المدينة المنورة: سعد الحربي

تزامنا مع إطلاق تأهيل وتطوير بعض المواقع التاريخية في المدينة المنورة في أكثر من 100 موقع مرتبطة بالسيرة النبوية والتاريخ الإسلامي، ساهمت أنسنة المدن في تقريب المواقع وربطها لتسهل للزائر إمكانية زيارة المواقع المرتبطة بالسيرة في وقت قصير، بداية من المسجد النبوي والتنقل شمالا أو جنوبا عبر الجادتين اللتين أنشأتهما هيئة تطوير المدينة المنورة وأمانة منطقة المدينة المنورة، وذلك بربط مسجد قباء بالمسجد النبوي عن طريق جادة قباء، مرورا بعدد من المساجد والمصليات التاريخية، في حين ربط المسجد النبوي بميدان سيد الشهداء وجبل أحد من خلال جادة أحد في شمال المسجد النبوي، والتي يمكن للزائر التنقل بينها في مسافة لا تتجاوز 6 كلم، تربط معالم متنوعة من وقوعات ومساجد وميدان الشهداء وجبل أحد المذكور بالسيرة النبوية.

تسهيل الحركة

ساهمت أنسنة المدن في تسهيل حركة المشاة وتمكين الزائرين والمصلين وأهالي المدينة المنورة من زيارة تلك المواقع دون الحاجة إلى وسائل المواصلات الحديثة، مع الاكتفاء بالمشي والتنقل بالوسائل الصديقة للبيئة من خلال المسارات المرتبطة بتلك المواقع ضمن مشاريع أنسنة المدن.

وشارفت أمانة المدينة المنورة على إنجاز مشروع جادة أحد، المشروع النوعي الذي يهدف إلى تطوير الطريق الرابط ما بين المسجد النبوي الشريف وميدان سيد الشهداء وجبل أُحد شمالا بمسافة تتجاوز الـ2700 متر لكل اتجاه.

ويضم المشروع مجموعة من المسارات الآمنة للمُشاة وآخر للأشخاص ذوي الإعاقة، ومسارات مخصصة للسيارات والحافلات والدراجات الهوائية، كما يشتمل على أكثر من 15 ألف شجرة وأماكن مخصصة للجلوس ونقاط بيع بالتجزئة.

إضافة سياحية

يأتي هذا المشروع ضمن برنامج أنسنة المدينة المنورة الذي تشرف عليها أمانة المنطقة، ليشكل إضافة سياحية وتاريخية للأهالي والزوار، فضلًا عن تحويل الجادة إلى حاضنة جاذبة للاستثمارات، بهدف رفع مستوى البنية التحتية وتطوير الواجهات وتعزيز الهوية العمرانية، واستثمار مقومات الجذب السياحي وتحويل الجادة إلى واجهة متكاملة، إضافة إلى إبراز المعالم التاريخية للزوار.

تنقل يومي

تربط جادة قباء جنوب المسجد النبوي بمسجد قباء، وتمتد قرابة 3 كيلومترات، تشهد تنقلا يوميا للمصلين بين المسجد النبوي ومسجد قباء، تأسيا بسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، وكذلك ربط المساجد التاريخية والمصليات الممتدة على الطريق.

ومع أنسنة المدن التي شهدتها الجادة صار التنقل بين تلك المواقع سلسا ومتاحا للجميع.

ويربط الطريق عددا من المواقع المرتبطة بالسيرة النبوية، حيث يبدأ من ساحات المسجد النبوي، ويمر الطريق بمسجد الغمامة ومساجد أبو بكر الصديق، وعمر بن الخطاب، وعلي بن أبي طالب، وعثمان بن عفان، ويمر بمسجد الجمعة إلى أن يصل إلى مسجد قباء.

ويعد الطريق وجهة سياحية مميزة إذ حصل على جائزة أفضل موقع للجذب السياحي 2018.

تحسين المواقع

تهدف فكرة مشروع تطوير قباء إلى تطوير وتحسين المواقع الحيوية بالمدينة المنورة وإيجاد وجهات سياحية جاذبة وخلق مواقع صديقة للإنسان والبيئة، حيث حولت هذه الرؤية التي رسم ملامحها أمير منطقة المدينة المنورة رئيس هيئة تطوير المدينة المنورة لطريق قباء، لتكون المنطقة بيئة جذب سياحية وترفيهية حاضنة للتاريخ والفن والثقافة والإبداع.

يذكر أنه تم إطلاق مشاريع تأهيل مواقع التاريخ الإسلامي بالمنطقة، التي تنفذ في أكثر من 100 موقع مرتبط بالسيرة النبوية والتاريخ الإسلامي، فيما يتولى مكتب تنمية الوجهة السياحية بهيئة تطوير المنطقة متابعة إنجاز المشاريع وفق الخطة الزمنية المعتمدة حتى عام 2025.

كما تم تدشين 8 مواقع تاريخية تم الانتهاء من تطويرها، شملت مسجد الغمامة ومسجد السقيا ومسجد الراية ومسجدي أبي بكر وعمر بن الخطاب، ومسجد بني أنيف وبئر غرس وقصر عروة بن الزبير، في حين تم توقيع عقود واتفاقيات ومذكرات تفاهم بين هيئة تطوير المنطقة وعدد من الجهات الحكومية والخاصة والقطاع الثالث، لتطوير وإحياء مواقع تاريخية؛ تضمَّنت تصميم وتنفيذ موقع ميدان سيد الشهداء، وسقيفة بني ساعدة (غرب المسجد النبوي)، وموقع الخندق، وتطوير مسجد القبلتين والمنطقة المحيطة به، وبئر عثمان بن عفان – رضي الله عنه – على ضفاف وادي العقيق، وبئر الفقير الأثري في عالية المدينة.