خلق الله الجن والإنس لعبادته وحده لا شريك له، هذه هي الغاية التي خلقهم الله لأجلها، بدليل قوله تعالى (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُون) أي: إلا ليوحدون، وقوله تعالى (إلا ليعبدون) هذا استثناء مفرغ من أعم الأحوال، واللام في قوله: (إلا ليعبدون) للتعليل، أي: تعليل بيان الحكمة من الخلق، وليس التعليل الملازم للمعلول، لأنه لو كان التعليل الملازم له المعلول للزم من خلق الجن والإنس أن يكونوا كلهم عبادا لله يتعبدون له، وليس الأمر كذلك، بل فيهم من شذ وخالف، وناكف أحكام الشريعة، يظن أنه بتمرده يكون حرًّا، وما علم المسكين أنه هرب من العبودية التي خُلِق لها، فوقع في عبودية النفس والهوى والشيطان، فالإنسان عبدٌ ولا بد، إما عبدٌ لله، وإما عبدٌ للشيطان والهوى والنفس الأمارة بالسوء ودعاة الشبهات والشهوات.
وإن تعجب أخي القارئ فعجبٌ من قومٍ أحياء يذهبون إلى أصحاب القبور، يطلبون منهم المدد والزلفى، والله يقول في كتابه (ادعوني أستجب لكم) أي: ادعو الله مباشرة بدون اتخاذ وسائط، فيأبى من سفه نفسه إلا أن يذهب إلى القبور، إلى قوم أموات ليس لهم من الأمر شيء، لا يستطيعون زيادة من الحسنات ولا نقصًا من السيئات، بل هم بحاجة إلى دعوات الأحياء، ومع ذلك يذهب إليهم فئام من الناس يطلبون منهم المدد والشفاعة؟
فيا سبحان الله: أيطلبون من قوم ما يملكون من (قطمير)؟ والقطمير: هو الغلاف الذي على نواة التمرة، فالذي لا يملك هذا الشيء اليسير جدًا، من باب أولى لا يملك ما هو أكبر منه، فكيف يُدعى ويُطلب منه الزلفى والمدد، قال تعالى (فلا تدعوا مع الله أحدا).
والعجب أيضًا أن بعض أهل الضلال والدروشة وفاسدوا العقيدة يقولون: إن ذلك - أي: طلب المدد من الأموات- ليس بشرك، لأن من يطلب منهم المدد والزلفى، لا يعتقد أن بيدهم النفع والضر، بل يعتقد أن النفع والضر بيد الله، ولكن هو يطلب منهم الزلفى فقط، وهذا ليس بشرك.
فأقول لهؤلاء: أنتم تقولون ليس بشرك، لكن الله كذبَكم، وسماه شركا، أفأنتم أعلم أم الله؟!!
قال تعالى (وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِير * إِن تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ) سماه الله ( شركًا) فقال: يكفرون بشرككم.
وأقول أيضًا: المشركون في زمن النبي صلى الله عليه وسلم يقرون أن الله هو الخالق الرازق النافع الضار، كما قال تعالى (وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّه) لكنهم كانوا يتخذون من دون الله أولياء ويقولون (ما نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَىٰ)، وهذا هو فعل عُبَّاد أصحاب القبور في زماننا سواء بسواء.
فعلى من فعل ذلك أن يتوب إلى الله، وأن يُخلص العبادة لله وحده لا شريك له، ويصرف العبادة له سبحانه لاشريك له، قال تعالى (قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِين * لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَٰلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِين).
وليعلم أن مدة إقامته في هذه الدنيا مؤقتة، وإذا شاء الله ارتحل منها إلى الدار الآخرة، فليمتثل أمر خالقه، وليترك التعلق بمن هم عباد أمثاله، وليخلص العبادة لله وحده.
وليحذر المسلم أن يريد بعبادته الرياء والسمعة ومآرب الدنيا، فإن أراد بعبادته الدنيا والرياء، فقد خسر، ولا يلومنّ إلا نفسه، فكل من في الدنيا من الناس سيكونون مثله تحت التراب، ولن ينفعه الا ما أراد به وجه الله وحده لا شريك له، فما كان لله يبقى، وما كان لغيره يفنى، قال تعالى (مَن كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُون * أولئك الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَّا كَانُوا يَعْمَلُون) وقال تعالى (مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَدْحُورًا * وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا).
وإن تعجب أخي القارئ فعجبٌ من قومٍ أحياء يذهبون إلى أصحاب القبور، يطلبون منهم المدد والزلفى، والله يقول في كتابه (ادعوني أستجب لكم) أي: ادعو الله مباشرة بدون اتخاذ وسائط، فيأبى من سفه نفسه إلا أن يذهب إلى القبور، إلى قوم أموات ليس لهم من الأمر شيء، لا يستطيعون زيادة من الحسنات ولا نقصًا من السيئات، بل هم بحاجة إلى دعوات الأحياء، ومع ذلك يذهب إليهم فئام من الناس يطلبون منهم المدد والشفاعة؟
فيا سبحان الله: أيطلبون من قوم ما يملكون من (قطمير)؟ والقطمير: هو الغلاف الذي على نواة التمرة، فالذي لا يملك هذا الشيء اليسير جدًا، من باب أولى لا يملك ما هو أكبر منه، فكيف يُدعى ويُطلب منه الزلفى والمدد، قال تعالى (فلا تدعوا مع الله أحدا).
والعجب أيضًا أن بعض أهل الضلال والدروشة وفاسدوا العقيدة يقولون: إن ذلك - أي: طلب المدد من الأموات- ليس بشرك، لأن من يطلب منهم المدد والزلفى، لا يعتقد أن بيدهم النفع والضر، بل يعتقد أن النفع والضر بيد الله، ولكن هو يطلب منهم الزلفى فقط، وهذا ليس بشرك.
فأقول لهؤلاء: أنتم تقولون ليس بشرك، لكن الله كذبَكم، وسماه شركا، أفأنتم أعلم أم الله؟!!
قال تعالى (وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِير * إِن تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ) سماه الله ( شركًا) فقال: يكفرون بشرككم.
وأقول أيضًا: المشركون في زمن النبي صلى الله عليه وسلم يقرون أن الله هو الخالق الرازق النافع الضار، كما قال تعالى (وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّه) لكنهم كانوا يتخذون من دون الله أولياء ويقولون (ما نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَىٰ)، وهذا هو فعل عُبَّاد أصحاب القبور في زماننا سواء بسواء.
فعلى من فعل ذلك أن يتوب إلى الله، وأن يُخلص العبادة لله وحده لا شريك له، ويصرف العبادة له سبحانه لاشريك له، قال تعالى (قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِين * لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَٰلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِين).
وليعلم أن مدة إقامته في هذه الدنيا مؤقتة، وإذا شاء الله ارتحل منها إلى الدار الآخرة، فليمتثل أمر خالقه، وليترك التعلق بمن هم عباد أمثاله، وليخلص العبادة لله وحده.
وليحذر المسلم أن يريد بعبادته الرياء والسمعة ومآرب الدنيا، فإن أراد بعبادته الدنيا والرياء، فقد خسر، ولا يلومنّ إلا نفسه، فكل من في الدنيا من الناس سيكونون مثله تحت التراب، ولن ينفعه الا ما أراد به وجه الله وحده لا شريك له، فما كان لله يبقى، وما كان لغيره يفنى، قال تعالى (مَن كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُون * أولئك الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَّا كَانُوا يَعْمَلُون) وقال تعالى (مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَدْحُورًا * وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا).