(طارق الخميس)
45 مليون أرجنتيني يعيش نصفهم تحت خط الفقر، في أحياء مكتظة كادحة، وهي نفسها الأحياء التي احتفلت بميسي ورفاقه في مسيرات مهيبة، يهتفون باسم الأرجنتين وميسي والراحل مارادونا.
حققت الأرجنتين كأس العالم 3 مرات 78، 86، 2022، لا أعلم ما السر في تفوق الكرة اللاتينية حد الإعجاز، لكن بالتأكيد ليس السر في تفوق اللاعبين، إنما المنظومة الشعبية الاجتماعية K والعشق الرياضي للفرد والأسرة والحي والمدرسة والمدينة وكل شيء.
يذهب الطفل الأرجنتيني للمدرسة يحمل الفرحة والطموح والإحساس بأنه ينتمي لشعب ذي قدرات خارقة، ثم تأتي حصة الرياضة والجميع يتجهون للساحة لتبدأ المنافسات،
من يشبه ميسي؟
من يشبه مارادونا؟
ومن يشبه مارتينيز و دي ماريا؟
من يشبه الوحش مندي؟
كل طفل لديه نجم يعشقه ويجده رمزا ومثالا، ومن خلال هذه الحمى الكروية يبرز الأفذاذ يتلقفهم الكشافون، وفي عصر يوم ما سيدق الكشاف باب المنزل الصغير في الحارة المتقشفة، وتخرج الأم وطفلاها ابنا الخامسة والسادسة من العمر، فيسأل عن فيرنانديز جونير ؟
فتقول الأم
ها هو ذا .. ما الأمر؟ماذا فعل فريدي الصغير؟
يرد الكشاف بابتسامة ووقار:
أبدا ابنك تم اختياره لينضم لنادي بوكاجونير لما دون السابعة.
تدمع عين الأم من الفرحة، وما يكاد الابن يسمع خبر انضمامه لنادي بوكاجونير، إلا وينطلق مسرعا إلى مكان الحذاء وتي شيرت ميسي، ويحمل حقيبة فيها بعض الأدوات التي تشعره بأهميته.
تتمسك الأم بابنها:
متى تريدونه؟
الآن.
يرد الكشاف.
ثم ينطلق فرنانديز كالسهم لسيارة والدته، يركب وينتظر، وخلال دقائق ،الجميع في مجمع ملاعب تابع لنادي بوكا جونير يحوي عشرات الملاعب، وكل ملعبين مخصصان لفئة عمرية معينة، يجتمع الأطفال أمام المدربين، ويبدأ التقسيم والتغيير، ويستمر الأمر عدة أسابيع، ثم تبدأ التصفيات إلى أن يصفى العدد على 30 طفلا ، يملكون المواصفات المطلوبة، مثل السرعة في لمس الكرة، المرونة، التناسق، الشجاعة، وغيرها من مواصفات مشروع لاعب.
في كل حي من أحياء بوينس أيريس هناك ملاعب كرة قدم مخصصة لاكتشاف الأطفال الموهوبين، والبدء في تدريبهم ثم التسويق لهم في الأندية الأوروبية وهم في أعمار مبكرة جدا. هكذا تسير الأمور لملايين الأطفال من الأسر الفقيرة التي تحلم بأن يصبح أبناؤها نجوما محترفين، ينقلون حال الأسرة من حال إلى حال.
نظام اجتماعي يقدس التعليم والعمل، ويؤمن بأن الحياة صراع من أجل الرزق، والانتقال من خلال المواهب في سن مبكرة من وضع بائس إلى وضع افضل، شعوب بسيطة تعيش حياة منفتحة بلا سلطة عادات وتقاليد وطقوس بالية، بل يعرفون تماما كيف يتعاملون مع تراثهم ، وبث حياة فيه، ليكون مما يعبر عنهم كثقافة وموروث ، وما ( التانجو ) إلا أوضح شاهد، بعد أن التصق هذا الفن بلقب الفريق إعلاميا ( منتخب التانجو).
أقولها وبكل أسف: هل نحن نتاج معتقدات وعادات وتقاليد أخرجتنا من سياق الحياة الطبيعية وأنتجت أجيالا مترهلة جسميا وعمليا وذهنيا؟
ثم نقول إننا متأخرون بسبب بعدنا عن درب السلف.
أتمنى أن نعيد التفكير في ما نحن عليه، وما موقعنا في الكرة الأرضية في المنتج الإنساني، إلا لأننا فعلا متأخرون.
ستجني الأرجنتين حصاد الفوز بكأس العالم على المستوى الاقتصادي و الرياضي، وستشهد هي ودول جوارها المزيد من المواهب التي ستحمل علم دولها في قادم المونديالات، وستبقى الأرجنتين دولة مسالمة يحبها الجميع لما تقدمه للعالم من سحر كروي مذهل.
حققت الأرجنتين كأس العالم 3 مرات 78، 86، 2022، لا أعلم ما السر في تفوق الكرة اللاتينية حد الإعجاز، لكن بالتأكيد ليس السر في تفوق اللاعبين، إنما المنظومة الشعبية الاجتماعية K والعشق الرياضي للفرد والأسرة والحي والمدرسة والمدينة وكل شيء.
يذهب الطفل الأرجنتيني للمدرسة يحمل الفرحة والطموح والإحساس بأنه ينتمي لشعب ذي قدرات خارقة، ثم تأتي حصة الرياضة والجميع يتجهون للساحة لتبدأ المنافسات،
من يشبه ميسي؟
من يشبه مارادونا؟
ومن يشبه مارتينيز و دي ماريا؟
من يشبه الوحش مندي؟
كل طفل لديه نجم يعشقه ويجده رمزا ومثالا، ومن خلال هذه الحمى الكروية يبرز الأفذاذ يتلقفهم الكشافون، وفي عصر يوم ما سيدق الكشاف باب المنزل الصغير في الحارة المتقشفة، وتخرج الأم وطفلاها ابنا الخامسة والسادسة من العمر، فيسأل عن فيرنانديز جونير ؟
فتقول الأم
ها هو ذا .. ما الأمر؟ماذا فعل فريدي الصغير؟
يرد الكشاف بابتسامة ووقار:
أبدا ابنك تم اختياره لينضم لنادي بوكاجونير لما دون السابعة.
تدمع عين الأم من الفرحة، وما يكاد الابن يسمع خبر انضمامه لنادي بوكاجونير، إلا وينطلق مسرعا إلى مكان الحذاء وتي شيرت ميسي، ويحمل حقيبة فيها بعض الأدوات التي تشعره بأهميته.
تتمسك الأم بابنها:
متى تريدونه؟
الآن.
يرد الكشاف.
ثم ينطلق فرنانديز كالسهم لسيارة والدته، يركب وينتظر، وخلال دقائق ،الجميع في مجمع ملاعب تابع لنادي بوكا جونير يحوي عشرات الملاعب، وكل ملعبين مخصصان لفئة عمرية معينة، يجتمع الأطفال أمام المدربين، ويبدأ التقسيم والتغيير، ويستمر الأمر عدة أسابيع، ثم تبدأ التصفيات إلى أن يصفى العدد على 30 طفلا ، يملكون المواصفات المطلوبة، مثل السرعة في لمس الكرة، المرونة، التناسق، الشجاعة، وغيرها من مواصفات مشروع لاعب.
في كل حي من أحياء بوينس أيريس هناك ملاعب كرة قدم مخصصة لاكتشاف الأطفال الموهوبين، والبدء في تدريبهم ثم التسويق لهم في الأندية الأوروبية وهم في أعمار مبكرة جدا. هكذا تسير الأمور لملايين الأطفال من الأسر الفقيرة التي تحلم بأن يصبح أبناؤها نجوما محترفين، ينقلون حال الأسرة من حال إلى حال.
نظام اجتماعي يقدس التعليم والعمل، ويؤمن بأن الحياة صراع من أجل الرزق، والانتقال من خلال المواهب في سن مبكرة من وضع بائس إلى وضع افضل، شعوب بسيطة تعيش حياة منفتحة بلا سلطة عادات وتقاليد وطقوس بالية، بل يعرفون تماما كيف يتعاملون مع تراثهم ، وبث حياة فيه، ليكون مما يعبر عنهم كثقافة وموروث ، وما ( التانجو ) إلا أوضح شاهد، بعد أن التصق هذا الفن بلقب الفريق إعلاميا ( منتخب التانجو).
أقولها وبكل أسف: هل نحن نتاج معتقدات وعادات وتقاليد أخرجتنا من سياق الحياة الطبيعية وأنتجت أجيالا مترهلة جسميا وعمليا وذهنيا؟
ثم نقول إننا متأخرون بسبب بعدنا عن درب السلف.
أتمنى أن نعيد التفكير في ما نحن عليه، وما موقعنا في الكرة الأرضية في المنتج الإنساني، إلا لأننا فعلا متأخرون.
ستجني الأرجنتين حصاد الفوز بكأس العالم على المستوى الاقتصادي و الرياضي، وستشهد هي ودول جوارها المزيد من المواهب التي ستحمل علم دولها في قادم المونديالات، وستبقى الأرجنتين دولة مسالمة يحبها الجميع لما تقدمه للعالم من سحر كروي مذهل.