عنوان المقال مستظل بشعر الجواهري... ثم أمَّا بعد: عفواً يا عبدالوهاب المسيري، عفواً لكل أكاديمي سار على «بعض» خُطاك، فكم انشغل المسيري في مؤلفاته
«يكشف القذى في عين حضارة تقود العالم، متجاهلاً وبشكل تام الجذوع في عين واقعنا العربي»، لكنه «سجن التخصص» الذي لا يعطي الأكاديمي الكفؤ سوى نافذة واحدة للنظر تحت وطأة «المنهج العلمي».
إن «عصر الحديد» الذي يشكو الغرب من آثاره، فنقرأ بعض اشتغالهم الأدبي، على أنه تجاوز مرحلة التجريب، إلى العبث، وأن الفن أصبح فارغاً من المعنى، متجاهلين أن «المعنى» عندهم فاقد «بالنسبة لنا» كينونته، نتيجة تجاربهم المريرة مع «يقين» مسيحي صليبي، اشتروا فيه صكوك الغفران، إلى «يقين» كاثوليكي يقاتل «اليقين» البروتستانتي في حروب تمتد لعقود، إلى «يقين» عقلاني خاضوا باسمه حربين عالميتين، بما يزيد على خمسين مليون قتيل، إذاً لقد أصابهم الهلع إلى حد القرف من كلمة «يقين» وأصابهم الفزع ممن يدعي امتلاك «المعنى/اليقين» فتخلوا عن «يقين البابا» وأعطوا «يقين نيتشه» الراية، فأعلن «موت الإله» وولادة السوبرمان فكان «هتلر، موسوليني...».
من حقهم أن يكرهوا كل «يقين» يقودهم إلى «حروب ودم» لهذا ولدت المدارس الفلسفية والفنية، انعكاساً لعجز الإنسان عن إمساك «المعنى» والقبض عليه، ولهذا أصبح اليقين الوحيد أن من يدعي «امتلاك الحقيقة المطلقة» فهو مشروع سفاح قاتل وغد.
هل هذا اعتذار غير مباشر للغرب؟ لا... بل عرض موجز ضد «ورم اليقين» الذي يستسمنه بعض مثقفينا بشتم «يقين الغرب العلمي» فلا يرون مثلاً في «كارل بوبر» سوى امتداد في «اللايقين» الذي أضاع الغرب عن دفء «اليقين» إلى صقيع «اللايقين»، فكأنما هم لم يجربوا «يقينهم الديني ما بين كاثوليك وبروتستانت، ثم يقينهم العقلي بصورته القومية ما بين هتلر وموسوليني»، فهل نسينا تجاربنا مع «يقين» الخميني الديني يحارب «يقين» البعث القومي، ثم جاء بعده «يقين» بن لادن الديني وذريته في نفس «اليقين» من بعده، متجاهلاً هذا
«المتدين الأحمق» مقولة نابليون في أن الله يقف مع أصحاب المدافع الأقوى، لتسقط كابل وهي تردد «ما لجرح بميت إيلام»، ثم تسقط بغداد وهي تردد «اليوم عادت علوج الروم فاتحة وموطن العرب المسلوب والسلب»، ونرى «بريمر» يحكم أبناء الرافدين بـ«قسمة ضيزى» يئن تحتها العراق منذ عشرين عاما، و
«المتدين الأحمق» يُرمَى في البحر من على بارجة أمريكية، لتبدأ حروب أهلية بين «اليقين» العربي السني، ضد «اليقين» العربي الشيعي، فمن اغتيال إلى تفجير، ومن «يقين» نهاية التاريخ في «هرمجدون» إلى «يقين» نهاية التاريخ في ظهور المهدي.
ما زال الشرق الأوسط يئن من يقينياته، التي يحاول الشرق والغرب استثمارها، لعل كل فريق يأخذ غنيمته من أبنائنا كمحاربين «مرتزقة» بحثاً عن «يقين» باسم الرب في «مناطق الصراع العالمي» على النفوذ الإستراتيجي.
الغرب مشغول بتجاربه مع الحياة، وصولاً إلى إعادة إنتاج نفسه وفق شرط تاريخي، لا يقبل إلا «العقل الحديث» حتى ولو جاء على أكتاف شاب له «بشرة سمراء وجذور هندية» ليصبح رئيس وزراء بريطانيا، فالمهم هو شرط «العقل الحديث» في السير الدؤوب باتجاه «أفق الصواب»، ومن يدعي «الحق المطلق» في مذهب «العقل الحديث» فهو يعلن نفسه «هتلر جديدا» وهذا ما ليس في
«بوتين» مهما قالوا فيه، ليس دفاعاً عن «روسيا» لكن دفاعاً عن «الشرق» الذي يريده «الغرب» تابعاً إلى الأبد، من حق «الشرق» أن يتعلم من «أخطائه» كما تعلم «الغرب» من أخطائه، دافعاً الثمن من جسده نصفين «أوروبا الشرقية وأوروبا الغربية»، فلما سقط الدب الروسي كثرت سكاكينه، متقبلاً كل جراحات «الغرغرينا» المزعومة في أطرافه، حتى لم يبق سوى القلب وبعض الجسد، وحتى هذه يستكثرونها عليه، فهل «دون الحلق إلا اليدين». وما تنازلت عنه أمريكا سراً في «أزمة الصواريخ الكوبية» خوفاً من «مأساة تاريخية» في حق البشرية وليس حقها فقط، سيجعلها تتنازل «سراً» مرة ثانية، خوفاً من «مهزلة تاريخية» في حق البشرية أيضاً وليس حقها فقط.
التفاصيل كثيرة، لكن أوروبا ستبقى مدرسة لنا في الحضارة، ونحن نرى حضارات الشرق المتقدمة «الصين، اليابان، الهند، روسيا» ليست سوى انعكاس أصيل حتى في «رابطة العنق» لهذا الغرب «المتحضر» رغم كل عواهنه.
من حقنا نحن العرب الحفر في جذور الحضارة الإنسانية، منذ حضارة الرافدين حتى حضارة وادي السيليكون، لنمسك «رشيم النهضة» ولنحمل بداخلنا «إصرار الطفل في محاولات المشي على قدميه» مهما أتعبنا «المشلولون»، يتفاخرون بسباق لنا في الحضارة قبل سبعة قرون، ما أشبههم بمن يسألونه عن مؤهلاته لدخول تخصص الهندسة الكهربائية، فيقول: أتقن الحساب في دكان أبي، وجدي السابع عشر كان مخترع فتيل السراج من شعر الماعز.
«يكشف القذى في عين حضارة تقود العالم، متجاهلاً وبشكل تام الجذوع في عين واقعنا العربي»، لكنه «سجن التخصص» الذي لا يعطي الأكاديمي الكفؤ سوى نافذة واحدة للنظر تحت وطأة «المنهج العلمي».
إن «عصر الحديد» الذي يشكو الغرب من آثاره، فنقرأ بعض اشتغالهم الأدبي، على أنه تجاوز مرحلة التجريب، إلى العبث، وأن الفن أصبح فارغاً من المعنى، متجاهلين أن «المعنى» عندهم فاقد «بالنسبة لنا» كينونته، نتيجة تجاربهم المريرة مع «يقين» مسيحي صليبي، اشتروا فيه صكوك الغفران، إلى «يقين» كاثوليكي يقاتل «اليقين» البروتستانتي في حروب تمتد لعقود، إلى «يقين» عقلاني خاضوا باسمه حربين عالميتين، بما يزيد على خمسين مليون قتيل، إذاً لقد أصابهم الهلع إلى حد القرف من كلمة «يقين» وأصابهم الفزع ممن يدعي امتلاك «المعنى/اليقين» فتخلوا عن «يقين البابا» وأعطوا «يقين نيتشه» الراية، فأعلن «موت الإله» وولادة السوبرمان فكان «هتلر، موسوليني...».
من حقهم أن يكرهوا كل «يقين» يقودهم إلى «حروب ودم» لهذا ولدت المدارس الفلسفية والفنية، انعكاساً لعجز الإنسان عن إمساك «المعنى» والقبض عليه، ولهذا أصبح اليقين الوحيد أن من يدعي «امتلاك الحقيقة المطلقة» فهو مشروع سفاح قاتل وغد.
هل هذا اعتذار غير مباشر للغرب؟ لا... بل عرض موجز ضد «ورم اليقين» الذي يستسمنه بعض مثقفينا بشتم «يقين الغرب العلمي» فلا يرون مثلاً في «كارل بوبر» سوى امتداد في «اللايقين» الذي أضاع الغرب عن دفء «اليقين» إلى صقيع «اللايقين»، فكأنما هم لم يجربوا «يقينهم الديني ما بين كاثوليك وبروتستانت، ثم يقينهم العقلي بصورته القومية ما بين هتلر وموسوليني»، فهل نسينا تجاربنا مع «يقين» الخميني الديني يحارب «يقين» البعث القومي، ثم جاء بعده «يقين» بن لادن الديني وذريته في نفس «اليقين» من بعده، متجاهلاً هذا
«المتدين الأحمق» مقولة نابليون في أن الله يقف مع أصحاب المدافع الأقوى، لتسقط كابل وهي تردد «ما لجرح بميت إيلام»، ثم تسقط بغداد وهي تردد «اليوم عادت علوج الروم فاتحة وموطن العرب المسلوب والسلب»، ونرى «بريمر» يحكم أبناء الرافدين بـ«قسمة ضيزى» يئن تحتها العراق منذ عشرين عاما، و
«المتدين الأحمق» يُرمَى في البحر من على بارجة أمريكية، لتبدأ حروب أهلية بين «اليقين» العربي السني، ضد «اليقين» العربي الشيعي، فمن اغتيال إلى تفجير، ومن «يقين» نهاية التاريخ في «هرمجدون» إلى «يقين» نهاية التاريخ في ظهور المهدي.
ما زال الشرق الأوسط يئن من يقينياته، التي يحاول الشرق والغرب استثمارها، لعل كل فريق يأخذ غنيمته من أبنائنا كمحاربين «مرتزقة» بحثاً عن «يقين» باسم الرب في «مناطق الصراع العالمي» على النفوذ الإستراتيجي.
الغرب مشغول بتجاربه مع الحياة، وصولاً إلى إعادة إنتاج نفسه وفق شرط تاريخي، لا يقبل إلا «العقل الحديث» حتى ولو جاء على أكتاف شاب له «بشرة سمراء وجذور هندية» ليصبح رئيس وزراء بريطانيا، فالمهم هو شرط «العقل الحديث» في السير الدؤوب باتجاه «أفق الصواب»، ومن يدعي «الحق المطلق» في مذهب «العقل الحديث» فهو يعلن نفسه «هتلر جديدا» وهذا ما ليس في
«بوتين» مهما قالوا فيه، ليس دفاعاً عن «روسيا» لكن دفاعاً عن «الشرق» الذي يريده «الغرب» تابعاً إلى الأبد، من حق «الشرق» أن يتعلم من «أخطائه» كما تعلم «الغرب» من أخطائه، دافعاً الثمن من جسده نصفين «أوروبا الشرقية وأوروبا الغربية»، فلما سقط الدب الروسي كثرت سكاكينه، متقبلاً كل جراحات «الغرغرينا» المزعومة في أطرافه، حتى لم يبق سوى القلب وبعض الجسد، وحتى هذه يستكثرونها عليه، فهل «دون الحلق إلا اليدين». وما تنازلت عنه أمريكا سراً في «أزمة الصواريخ الكوبية» خوفاً من «مأساة تاريخية» في حق البشرية وليس حقها فقط، سيجعلها تتنازل «سراً» مرة ثانية، خوفاً من «مهزلة تاريخية» في حق البشرية أيضاً وليس حقها فقط.
التفاصيل كثيرة، لكن أوروبا ستبقى مدرسة لنا في الحضارة، ونحن نرى حضارات الشرق المتقدمة «الصين، اليابان، الهند، روسيا» ليست سوى انعكاس أصيل حتى في «رابطة العنق» لهذا الغرب «المتحضر» رغم كل عواهنه.
من حقنا نحن العرب الحفر في جذور الحضارة الإنسانية، منذ حضارة الرافدين حتى حضارة وادي السيليكون، لنمسك «رشيم النهضة» ولنحمل بداخلنا «إصرار الطفل في محاولات المشي على قدميه» مهما أتعبنا «المشلولون»، يتفاخرون بسباق لنا في الحضارة قبل سبعة قرون، ما أشبههم بمن يسألونه عن مؤهلاته لدخول تخصص الهندسة الكهربائية، فيقول: أتقن الحساب في دكان أبي، وجدي السابع عشر كان مخترع فتيل السراج من شعر الماعز.