفاته السياسية لتسويقها وبيعها صباح مساء.
هم يُحرقون أنفسهم، في الكذب على السعودية. لذا كانت تسميتهم في العنوان..
«سماسرة السياسة »، أبلغ تسمية.
نهاركم سعيد.
لم تكُن لديّ فكرة للدخول في حكاية اليوم، غير هذه المقدمة. وفي حقيقة الأمر أكتب هذه السطور وأنا في منتهى اختلاط المشاعر،ما بين صدّق أو لا تصدّق، والواقع واللاواقع. والناتج؛ خيبة، واعتزاز، لماذا؟ الأول: نظير شعور نابعٌ من الموقف الفلسطيني المُتأرجح، في التصويت للمملكة الأسبوع الماضي، في استضافة كأس آسيا 2027. والآخر : نابعٌ من الموقف الشعبي الموحد تجاه تلك الخطوة، التي بصراحة - حسب رأيي - غير مستغربة، ومكشوفة، بعيدًا عن التبريرات التي صدرت لاحقًا.
سأتحدث عن الحالة العامة في الرؤية الفلسطينية تجاه المملكة، دون النظر - بطبيعة الحال، - لذلك الحدث الذي يعتبر مضيعة للوقت، كونه دون أهمية. وهذا له اعتبارات عديدة، أهمها، أن حصول المملكة من عدمه على تنظيم ذلك المحفل، ليس بحاجة الصوت الفلسطيني من الأساس. لكن قبل ذلك يجب القول، أن الدولة – أي المملكة – تنظر لفلسطين، كملفٍ لقضيةٍ كبرى وعنوان عريض، غير معني بتصرفات الأفراد، من المحبين والكارهين على حدٍ سواء. وعلى هذا الأساس لم تتدن قيمة هذا الملف قيد أنملة، على مر العصور، برغم من رشق الأخوة الفلسطينيين للسعودية مرارًا، تارةً بالشتائم، وأخرى بمنح الحق بمشاركتها مقدراتها التي وهبها الله، بل وحتى بمهاجمة التنمية التي تعيشها البلاد، من نهضة وانفتاح وتطور.
إذ أنه ثمة قواعد سياسية تسير في إطارها المملكة العربية السعودية، تجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة، وليس لأشخاص بأعينهم. فقد أرسى المغفور له الملك عبد العزيز ذلك التوجه، الذي لم تحد عنه الدولة منذ ذلك الحين، وحتى يومنا الحالي. وهذا ما فرض على السياسة السعودية السير وفق خطوات حكيمة ومتوازنة، بصرف النظر عن بعض المهاترات التي يعمد أرباب الأصوات النشاز ترديدها بين فترةٍ وأخرى.
أعود لقصتي، وأقول إن الإخوة في فلسطين عدة أصناف،وفيٌ علني، ومحبٌ مخلص، وجاحدٌ حتى النخاع، وكارهٌ إلى يوم الدين. والبعض منهم مُسيسون، والكثير منهم يتمتع بنكران وحماقة لا يعلم بها إلا الله. وتلك الشخصيات لا تسقط أقنعتها إلا باتجاه المملكة، بينما في مقابل ذلك، فالكثير منهم، يتماهى مع النظام الإيراني. فلم أر في حياتي أحدًا منهم، لا هذا ولا ذاك الموصوف بما سبق، ينتقد الجمهورية الإيرانية، التي باعت واشترت على قاعدة القضية الفلسطينية عشرات السنين، ولم تمنحها دولارًا واحدًا، ولا طلقة واحدة، بل إنها عملت على استغلالها، للوصول إلى أكبر قدر من السُذّج والتافهين في العالم العربي بهدف تمرير سياساتها وأجنداتها التوسعية.
ومن باب الإنصاف وإحقاق الحق، يجب الإشارة إلى أن هناك من الإخوة الفلسطينين العقلاء، من لا يقبلون السهام المتكرر إطلاقها نحو المملكة،لكن عقلانيتهم تبعدهم عن المشهد، من باب حفظ ماء الوجه. وهذا أمرٌ له تقديره واحترامه على المستوى الحكومي والشعبي. وتقديرهم بالمناسبة، أكبر بكثير من عدم احترام أولئك أصحاب الأصوات الناشزة في قطاع غزة المُحتل من قبل حركة حماس «الإرهابية».
وعلى ذكر الحركة المتطرفة، فيتضح بلا شك أن أغلب الكارهين للسعودية هم من قواعدها الشعبية، باعتبارهم شربوا من الينبوع الإيراني، ونهلوا منه الكراهية والانعزالية عن المحيط العربي والإسلامي، وترعرعوا تحت مظلة نظام الأسد، الذي انقلب عليهم حين أبدت الحركة تحفظها بعد الثورة، وطرد رأسهم السياسي حينها، وخضعوا لتغذية ميليشيا حزب الله الإرهابي، الذي تأسس على المبادئ الخمينية المقيتة في طهران.
أؤمن بأن القدر الذي كتب لي أن أكون ابنًا لهذه البلاد المباركة، هو ذاته الذي كتب لها أن تكون في مصاف الكبار، وقدر الكبار أن يكونوا في مرمى السهام، ولا يتأثروا. فمنذ ولادة هذه الدولة، وهي تتعرض للتشنيع، وبكل أسف، من أبناء الجلدة العربية، فلطالما وصفت بالجهل، والرجعية والتخلف، مرورًا بالاستنقاص من موروثنا وتاريخنا الذي نعتز به، وهم بلا إرث ولا تاريخ، كونهم خليطٌ من ثقافات متعددة، ولم نأخذ ذلك يومًا مصدرا للتندر والاستخفاف، لأن الأخلاقيات والصبر والترفع والسمو ديدن للدولة والمجتمع السعودي.
لا أعلم هل اللغة التي استخدمتها اليوم مناسبة؟ لكني أعلم باليقين المطلق، أن اللباقة غير مستحبة في مثل هذه المواقف، طبقًا للمثل الشعبي «ما دون الحلق إلا اليدين». وما أعلمه أيضًا وأثق به، أن بلادي أكبر من الجميع، أكبر من خطيبٍ يجمع قوته من خلال مهاجتمها، وأكبر من سياسيٍ يحمل ملفاته السياسية لتسويقها وبيعها صباح مساء.
هم يُحرقون أنفسهم، في الكذب على السعودية. لذا كانت تسميتهم في العنوان..
«سماسرة السياسة »، أبلغ تسمية.
نهاركم سعيد.