نجران: قاسم الكستبان

فتح غياب الحكم السعودي عن المونديال أهم محافل كرة القدم العالمية للمرة الثانية على التوالي، الباب على مصارعه للمطالبة بإيجاد الحلول التي تطور الصافرة السعودية، لتعود للظهور في المحافل العالمية. وتساءل متابعون عما إن كان غياب الحكم السعودي عن معظم مباريات المسابقات المحلية يقف خلف تواريه الدولي، حيث استأثر الحكم الأجنبي بقيادة المواجهات الكبرى في الدوري السعودي، وهو ما أثر على مستوى الثقة بالصافرة المحلية، فيما لم تقدم لجنة الحكام منذ فترة صافرة سعودية تكون محل الثقة قاريًا أو عالميًا.

تساؤلات عن الغياب

تساءل متابعون عما إن كانت الضرورة قد وجبت لإنشاء أكاديميات متخصصة تؤهل وتصقل الحكم السعودي منذ سن مبكرة، بحيث تشرف عليها وزارة الرياضة ويقودها حكام وخبراء عالميون مع الاستعانة بالحكام الدوليين السابقين والخبراء، ومنهم السعوديين لتفرز مع الوقت حكامًا محليين شبان على مستوى عال وكفاءة مرتفعة، مؤهلون لقيادة أهم المباريات.

مطلب عاجل

رأى مقيم الحكام، الحكم السابق أحمد الوادعي أن وجود أكاديميات لحكام كرة القدم عمل جيد قد يفرز حكامًا للمستقبل ما يعود بنتائج إيجابية على جميع المسابقات المحلية، على أن تقام في مناطق الكثافة السكانية، يتم اختيار محاضريين مميزين ومدربين يسهمن في صقل المواهب التي يتم تأهيلها عبرها.

وشدد الوادعي على أهمية المتابعة المستمرة للحكام المميزين دون انقطاع، وتكليفهم بمباريات مستمرة، وتكثيف الاختبارات العملية والنظرية، وتوفير متطلبات الحكام من ملابس للتدريب وخلافه، ورفع تقارير مفصلة عن كل حكم لتطويره، خصوصًا الشباب المبتدئين.

الكفاءة محاربة

أصر حكم الدرجة الأولى السابق خالد آل قميش على أنه تم تسليم الجمل بما حمل للجنة الحكام التي يقودها ويشرف عليها أجانب سحبوا البساط من تحت أقدام الكفاءات السعودية كخليل جلال ورفاقة لأنهم لا يرغبون في بروز أي كفاءة سعودية ويلاحظ ذلك حتى في موقع اتحاد الكرة الذي لم يذكر أي جهود أو وجود للحكم السعودي، حيث سلمت كامل المنظومة للأجانب، وهذا مأخذ سلبي يهمش الكفاءات السعودية. وطالب بالاهتمام بالحكام الصاعدين وتكليفهم بالمباريات بشكل دائم ليتطوروا أكثر، مع وضع الثقة في الحكم السعودي، وعدم الانجراف خلف مطالب الأندية، وما يثيره الإعلام والجماهير. وبين آل قميش أن هناك أكاديمية للحكام يشرف عليها المونديالي خليل جلال والمحاضر السعودي صلاح عبدالواحد وعدد من الكفاءات ولكن السؤال هل هناك اهتمام ومتابعة لعملها من اتحاد القدم؟

المنظومة الثلاثية

بين الحكم سعود العتيبي أن أهمية تحكيم كرة القدم تأتي باعتباره أحد الأضلاع الرئيسة في اللعبة ومكمل للمنظومة الثلاثية اللاعبين والجهاز الفني والإداري، لذلك من الطبيعي أن تتواكب المنظومة التحكيمية وتتناغم مع بقية أضلاع المنظومة وتسير في خط متواز معها من حيث التطور والتحديث والإلمام بكل ما هو جديد ابتداء من مواكبة التعديلات المتلاحقة والمتسارعة في قانون اللعبة من قبل أعلى هيئة تشريعية لقانون اللعبة في الاتحاد الدولي لكرة القدم وهي (البورد)، على الجانب النظري الذي لا بد من تطبيقه عمليًا على شكل حصص تدريبية مكثفة حتى يصبح واقعًا عمليًا ميدانيًا.

تطوير القاعدة

ختم العتيبي «خلاصة كلامي أن تطور أي منظومة رياضية عامة ومنظومة كرة القدم خاصة تبدأ بتطوير القاعدة وإنشائها بشكل علمي ومنهجي صحيح حتى تجني ما تصبو إليه من الوصول بالتحكيم المحلي إلى تألقه وتميزه في الدوري المحلي بجميع مسابقاته ومستوياته، وكذلك تواجده على المستوى القاري والدولي بشكل يعكس حجم ومكانة الدوري لدينا وما وصلت إليه الكرة السعودية من تطور على جميع المستويات المحلية والقارية والدولية».

عوامل تؤدي لتطوير الحكم السعودي منحه الثقة الكاملة في إدارة المباريات المهمة.

استقلالية المرجعية

أضاف العتيبي «برأيي المتواضع من خلال انتمائي للمجال التحكيمي لأكثر من عقدين من الزمن أن استقلالية المرجعية التحكيمية باتت ضرورة بل من أهم العوامل التى تساعد على تطور المنظومة واستمرارية مواكبتها لكل ما هو جديد في نفس المجال، وأعني بذلك ضرورة أن يكون للتحكيم (رابطة ذات استقلالية كاملة ) لا ترتبط إداريًا أو حتى ماليًا أو هيكليًا باتحاد اللعبة، لتستطيع أن تنفذ برامجها التطويرية وروزنامتها لموسمها التحكيمي بكل حرية واستقلالية بعيدًا عن العمل البيروقراطي المتبع حاليًا والذي يحد من تنفيذ برامج التطوير للحكام بحجج وأعذار إدارية مثل عدم توفر الميزانية الكافية للمعسكرات التحكيمية والبرامج والدورات التحكيمية سواء الداخلية أو الخارجية، على أن تكون الرابطة تعنى بشؤون الحكام والتحكيم ومستقلة من حيث القرارات الإدارية والميزانية المالية، ويكون لها مجلس إدارة مستقل صاحب سلطة إدارية ومالية كاملة، لتتمكن من تطوير التحكيم وتضع له خطط بعيدة المدى بشكل علمي ومؤسسي لا يعتمد على سياسة الأفراد بل يكون منهج وأسلوب مؤسسي لا يتأثر بتعاقب أو رحيل الأفراد.

-إسناد أكبر عدد من المباريات للحكم المحلي

-إنشاء رابطة مختصة بالتحكيم خارج اتحاد القدم

-الاستفادة من الخبرات الدولية والحكام السابقين

-وجود أكاديمية تعنى بتقديم الحكام البارزين

-المتابعة الدائمة للحكام البارزين وتطويرهم