الملك عبدالعزيز رحمه الله نعمة عظيمة أنعم الله به على البلاد والعباد، فهو رجل استثنائي جمع علوم الشريعة وعلوم السياسة، فكان بحق مجددا لهذا الدين، وبانيًا لهذا الكيان المملكة العربية السعودية، ففضله علينا نحن أبناء شعبه - بعد فضل الله - كبير.
ومن آثاره المباركة أبناؤه وأحفاده الذين نقلوا المملكة العربية السعودية إلى العالم الأول، وأكملوا بناء المؤسس الملك عبدالعزيز حتى صارت بلادنا من دول العشرين العظمى في العالَم بعد أن كانت صحراء قاحلة، وهذا من فضل الله (ومابكم من نعمة فمن الله) ثم من جهود أبنائه وأحفاده وهذا الشعب المتكاتف مع قيادته.
لقد واجه الملك عبدالعزيز صعوبات كثيرة لكنه تجاوزها بتوفيق الله، ومضى قُدُمًا في بناء هذا الكيان العظيم، وهذا الشعب الكريم.
وكان مما واجهه تشغيبات وأمور منكرة صدرت من أشخاص جهال يدّعون العلم والغَيرة، ويزعمون أنهم يصدرون عن رأي العلماء، ومن ذلك ما كتبوه في رسالتهم للملك عبدالعزيز يطالبون أن يمنع بعض المخترعات الحديثة وأن يذهبوا للقتال في العراق وغيره... إلى آخر ماذكروه من طلبات تدل على جهلهم، والكارثة أنهم كتبوا في آخر رسالتهم: (إنا لا نجتمع وإياك إن خالفت شيئًا مما ذكرنا إلا كما يجتمع الماء والنار).
فانبرى لهم سبعة من العلماء الراسخين وكتبوا لهم ما نصه:
(أشرفنا على كتابكم، الذي أرسلتم إلى الإمام عبد العزيز، سلمه الله تعالى، ذكرتم في آخره: أنا لا نجتمع وإياك إن خالفت شيئًا مما ذكرنا، إلا كما يجتمع الماء والنار؛ وهذه كلمة ذميمة، وزلة وخيمة، تدل على أنكم أضمرتم شرًا، وعزمتم على الخروج على ولي أمر المسلمين، والتخلف عن سبيل أهل الهدى، وسلوك مسلك أهل الغي والردى، ونحن نبرأ إلى الله من ذلك، وممن فعله أو تسبب فيه، أو أعان عليه، لأنا ما رأينا من الإمام عبد العزيز ما يوجب خروجكم عليه، ونزع اليد من طاعته؛ وإذا صدر منه شيء من المحرمات، التي لا تسوغها الشريعة، فحسب طالب الحق الدعاء له بالهداية، وبذل النصيحة على الوجه المشروع.
وأما الخروج، ونزع اليد من طاعته، فهذا لا يجوز. وأنتم تزعمون أنكم على طريقة مشايخكم، وأنكم ما تخالفونهم في شيء يرونه لكم؛ ولا ندري من هؤلاء المشايخ، أهم مشائخ المسلمين؟ أم غيرهم، ممن سلك غير سبيلهم، ويريد فتح باب الفتن على الإسلام والمسلمين؟
أين الخط الذي قد شرفتمونا عليه؟ أين السؤال الذي سألتمونا عنه، وأفتيناكم فيه؟ أين الأمر الذي شاورتمونا عليه؟ حتى الخط الذي تدعون أنكم تنصحون الإمام عبدالعزيز، عن أمور يفعلها، أنتم مشائخ أنفسكم، تحللون وتحرمون على أنفسكم، ولا ترفعون لنا خبرًا في شيء؛ ودعواكم أنكم على طريقة المشائخ، يكذبه ما صدر منكم.
وقد علمتم حقيقة ما عندنا، وما نعتقده من حينما حدث منكم الخوض، وكثرت منكم الخطوط، والمراسلات للإمام، وعرفناكم بما عندنا، وما نعتقد وندين الله به، وهو: وجوب السمع والطاعة، لمن ولاه الله أمر المسلمين، ومجانبة الوثوب عليه، ومحبة اجتماع المسلمين عليه، والبغض لمن رأى الخروج عليه، ومعاداته، اتباعًا لقوله صلى الله عليه وسلم: «اعبدوا ربكم، وصلوا خمسكم، وصوموا شهركم، وأدوا زكاة أموالكم، وأطيعوا ذا أمركم، تدخلوا جنة ربكم».
والذي نرى لكم: التوبة إلى الله سبحانه، والاستغفار وعدم التمادي، والاسترسال، مع دواعي الجهل، والغي والضلال، وأن تلتزموا ما أوجبه الله عليكم، من القيام بالواجبات، واجتناب المحرمات، وملازمة طاعة من ولاه الله أمركم؛ وانظروا وتفكروا في أحوالكم سابقًا ولاحقًا، واعرفوا نعمة ربكم، واشكروه عليها.... وهذا الذي ذكرناه لكم، وأشرنا به عليكم، من السمع والطاعة للإمام، وعدم نزع اليد من طاعته، وعدم الشقاق والخلاف، وترك أسباب التفرق والاختلاف، ومجانبة سبل أهل الغي والضلال، والاعتساف، هو اعتقادنا الذي نحن عليه مقيمون، وله على مر الزمان معتقدون، وبه مستمسكون، وعليه موالون ومعادون، ظاهرًا وباطنًا، سرًا وعلانية.
ومن نسب إلينا غيره، فهو علينا من الكاذبين الظالمين، وسيجزيه الله بما يجزي به الظالمين والمفترين. فإن تبتم إلى ربكم، ورجعتم عما عنّ لكم واستحسنته نفوسكم، فالحمد لله رب العالمين، والمنة لله في ذلك عليكم، وإن أبيتم إلا الشقاق والعناد، وسلكتم مسالك أهل الغي والفساد، فاعلموا: أنا نبرأ إلى الله منكم، ونشهد الله وملائكته وعباده المؤمنين، على خطئكم وضلالكم، وأنكم قد خالفتم ما كان عليه سلف الأمة وأئمتها، وعلماء الملة والدين.
وقد قال تعالى: {مَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا} وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم: «من أحدث حدثًا، أو آوى محدثًا، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين».
فنسأل الله: أو يوفقنا وإياكم لسلوك صراطه المستقيم، وأن يجنبنا جميعًا مواقع سخطه وعذابه الأليم، وصلى الله على محمد وآله وصحبه أجمعين).
وأقول: جزى الله العلماء خيرًا، وهذا هو الواجب على أهل العلم في كل زمان ومكان أن يُعظِّموا في النفوس شأن إمام المسلمين، ويأمروا بلزومه عملًا بالوصية النبوية (تلزم جماعة المسلمين وإمامهم)، وعليهم أن يدمغ بالحق شبهات الضالين المارقين.
ومن آثاره المباركة أبناؤه وأحفاده الذين نقلوا المملكة العربية السعودية إلى العالم الأول، وأكملوا بناء المؤسس الملك عبدالعزيز حتى صارت بلادنا من دول العشرين العظمى في العالَم بعد أن كانت صحراء قاحلة، وهذا من فضل الله (ومابكم من نعمة فمن الله) ثم من جهود أبنائه وأحفاده وهذا الشعب المتكاتف مع قيادته.
لقد واجه الملك عبدالعزيز صعوبات كثيرة لكنه تجاوزها بتوفيق الله، ومضى قُدُمًا في بناء هذا الكيان العظيم، وهذا الشعب الكريم.
وكان مما واجهه تشغيبات وأمور منكرة صدرت من أشخاص جهال يدّعون العلم والغَيرة، ويزعمون أنهم يصدرون عن رأي العلماء، ومن ذلك ما كتبوه في رسالتهم للملك عبدالعزيز يطالبون أن يمنع بعض المخترعات الحديثة وأن يذهبوا للقتال في العراق وغيره... إلى آخر ماذكروه من طلبات تدل على جهلهم، والكارثة أنهم كتبوا في آخر رسالتهم: (إنا لا نجتمع وإياك إن خالفت شيئًا مما ذكرنا إلا كما يجتمع الماء والنار).
فانبرى لهم سبعة من العلماء الراسخين وكتبوا لهم ما نصه:
(أشرفنا على كتابكم، الذي أرسلتم إلى الإمام عبد العزيز، سلمه الله تعالى، ذكرتم في آخره: أنا لا نجتمع وإياك إن خالفت شيئًا مما ذكرنا، إلا كما يجتمع الماء والنار؛ وهذه كلمة ذميمة، وزلة وخيمة، تدل على أنكم أضمرتم شرًا، وعزمتم على الخروج على ولي أمر المسلمين، والتخلف عن سبيل أهل الهدى، وسلوك مسلك أهل الغي والردى، ونحن نبرأ إلى الله من ذلك، وممن فعله أو تسبب فيه، أو أعان عليه، لأنا ما رأينا من الإمام عبد العزيز ما يوجب خروجكم عليه، ونزع اليد من طاعته؛ وإذا صدر منه شيء من المحرمات، التي لا تسوغها الشريعة، فحسب طالب الحق الدعاء له بالهداية، وبذل النصيحة على الوجه المشروع.
وأما الخروج، ونزع اليد من طاعته، فهذا لا يجوز. وأنتم تزعمون أنكم على طريقة مشايخكم، وأنكم ما تخالفونهم في شيء يرونه لكم؛ ولا ندري من هؤلاء المشايخ، أهم مشائخ المسلمين؟ أم غيرهم، ممن سلك غير سبيلهم، ويريد فتح باب الفتن على الإسلام والمسلمين؟
أين الخط الذي قد شرفتمونا عليه؟ أين السؤال الذي سألتمونا عنه، وأفتيناكم فيه؟ أين الأمر الذي شاورتمونا عليه؟ حتى الخط الذي تدعون أنكم تنصحون الإمام عبدالعزيز، عن أمور يفعلها، أنتم مشائخ أنفسكم، تحللون وتحرمون على أنفسكم، ولا ترفعون لنا خبرًا في شيء؛ ودعواكم أنكم على طريقة المشائخ، يكذبه ما صدر منكم.
وقد علمتم حقيقة ما عندنا، وما نعتقده من حينما حدث منكم الخوض، وكثرت منكم الخطوط، والمراسلات للإمام، وعرفناكم بما عندنا، وما نعتقد وندين الله به، وهو: وجوب السمع والطاعة، لمن ولاه الله أمر المسلمين، ومجانبة الوثوب عليه، ومحبة اجتماع المسلمين عليه، والبغض لمن رأى الخروج عليه، ومعاداته، اتباعًا لقوله صلى الله عليه وسلم: «اعبدوا ربكم، وصلوا خمسكم، وصوموا شهركم، وأدوا زكاة أموالكم، وأطيعوا ذا أمركم، تدخلوا جنة ربكم».
والذي نرى لكم: التوبة إلى الله سبحانه، والاستغفار وعدم التمادي، والاسترسال، مع دواعي الجهل، والغي والضلال، وأن تلتزموا ما أوجبه الله عليكم، من القيام بالواجبات، واجتناب المحرمات، وملازمة طاعة من ولاه الله أمركم؛ وانظروا وتفكروا في أحوالكم سابقًا ولاحقًا، واعرفوا نعمة ربكم، واشكروه عليها.... وهذا الذي ذكرناه لكم، وأشرنا به عليكم، من السمع والطاعة للإمام، وعدم نزع اليد من طاعته، وعدم الشقاق والخلاف، وترك أسباب التفرق والاختلاف، ومجانبة سبل أهل الغي والضلال، والاعتساف، هو اعتقادنا الذي نحن عليه مقيمون، وله على مر الزمان معتقدون، وبه مستمسكون، وعليه موالون ومعادون، ظاهرًا وباطنًا، سرًا وعلانية.
ومن نسب إلينا غيره، فهو علينا من الكاذبين الظالمين، وسيجزيه الله بما يجزي به الظالمين والمفترين. فإن تبتم إلى ربكم، ورجعتم عما عنّ لكم واستحسنته نفوسكم، فالحمد لله رب العالمين، والمنة لله في ذلك عليكم، وإن أبيتم إلا الشقاق والعناد، وسلكتم مسالك أهل الغي والفساد، فاعلموا: أنا نبرأ إلى الله منكم، ونشهد الله وملائكته وعباده المؤمنين، على خطئكم وضلالكم، وأنكم قد خالفتم ما كان عليه سلف الأمة وأئمتها، وعلماء الملة والدين.
وقد قال تعالى: {مَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا} وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم: «من أحدث حدثًا، أو آوى محدثًا، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين».
فنسأل الله: أو يوفقنا وإياكم لسلوك صراطه المستقيم، وأن يجنبنا جميعًا مواقع سخطه وعذابه الأليم، وصلى الله على محمد وآله وصحبه أجمعين).
وأقول: جزى الله العلماء خيرًا، وهذا هو الواجب على أهل العلم في كل زمان ومكان أن يُعظِّموا في النفوس شأن إمام المسلمين، ويأمروا بلزومه عملًا بالوصية النبوية (تلزم جماعة المسلمين وإمامهم)، وعليهم أن يدمغ بالحق شبهات الضالين المارقين.