عايد الهرفي

بعد الحديث عن التشوه البصري وبيان مفهومه ومظاهره وأسبابه وسبل معالجته، وطرح عدد من الحلول والأفكار حيال ذلك في مقالات سابقة، التي كان منها طرح مبادرات وورش عمل بالتعاون مع الكليات والمعاهد والجمعيات التي تعنى بالفنون التشكيلية والتصاميم الهندسية بالشراكة مع القطاع الخاص؛ للخروج بمعايير جمالية وخطط وتصاميم تليق بالبنى التحتية والمباني والمرافق مستوحاة من أصالة التراث وروح المعاصرة، أرى من المناسب الحديث عن مبادرة تقدمت بها بعنوان: «خلها أجمل»؛ لمدن بلا تشوه بصري.

وهي عبارة عن مبادرة إعلامية ومسابقة تحفيزية بين مدن المملكة لرفع مستوى الوعي الجمالي فيها ومحاربة التشوه البصري وآثاره السلبية وخلق الروح التنافسية عبر إجراء مسابقة بين أمانات المدن بمشاركة الجهات الرسمية والقطاع الخاص متمثلة في رجال الأعمال والبنوك.

إضافة لمشاركة الجامعات متمثلة في الكليات والمعاهد الخاصة بالهندسة وبالفنون التشكيلية، مع مشاركة الفنانين والموهوبين في كل مدينة ومنطقة للمساهمة المجتمعية في القضاء على التشوه البصري.

وقد تطرقت للأهداف المرجوة من مبادرة «خلها أجمل» على النحو التالي:

-1 تحقيق مستهدفات رؤية 2030 بمحاربة التشوه البصري بمشاركة جميع القطاعات وشرائح المجتمع.

-2 إضفاء الطابع الجمالي لمحافظات ومدن المملكة لتكون خالية من الظواهر السلبية؛ بإخضاع البنى التحتية والمرافق العامة والمباني السكنية والخدمية لمعايير ومواصفات جمالية تليق بمدن ومحافظات المملكة وتكون خالية من مظاهر التشوه البصري.

-3 نشر الوعي والثقافة الجمالية في المدارس والجامعات والإعلانات وبيان أسباب التشوه البصري وسلبياته على الوطن والبيئة والمجتمع.

-4 خلق فرص عمل بالاستفادة من مخرجات الكليات والمعاهد الخاصة بالفنون التشكيلية والتصاميم الهندسية في تطوير المحافظات والمدن.

كما تطرقت للوسائل التي يمكن من خلالها تحقيق أهداف المبادرة، وهي:

-1 نشر الثقافة الجمالية بين المواطنين والمقيمين وبيان سلبيات #التشوه_البصري عبر وسائل الإعلام.

-2 إجراء مسابقة #مدينتي_أجمل إضافة لمسابقات وجوائز فرعية حسب التميز في المجالات المتنوعة.

3 - طرح مبادرات وعقد ورش عمل بالتعاون مع الكليات والمعاهد والجمعيات التي تعنى بالفنون التشكيلية والتصاميم الهندسية بالشراكة مع القطاع الخاص؛ للخروج بمعايير جمالية وخطط وتصاميم تليق بالبنى التحتية والمباني والمرافق؛ مستوحاة من أصالة التراث وروح المعاصرة.

-4 تبني الحملة من قبل الجهات المعنية ووسائل الإعلام والجهات المجتمعية والثقافية والأندية الرياضية.

ولا يخفى أن معالجة التشوه البصري والقضاء عليه يحقق أهدافا إيجابية عديدة، منها:

-1 أنسنة المدن ورفع معايير جودة الحياة والمرافق والخدمات.

-2 خلق بيئة إيجابية جاذبة للاستثمار الأجنبي والمحلي.

-3 خلق بيئة صحية خالية من التلوث البيئي والانبعاثات.

-4 خلق فرص عمل ووظائف لمخرجات الكليات والأقسام المعنية بالفنون والتصاميم وكذلك للفنانين والموهوبين.

وفي الختام أود الإشارة إلى أنني تقدمت رسميا بهذه المبادرة لوزارة الشؤون البلدية والقروية والإسكان، وتم عقد اجتماع مع لجنة في الوزارة للتباحث حول المبادرة وتفاصيلها، وقدمت في ذلك ورقة عمل مفصلة، ولكن بعد مرور فترة ليست بالقصيرة لم أجد أي تجاوب أو تقدم حيال ذلك رغم الحاجة الماسة، وما زلت آمل من الوزارة اتخاذ إجراءات جادة لمعالجة التشوه البصري والعمل على المبادرة المقدمة تحقيقا للمستهدفات وتلبية للمتطلبات.