الزمن المخصص للحصة غير كاف والمناهج تقليدية
خالف طلاب الاعتقاد السائد بأن حصة التربية تعد من أكثر الحصص المدرسية جذباً للطلبة، حيث أشار عدد منهم إلى أن الحصة الرياضية المقررة لهم في المنهج الدراسي ينبغي أن تكون أكثر توسعا وجذبا مما هي عليه الآن، معتبرين المدة التي يمارسون فيها أي نوع من أنواع الرياضات مدة قصيرة جدا وخاصة في لعب كرة القدم والطائرة والسلة وبعض الألعاب الأخرى، التي قد تتواجد في مدارس بعينها دون الأخرى، معتبرين ذلك النشاط جرعة بسيطة ولا ترقى لما وصلت إليه الرياضة العالمية من تقدم.
يقول الطالب عبدالرحمن الشهري، طالب بالصف الثاني الثانوي إن الحصص الرياضية المقدمة لهم بالمدارس تقليدية، وليس فيها أي عامل جذب، وتمنى أن تكون حصص التربية البدنية مميزة في ظل توفر أماكن عدة مثل الأندية الرياضية المتنوعة والموجودة بكل منطقة وكل حي، وليس من الصعوبة بمكان على أي طالب الذهاب إليها في أي وقت شاء، مشيرا إلى أنه ينبغي أن تكون المدارس نواة لاختيار لاعبي منتخب المستقبل للمملكة، وطالب الشهري بالتجديد فيما يقدم بحصص التربية البدنية، وتساءل لماذا لا تكون هناك مناهج تمنحهم أسس الرياضة والتحكيم وشروط إقامة الملاعب، وكيفية اختيار الحكام، ودراسة قوانين الألعاب الرياضية، وخطة لعب الأندية العالمية ونحو ذلك، وتمنى زيارة مدربين وحكام ولاعبين محليين وعالميين المدارس على غرار ما يحدث عند زيارة بعض الأطباء العالميين للمستشفيات.
وأشار الطالب أحمد الخالدي بالصف الأول الثانوي إلى أن المنهج المقدم في التربية البدنية لا يعتبر دراسة مجدية للواقع والتطلعات الرياضية التي يتمناها الشباب ومتابعو الرياضة المحلية والعالمية، متمنيا أن تكون هناك زيارة للطلاب الذين يفضلون أي ناد لمقر النادي والالتقاء بلاعبيه والحديث معهم.
وتمنى الطالب سالم القرشي بالمرحلة المتوسطة أن يكون هناك فتح لمجال التحليل الرياضي لمباريات الفرق والأندية أثناء حصص التربية البدنية، إضافة إلى معرفة إصابات الملاعب وأخطارها على اللاعبين والأنظمة الغذائية لكل لعبة رياضية والتدريب على رياضة الفروسية.
وعلق مشرف التربية البدنية بإدارة التربية والتعليم بمحافظة الطائف ناجم الزهراني على آراء الطلاب بقوله: إن وزارة التربية والتعليم تسعى جاهدة للارتقاء بمادة التربية البدنية لما لذلك من أهمية قصوى، وأصدر منهج مادة التربية البدنية ليتواكب مع النقلة النوعية للتعليم، وذلك قبل عقد من الزمان ولتتحقق أهداف التربية البدنية التي تسعى إلى تحقيق النمو المتكامل والمتزن للفرد لأقصى ما تسمح به استعداداته وقدراته عن طريق المشاركة الفاعلة في الأنشطة البدنية التي تتناسب مع خصائص نمو كل مرحلة، وتحت إشراف قيادات تربوية مؤهلة. وأضاف: أن مهمة معلم التربية البدنية لم تعد قاصرة على الشرح وتقديم ما يجري تعليمه بالأساليب التقليدية في التعليم، بل أصبحت تعتمد على استراتيجية تدخل فيها أساليب وتقنيات التعليم الحديثة المستخدمة لتحقيق أهداف محددة للعملية التعليمة.
وأشار إلى أن من أهداف التربية البدنية في التعليم العام التعامل مع الطالب على أنه (جسم وعقل وروح)، ويرتكز منهج مادة التربية البدنية لمراحل التعليم العام على ثلاثة محاور، وهي الدين الإسلامي الحنيف، وهو منهج رباني ينبغي أن يكون دليلا ومرشدا للمرء في جميع جوانب حياته بما في ذلك السلوك الحركي، إضافة إلى العادات والتقاليد الوطنية بما لا يتنافى مع الشريعة الإسلامية، والثالث، هو النشاط الحركي وهو ضرورة لعمل أجهزة الجسم المختلفة بكفاءة وفاعلية خاصة في ظل التقدم التقني وما قد يسببه من أضرار على صحة الفرد. وبين أنه في سبيل تحقيق تلك الأهداف نسعى إلى ربط الطالب بالمنهج بشكل عملي لتحقيق النجاح في حصة التربية البدنية من خلال عمل دورات داخل المدرسة ـ يمكن أن تكون أثناء سير حصة التربية البدنية ـ عن الإصابات بأنواعها خصوصا الرياضية وطريقة الإسعافات الأولية لها والوقاية منها إضافة إلى استضافة متخصصين في هذا الجانب، ويمكن الاستعانة بالهلال الأحمر والمراكز المتخصصة وخبراء التغذية، وذلك لتثقيف الطلاب حول العادات الغذائية السليمة.
ولترسيخ مفاهيم التربية البدنية الصحيحة يمكن الاستعانة بالخبراء الرياضيين التربويين وكذلك بعض اللاعبين في مختلف الألعاب لنشر ثقافة ممارسة النشاط الرياضي بالطرق الصحيحة.
وأشار المحامي لبرنامج الأمان الأسري، المستشار القانوني أحمد المحيميد إلى أن التربية البدنية يجب ألا تربط باليوم الدراسي، بل طالب بأن تكون في الفترة المسائية لاستثمار أوقات فراغ الطلاب، بحيث تستثمر كذلك الملاعب وساحات المدارس لأهل الحي، ويسمح للجميع بممارسة الرياضة في الفترة المسائية بإشراف وتنظيم معلمي التربية البدنية، مضيفا: أنه لا يمنع أن يصطحب معلمو التربية البدنية بقية الأطفال لزيارة الأندية الرياضية وملاعب كرة القدم والمشاركة في بطولات المدارس والأحياء.
وتمنى المحيميد على معلمي التربية البدنية تعليم الأطفال الأخلاق الرياضية الحميدة قبل تعليمهم لعب الكرة، وألا يكون التركيز فقط على كرة القدم بل كافة الألعاب خاصة الألعاب الفردية مثل ألعاب القوى والفروسية، وذلك لاكتشاف المواهب والاستفادة منها في بطــولات الألعاب الأولمبية بالعالم.