الأحساء: عدنان الغزال

وضع خبير سعودي، متخصص في تربية النحل وإنتاج العسل، تصورا لمشروع بيئي إستراتيجي، يتمثل في زراعة غابة عاسلة تقع ما بين ساحل ميناء العقير التاريخي، وبين الأطراف الشرقية لواحة الأحساء على مساحة واسعة بين بحيرتي الأصفر والحبيل، على أن يستفاد من مياه البحيرتين في ري تلك الغابة العاسلة التي تحقق الهدف الذي تسعى إليه المملكة والمتمثل في تقليص حجم العسل المستورد والذي يغطي نحو 90% من حاجة المملكة للعسل، فيما لا يتخطى الإنتاج المحلي منه الـ10%.

ويراد بالغابة العاسلة التي قدم مشروعها إيجاد غابة تشكل بيئة صالحة لتربية النحل وتغذيته وزيادة إنتاجه من العسل.

التحول إلى التصدير

بين عضو مجلس إدارة جمعية نحالي الأحساء علي طاهر العرفج أن المملكة، تشهد تنمية كبيرة في قطاع تربية النحل وإنتاج العسل، وذلك عبر برنامج دعم مربي النحل ومنتجي العسل، الذي تتبناه وزارة البيئة والمياه والزراعة، بهدف تقليص المستورد من عسل المائدة الذي قد يتخطى 90% في حين لا يغطي الإنتاج المحلي 10% في كل أنحاء المملكة، لذلك تأتي أهمية رفد هذه الصناعة بمشاريع إستراتيجية بعيدة المدى، كزراعة الغابات العاسلة لتدعم وتثبت قطاعا اقتصاديا ضخما بإمكانه توليد عشرات آلاف الوظائف، ومن شأنه أن يحوّل السوق السعودية مع مرور الأعوام من مستوردة إلى مصدرة للعسل وصناعته التحويلية المختلفة، موضحا أن غابة الأحساء العاسلة، هي واحدة من تلك الخطوات الإستراتيجية.

نموذج بيئي عالمي

حدد العرفج، نحو 10 محاور وإيجابيات لغابة الأحساء العاسلة التي وضع تصورها، وهي:

01- زراعة أشجار محلية بيئية زهرية (برية كالسدر والإثل والسمر والطلح والسلم والنيم وبحرية كالمنجروف)، من شأنها تحمل الظروف المحلية والبقاء على قيد الحياة لعشرات السنين دون خدمات زراعية عالية الكلفة، وتغطي كامل مواسم إنتاج العسل لتأمين البيئة المثالية لحياة النحل.

02- تشجيع نحالي الأحساء والوطن، الذين أثبتوا كفاءتهم وتميزهم على توسيع نشاطهم وإكثار مناحلهم وبناء شراكات قوية فيما بينهم أو فيما بينهم وبين مستثمرين جدد.

03- تحفيز المستثمرين في مشروعي العقير والغويبة الزراعيين في الأحساء وغيرها للاستثمار في مشروع زراعة الغابة العاسلة عبر استنبات الشتلات المطلوبة وتأمين الأسمدة.

04- ستكون الغابة، ملاذا للنحالين بعيدا عن مناطق زراعة الخضار والفواكه التي يكثر فيها رش المبيدات الحشرية الكيميائية، ومقصدا ومنزلا للنحالين من كافة مناطق الوطن ودول الخليج المجاورة.

05- ستكون الغابة مركزا لإنتاج ملكات النحل المخصبة طبيعيا ومختبريا للإكثار من السلالات النحلية القوية من النحل البلدي، للحد من استيراد النحل الأوروبي الهجين عالي الكلفة.

06- بناء كتلة شجرية كثيفة شرق وشمال واحة الأحساء، تساهم في تلطيف المناخ، وتثبيت الرمال المتحركة باستمرار حول أطراف الواحة.

07- ربط الواحة بالساحل على امتداد 50 كيلومترا عبر غابة خضراء جميلة، تكون متنفسا ومنتجعا للمواطنين ومقصدا سياحيا طبيعيا لمواطني الخليج وغيرهم.

08- استغلال مياه بحيرتي الأصفر والحبيل.

09- ستولد الغابة عشرات آلاف الوظائف في مجالات كثيرة كتربية النحل، وإنتاج العسل، وإنتاج مستلزمات النحالين، كالنجارة والحدادة والنقل وصناعة القوارير والمغلفات لتسويق العسل وتصنيع أغذية وأدوية النحل أو استيرادها وتأسيس مختبرات جودة العسل وتصنيع الأساسات الشمعية، ووظائف الزراعة وحماية البيئة والتشغيل والصيانة، وكذلك وظائف سياحية كثيرة لتدعم توجه البلاد نحو تنويع الاقتصاد.

10- تقديم نموذج بيئي عالمي مستدام في أكثر مناطق العالم حرارة.