دعا للتخلص من مهنتي 'المحامي' و'بائع الورود' لأنهما 'غير منتجتين'
العقيد معمر القذافي زعيم الثورة الليبية وصاحب النظرية الثالثة التي طرحها في كتابه الأخضر، عرف بتصريحاته النارية وملاحظاته التي لا تخلو من الغرابة، بدءا من تلك المتعلقة بالقومية العربية إلى دعوته لإقامة ولايات متحدة أفريقية، مرورا برعايته الإرهاب رسميا. فقائد ثورة الفاتح عرف أولا بأزيائه المتنوعة، بدءا بألوان أفريقيا وانتهاء ببزاته العسكرية العديدة وأوسمته.. مرورا بقمصانه الملونة وبدلاته الرسمية وقبعاته ونظارات الشمسية التي تكاد لا تفارقه. وعندما بدأت الحركة الاحتجاجية في الجماهيرية العظمى، كما اختار أن يسمي ليبيا، وصف المتظاهرين المناهضين له بأنهم جرذان وعملاء وخونة يتناولون حبوب الهلوسة، وتوعدهم بالمجازر وبسحقهم.
قبل ذلك، ردد القذافي الكثير من الجمل التي أثارت دهشة كبيرة.. فقد تحدث مرة عن وليام شكسبير، هذا الكاتب المسرحي الكبير، العربي الأصل، موضحا، أمام حضور قليل الاطلاع على الأرجح، أن الاسم مركب من كلمتين الشيخ زبير. وفي القاموس الشخصي جدا لصاحب فكرة حكم الشعب للشعب عن طريق لجان شعبية، أجداد هنود أميركا يتحدرون من شمال أفريقيا.. أما أميركا أصلا فقد جاء اسمها من رجل يدعى الأمير كا الذي استولى الرحالة الإسباني اميريكو فيسبوتشي على كل منجزاته. وفي الاقتصاد توصل إلى نتيجة مفادها أن سويسرا بلد قريب من ليبيا، لكنه أقل تقدما من الجماهيرية.
وللأميركيين والسوفيات أيضا حصة من آرائه، بما أن الهمبرغر هو مزيج من الصراصير والفئران والضفادع وبواسطته تم تدمير الاتحاد السوفياتي. ويرى القذافي أيضا أن هناك نوعين من الأشخاص يجب التخلص منهم، لأنهم يمارسون إحدى مهنتين غير منتجتين وهم المحامي وبائع الورود. وهو خبير أيضا في الطب.. فقد قال في قمة للاتحاد الأفريقي في 2003 الإيدز الإيدز الإيدز.. لا نسمع سوى هذا الكلام. إنه إرهاب. إنها حرب نفسية. الإيدز فيروس هادىء وإذا بقيت نظيفا فليست هناك أي مشكلة.
والرجل الذي تخلى عن كل المهام الرئاسية ليتفرغ لقيادة الثورة، يحب رفقة النساء. وهو يقيم في معظم الأحيان في خيمة ترافقه في كل رحلاته تقريبا.. فكان ينصبها في الصحراء الليبية تماما كما في حديقة القصر المخصص للضيوف الأجانب في باريس، مثلما فعل خلال زيارة فرنسا في 2007. وخلال تلك الزيارة، شعر بالشفقة على نساء أوروبا.. قال إن ظروف المرأة في أوروبا مأساوية. إنها مضطرة في بعض الأحيان للقيام بعمل لا تريده، مثل ميكانيكية أو عاملة بناء. وأكد أنه يريد أن ينقذ المرأة الأوروبية التي تكافح. ومن منطلق حرصه في أغلب الأحيان على إثارة الرأي العام في الدول الغربية، لم يتردد في انتقاد فكرة الديموقراطية. ورأى مرة أن بعض الدول يمكن أن تجد أن الديكتاتورية تناسبها أكثر.
وفي أغسطس 2010، خلال زيارة إلى روما ألقى محاضرتين عن الإسلام أمام مئات النسوة اللواتي تم اختيارهن من الجميلات والشابات، وحصلت كل واحدة منهن على ثمانين يورو. قال لهن إن أوروبا يجب أن تعتنق الإسلام، والإسلام يجب أن يصبح دين أوروبا بأسرها.