المدينة المنورة: سعد الحربي

أعلن مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، الذي ستقام دورته الثانية في جدة من 1 إلى 10 ديسمبر المقبل، عن اختياراته الـ7 للأفلام التي ستعرض ضمن إطار برنامج «كنوز البحر الأحمر».

ويحتفي المهرجان ضمن البرنامج بأفلام خالدة في تاريخ السينما العالمية، وصفت بأنها من كلاسيكيات السينما، ما يتسق مع البرنامج الذي يلتزم بحفظ التراث السينمائي العريق وإحيائه من جديد وتعريف الأجيال الشابّة به.

وتشمل الخيارات الـ7 عددًا من الأفلام، وهي:

«مرّرها كما بيكهام» (2002)

حدث هذا الفيلم ظاهرة ثقافية مدوية في حينه، ويعد من أنجح أفلام كرة القدم على الإطلاق.

الفيلم من إخراج جوريندر شادها وبطولة بارميندر ناغرا، وكيرا نايتلي.

وتدور قصّته حول جيس بامرا (بارميندر ناجرا) الفتاة الهندية التي تعشق كرة القدم، والتي تحلم باحتراف اللعبة على المستوى الدولي، تيمنا بمثلها الأعلى ديفيد بيكهام. وبينما يقرر والداها من الأصل البنجابي والديانة السيخية خططًا أخرى لها، تلتقي جيس بصديقتها الجديدة جيولز (كيرا نايتلي) وهي الهدّافة في فريق السيدات، أثناء لعبها لكرة القدم؛ وتدعوها للانضمام للفريق المحلي للسيّدات. «الوهم الكبير» (1937)

تحفة سينمائيةٍ فارقة يزيد عمرها عن 80 عامًا، للمخرج جان رينوار، ففي إطار الحرب العالميّة الأولى، أحد أعنف الصراعات الدمويّة في التاريخ، تُساق مجموعة من الجنود الفرنسيين إلى الأسر من قبل القائد الألماني يوهان فون رافنشتاين. وتضم هذه المجموعة كلًا من ماريشال (جان جابين) من الطبقة العاملة، ودي بويلديو من الطبقة الأرستقراطية (بيير فريسناي)، وروزنتال (مارسيل داليو) من الطبقة البرجوازية، وكارتير (جوليان كاريت) الممثل الكوميدي. وبينما تفشل خطتهم لحفر نفق للخروج من المعسكر الأول (هالباك)؛ يتم نقلهم إلى سجن (وينترسبورن) الحصين؛ ليواجهوا القائد الألماني رافنشتاين (إريك فون ستروهايم) مرة أخرى.

«سامبيزانجا» (1972)

تدور أحداث الفيلم حول الصراع الدائم ضد الاستعمار في إفريقيا في السبعينات، وهو من إخراج سارة مالدورور، عن قصة الكاتب الأنجولي خوزيه لواندينو فييرا، وقد ظلّت محظورة من النشر من طرف الحكومة الأنجولية إلى أن ظفرت باستقلالها من البرتغال في 1975.

يحكي الفيلم قصة ماريا التي تبحث عن زوجها الناشط السياسي المعتقل. وتصف هذه الدراما قسوة الحكومة البرتغالية وشجاعة وبسالة الشعب الأنجولي في مقاومة الاستعمار. «أغرب من الجنّة» (1984)

يعد من أول أعمال صانع الأفلام الأمريكي المخضرم والشهير جيم جارموش، الذي ينشط في مجال صناعة السينما منذ 4 عقود خلت.

تدور أحداث الفيلم في إحدى المدن الأمريكية التقليدية حيث يقل العمل وتنعدم الفرص. وينتقل ويلي (جون لوري) من أصل مجري مع صديقه إدي (ريتشارد إيدسون) وقريبتهم إيفا البالغة من العمر 16 عامًا (استر بالينت) من الجانب الشرقي جنوب نيويورك، إلى بحيرة إري وشواطئ فلوريدا؛ دون هدفٍ واضح سوى تحدّي الملل.، وعلى هامش هذا الفيلم يقدم فيلم «أغرب من روتردام» (2021) وهو فيلم وثائقي قصير، يكشف عن كواليس صراع المخرجة والمنتجة سارة درايفر في تمويل فيلم جارموش؛ باعتباره أحد أكثر الأفلام جدلاً. حيث تحكي في فيلمها الذي يقع في فئة أفلام التحريك؛ وفي إطار من الكوميديا، قصة تمويل فيلم «أغرب من الجنة». حيث استعاد مخرجو الفيلم، باستخدام الرسوم المتحركة؛ قصة أفلام الزمن الجميل، عندما كانت الأفلام تتنقّل في صناديق لا يدري أحد ما بداخلها. ومن المنتظر أن يُعرض الفيلمين سويَّا.

«أسد الصحراء» (1980)

رائعة المخرج الراحل مصطفى العقّاد، والفيلم الذي حظي بشعبيّة جماهيريّة عالية، حيث يحكي قصّة القائد اللّيبي عمر المختار؛ الذي يؤدي دوره أنتوني كوين، ودوره البطولي في قيادة المقاومة الوطنية ضمن صراعها للتحرر من الاستعمار الإيطالي الفاشي، سنة 1929.

وسيُعرض الفيلم بدقة عالية لأول مرة، بعد ترميمه بأحدث التقنيات، ضمن احتفاءٍ يليق بعشاق الفيلم، وأولئك الذين لم يحظوا بفرصة مشاهدته بعد. «خلي بالك من زوزو» (1972)

إضافة إلى الأفلام السابقة، سيعمل البرنامج على ترميم فيلمين مصريين بعد انقضاء أكثر من 50 عامًا على إنتاجهما، وسيتم عرضهما في إطار البرنامج ليشاهدهما الجمهور على الشاشة الكبيرة.

أحدهما هو «خلي بالك من زوزو» (1972)، وهو من إخراج حسن الإمام.

يحكي الفيلم الذي تعشقه مختلف الأجيال المصرية والعربية؛ قصة فتاة في حالة صراع نفسي بين ما تحبّه وبين ما يفرضه عليها مجتمعها المحافظ، فهي ابنة الراقِصة نعيمة المقيمة في شارع محمد علي، التي لا تستطيع أن تعبر عن حبّها للغناء والرقص باعتباره مشينًا في مجتمعها، لكن تقودها الأقدار لتتعرف على شاب من الطبقة الثريّة لتعيش معه قصة حب، فكيف ستكون ردة فعله حال معرفته بحقيقتها. يشهد الفيلم على التغييرات الاجتماعية التي حلّت بمصر في السبعينيات، ويمزج بين الدراما والكوميديا والموسيقى الاستعراضية.

حقق عام 1972 أرقامًا قياسية في تاريخ السينما العربية، وهو من بطولة سعاد حسني وحسين فهمي.

«غرام في الكرنك» (1967)

من إخراج علي رضا، يروي قصة مجموعة من الراقصين الشباب الذين يكافحون للنجاح في خضمّ معاناتهم ونقص مواردهم المادية. ويزداد الموقف تعقيدًا بعد علاقة الحب التي تجمع بين أمينة، الراقصة الأساسية في الفرقة، وصلاح، مخرج الفرقة، حيث تشهد العلاقة على كثير من سوء التفاهم.

يحتل الفيلم مكانة كبيرة في تاريخ السينما العربية، ويأتي ترميمه وعرضه مرة أخرى بهدف إلهام الجيل القادم من صانعي الأفلام، إذ يعدّ الفيلم شهادةً حيّة على عراقة السينما العربيّة.