محمد تركي الدعفيس

على الرغم من صدوره عام 1972 إلا أن كتاب «لعبة التنس الداخلية: الدليل الكلاسيكي للجانب العقلي لذروة الأداء» لمؤلفه دبليو تيموثي جالوي، اكتسب شهرة إضافية بعد أن رشحه بيل جيتس للقراءة ضمن مدونته GatesNotes.

وعلى الرغم من أن الكتاب الذي باع أكثر من مليون نسخة يعد من الأفضل لإتقان اللعبة وضمان النجاح داخل وخارج الملعب، إلا أن ما فيه من نصائح عميقة تنطبق على عدد من أجزاء الحياة الأخرى، على حد تعبير جيتس، الذي أشار إلى أن الكتاب مفيد لأي شخص يريد تحسين أدائه في أي نشاط.

وجالوي، هو أحد كبار المبتكرين في علم النفس الرياضي، و يركز في كتابه على كيفية تركيز عقلك للتغلب على العصبية والشك الذاتي والمشتتات، ما يسمح لك بتقديم أداء أفضل، وبناء المهارات من خلال الممارسة الذكية، ثم تجميعها معًا في اللعب.

الحياة علبة شيكولاتة

يؤكد جالوي في كتابه «إذا كنت قد لعبت أي وقت مضى رياضة، فإنك تدرك أن الفوز لا يمكن تحقيقه دون العمل الشاق»، لكنه يضيف سرًا آخر للنجاح، ويقول «إنه الثقة بغرائزنا وهذه يمكن أن تكون أكثر فائدة، خاصة عندما يتعلق الأمر بهزيمة معاركنا الداخلية»، ويرى أن الثقة بغرائزنا تساعدنا على مواجهة الثرثرة والضوضاء في رؤوسنا، وعلى الفوز في لعبة الحياة.

ويتعلق الأمر حسب جالوي بصراعنا للحيلولة دون أن تطغى شكوكنا ومخاوفنا علينا لدرجة تمنعنا من العمل.

الظفر بالمعركة الداخلية

يطالب جالوي بأن نسيطر على عقلنا، وأن نتغلب على الخصم الداخلي السلبي فينا، ويصور كل منا على أنه في داخله شخصين، أحدهما منطقي وعقلاني، والثاني محتشد بالشكوك والسلبية، وكلاهما يحاول السيطرة علينا.

و يرى أن التغلب على الخصم الداخلي السلبي فينا لا يحتاج إلى إيجاد مدرب جيد يوجه وينصح، ويعلمنا الأشياء الصحيحة، ولا بد أن نتعلم كيف نسمح لأفكارنا بأن تأتي وتذهب دون أي حكم، وبدل أن ننتقد نفسنا المتشكّكة أو نحاول إقصاءها، علينا تقبلها، والتحكم فيها،

و يقول «يمكنك تعليم الشخصيتين العمل في انسجام مع بعضها».

تفكير مرهق

يقول جالوي «دعونا نتخيل كيف ستكون حياتك إذا كان عليك التفكير في كل قرار اتخذته على الإطلاق».. ويتساءل «هل يمكنك أن تتخيل مدى ازدحام أفكارك إذا كان عليك التفكير بنشاط في مهام صغيرة مثل الضغط على لوحة المفاتيح أو تناول فنجان القهوة، هذا سيغرقك في التفاصيل في كل وقت، ولهذا ينصحنا بتحويل هذه الأشياء إلى قرارات اللاوعي خصوصًا في الأشياء التي نجيدها مثل سواقة السيارة أو كيف تحمل كوب الشاي».

و يرى هنا أن دماغك اللاواعي لا يحتاج إلى أن يكون مدارًا بشكل دقيق من قبل عقلك الواعي، بل يمكن للنفس القيام بكثير من الأشياء من تلقاء نفسها.

يحقق هذا حسب جالوي من خلال الانتقال بين النفسين أو الشخصيتين، ولنفكر في نفسنا الأولى على أنها عقلنا الواعي، الذي يركز على اتخاذ القرارات، وتذكر الأشياء، ونحن نحتاجه حتمًا حتى نكون ناجحين، لكنه أيضًا يصيبنا بالتوتر والقلق والارتباك، على أنها تلك التي تقاوم هذه الأفكار، وهي العقل اللاواعي.

ويركز جالوي على أنه «عندما نشعر بالضياع والإحباط، ونحاول تذكير أنفسنا بالخطوات العملية اللازمة لتحسين أدائنا، تكون هذه بالضبط اللحظة التي نحتاج فيها إلى التراجع وترك النفس الثانية تتولّى التحكم، لأنها لا تفكر كثيرًا، ولا تتعثر في التفاصيل الدقيقة للتذكّر بوعي، ولن تكون بالتالي منهمكًا وواعيًا في تحليل كل لحظة. بل ستكون حركاتك سلسة وغريزية، فإن كنت تريد الفوز في الحياة، إليك هذه الخدعة البصرية التي يمكنك تطبيقها:

أغمض عينيك، وتخيل نفسك في المحكمة، وفكر كما لو أنك تشاهد نفسك على التلفاز، وركز على حركات الكرة والمضرب في التنس، فبينما تفكر في هذه الحركات البسيطة، ستكون نفسك الثانية حرة في التجول وتخيّل الأشياء المختلفة التي يمكنك تجربتها، وستكون خالية من التذمّر الداخلي الذي تتحدّث به النفس الأولى باستمرار، وهذا يساعدك على تحرير عقلك اللاواعي».

لا للمبالغة

ينصح جالوي ألا نبالغ في إدارة أفكارنا الخاصة الصغيرة منها والكبيرة، وأن نحيل كثيرًا من الأمور إلى اللاوعي.

ويعتقد أنه سواء كنا في مباراة تنس أو لعبة الحياة، فإن علينا لتحقيق النجاح والسلام، التخلص من «مدربنا» أو «دماغنا الواعي» الذي يؤدي إلى إدارة دقيقة، وأن نسمح للنفس بأخذ عجلة القيادة، عن طريق إزالة الميل إلى الإفراط في محاولة التفكير بكل خطوة، مع الاستفادة من الغرائز الخاصة بنا، والتي هي أكثر قوة مما نعتقد حسب ظنه.

ويقول جالوي «إذا كنت تثق بنفسك وتعطي لنفسك قليلا من الائتمان، يمكنك تحرير نفسك من الضغط العصبي والتوتر، وعندما تثق ببساطة في غرائزك، ستجد أن حركاتك ستكون أكثر مرونة وأكثر طبيعية وأكثر عرضة لتحقيق النجاح».

الكتاب لعبة التنس الداخلية:

الدليل الكلاسيكي للجانب العقلي لذروة الأداء

المؤلف: دبليو تيموثي جالوي

اللغة: الإنجليزية

الناشر: مجموعة راندوم هاوس للنشر

(طبعة لاحقة (27 مايو 1997)

الصفحات: 122