الدمام: يوسف الحربي

أكد سعيه إلى إثراء المكتبة العربية بالجمع بين التيارين التقليدي والتجديدي

يسعى الخطاط التونسي عامر بن جدو إلى هدف واحد وهو إثراء مكتبة الخط العربي بتجربة جديدة تجمع بين التيار التقليدي والتيار التجديدي، بالإضافة إلى أن يكون عمله الخطي خالصا لوجه الله، بدأ تعلم الخط متأخرا، في بلدة سيدي بوزيد، في تونس، وهو في سن 37 عاماً، بحصوله على كراسة الخطاط العراقي هاشم البغدادي، ليتعلم بنفسه أساسيات الخطوط.
انتقل بن جدو إلى تونس في 2001، تعلم من خلالها الخط العربي على أيدي خطاطين كان أبرزهم محمد مطير، وكانت له فرصة المشاركة الدولية في مسابقة الأرسيكا في إسطنبول عام 2004، التي حصل من خلالها على الجائزة الثانية في الخط الكوفي، وفي 2006 حصل أيضا على جائزة الخط الكوفي القيرواني.
يرى الخطاط عامر بن جدو أن الرحلة الخطية المتأخرة نوعا ما، هي حافز إلى تقديم الجديد والمفيد، ومحاولة التجديد في الخط القيرواني وهو هدف الكثير من التونسيين في المركز الوطني لفنون الخط بتونس، وفي 2008 بدأ ابن جدو محاولات في وضع قواعد للخط الكوفي القيرواني انطلاقا من بعض كتابات الخطاط علي الوراق.
يقول بن جدو إن جمالية الخط القيرواني لا تقل عما تميزت به الخطوط التي عاصرته، أو التي جاءت بعده، وهو تطلع لكنه يقتضي تخفيف هذا الخط ليكون ذا اطلاع واسع على ما كتب عليه من نصوص، ودراسة تهدف إلى الكشف عما في هذا الخط من خصائص جمالية للمحافظة عليها وضبطها لقواعد تيسر تعلمه وتضمن استمرارية تداوله، وليكون أول من يضع قواعده الأساسية.
وعن أعمال الخطاطين وما شاهد من جماليات في فن الخط العربي، يذكر بن جدو أنه شاهد أسماء كبيرة في الخط، لا يعرفها إلا من خلال الإنترنت، سواء كانت من الأعمال التي شاهدها في تركيا أو الشارقة أو أبوظبي أو حتى الأعمال الخطية التي قدمت من جميع أنحاء العالم في معرض أرامكو للخط العربي، وجد النهضة الكبيرة في التقنية والأسلوب في الخط العربي والزخرفة الإسلامية، متمنيا أن يكون الفارق بيننا في تونس وبينهم كخطاطين يتقلص في المستوى الفني رغم المحاولات الجادة في النهوض بهذه الفنون.
عامر بن جدو، خطاط تونسي، مواليد 1954، شارك في ملتقيات الخط الدولية في تركيا، الكويت، الشارقة، أبو ظبي، الظهران، الدوحة، القيروان، الجزائر.