عندما عزم أحد الشباب على بناء بيت المستقبل، استشار مهندسًا متخصصًا وعددًا من الزملاء المقربين في التصميم الأنسب للبيت، فأشاروا عليه جميعًا باستغلال المساحة المخصصة للمجلس (مكان استقبال الضيوف) لإضافة غرفتين، أو صالة أخرى بديلة له، معللين ذلك أن غالب الشباب باتوا يستقبلون ضيوفهم والمعازيم في الاستراحات والديوانيات بدل مجالس البيوت، وقد بات الأمر بمثابة العادة المتداولة إلا ما ندر.
وأشار هؤلاء إلى أن كثيرًا من مجالس البيوت هُجرت، ولم تعد تستقبل الضيوف والزوار كما كان ذلك الأمر سابقًا.
ويعتقد القناص اليامي أن كثيرًا من الشباب، خصوصًا الذين دخلوا العقد الثالث من أعمارهم باتوا يقيمون مناسباتهم، ويدعون ضيوفهم عيدًا عن مجالس البيوت، لدرجة أن بعض تلك المجالس تحولت إلى سكن للعاملات المنزلية لعدم حاجة الأسرة إليها.
سبب لقبول الدعوة
يرى علي آل قريش فإن هَجْر مجالس البيوت والاتجاه إلى الديوانيات عادة تنتشر لكنها دخيلة على مجتمعنا، وإن كان كثيرون من الشباب ينظرون إليها بمنظار مختلف عن كبار السن، حيث يرون فيها مزايا عدة، لعل أهمها في نظرهم أنها تجعل الضيف يقبل الدعوة إليها دون أي حرج، كما أنها تخفف الأعباء عن ربات البيوت، خصوصًا مع عدم قدرتهن على القيام بما تستلزمه الدعوات والمناسبات في بيوتهن من جهد وطبخ وتنظيف وغيره.
وقال «تحقق الديوانيات والاستراحات من وجهة نظر البعض فوائد عدة، منها البعد عن ضجيج الأطفال وإزعاجهم في المنازل، كما أنها تعطي المدعوين راحة أكبر لا توفرها دعوتهم إلى اليبوت التي غالبًا ما يخلق بعض الحرج من رفع الصوت أو حتى التأخر في السهر أوو غيرها».
عادات دخيلة
يصف المعلم محمد صالح آل رشة تكرار ظاهرة الدعوات إلى الديوانيات والاستراحات وهجران مجالس البيوت بأنها «عادة دخيلة»، وقال «انتشر عدم إقامة المناسبات الاجتماعية في البيوت في الآونة الأخيرة حتى على مستوى العائلات، وأصبحت الاستراحات هي البديل للبيت، وهذا ما أدى إلى هجران مجالس البيوت، وهذه للأسف عادات دخيلة على مجتمعنا، نتمنى ألا تصبح هي القاعدة، وألا نهجر عاداتنا الحميدة، فمجالس البيوت فيها ألفة وترحاب أكثر، وعلينا أن نتمسك بعاداتنا وتقاليدنا، وقد سعدت فعلا حين وجدت كثيرين يحرصون على استقبال ضيوفهم في منازلهم، وإقامة المناسبات في تلك المنازل، بما فيها بعض الزواجات المختصرة، وكانت تلك التجارب ناجحة جدا».
متنفس صحي
في المقابل، يرى حمد صالح آل همام أن «الديوانية متنفس جيد وصحي في نفس الوقت مع العناية في اختيار الأصحاب، وبشرط عدم المبالغة في المكوث فيها لساعات طويلة وباستمرار، وبالتالي التقصير في حق الوالدين والأهل والأولاد، حيث يجعلها البعض أمرًا يوميًا وإلزاميًا».
وأضاف «فيما يخص المناسبات، فمن وجهة نظري الشخصية أنه لا يليق بالشخص أن نكون مناسباته الخاصة أو كرامة قريب أو ضيف عزيز عليه إلا في مجلسه الخاص في بيته أو ضيافته، أما إن كانت المناسبة خاصة بأفراد الاستراحة، فمن الطبيعي أن تكون في استراحتهم».
وتابع «لكن المبالغة في الأمر هي الشيء السيء، فللأسف أصبحت الاستراحات بالنسبة للبعض المتنفس الرئيس والوحيد لكثير من الشباب الذين يقضون جل وقتهم فيها، بحيث صرفتهم عن واجباتهم الأساسية، وأبعدتهم عن أسرهم، مع ما يترتب على الأمر من مشاكل أسرية».
أماكن للمبيت
يصر مهدي خضير على أن الاستراحات قادت كثيرين لإهمال واجباتهم الأسرية والاجتماعية، وحولها بعضهم إلى أماكن للولائم التي يدعون إليها متخلين عن إقامتها في مجالسهم، حتى تحولت تلك الاستراحات لدى كثيرين إلى ما يشبه المقر الرئيس فيما يتعلق بالولائم واستقبال الضيوف، كما أن بعضهم حولها حتى إلى مكان للمبيت، وعلى الأخص خلال العطل الرسمية.
بعد عن التكلف
يخالف فهد آل جليدان الانتقادات التي تتحدث عن الاستراحات والديوانيات، وأكد أنها أصبحت نمطًا للترفيه اليومي، تتوافر فيها أجواء التجمع للأصدقاء، حيث يقضون فيها أكثر أوقاتهم مبتعدين عن الصيغة الرسمية، لذلك عندما يقصد الضيف ديوانية أو استراحة مجموعة من أصدقائه يشعر بالارتياح، وعدم التحرج الذي قد تضفيه مجالس البيوت، التي تبقى للضيوف، وخصوصًا الضيوف الذين تسود معهم حالة من الرسمية.
تخفيف العبء
تعتقد السيدة سلمى حمد أن الديوانيات والاستراحات خففت العبء عن كاهل النساء بالمنازل، خصوصًا ممن تعود أزواجهن إقامة كثير من المناسبات، ودعوة كثير من الأصدقاء والأقارب من داخل المنطقة أو خارجها، وجاءت الاستراحات لتكون بديلا ملائمًا، خصوصًا لمن يشكل حضورهم المتتالي كل يومين أو ثلاثة عبئًا على ربة المنزل.
لكنها أردفت، في نفس الوقت، فأنا ضد هجر المجالس أو غيابها عن مخططات المنازل الجديدة، فلا يمكن الاستغناء عنها، ولا يمكن توجيه كل ضيف للاستراحات.
وتوضح المعلمة نورة محمد أن الاستراحات والديوانيات ليست متنفسًا للرجال فقط، بل لعدد كبير من النساء وسيدات المنازل، فقد أزاحت عن كاهلن حملا كبيرًا وإرهاقًا شديدًا كن يعانين منه مع كثرة المناسبات التي تقام بسبب ودونه في المنازل حسب مزاج الرجل، وباتت الاستراحات حلا أمثل لإراحة النساء من أعباء استقبال الضيوف بشكل دائم، كما أن الاستراحات باتت تخفف العبء المالي حتى على صاحب الدعوة، الذي يشاركه أخوانه وأبناء عمومته وأصدقاؤه في تكاليف المناسبة أو الدعوة المقامة في الاستراحة دون حرج.
وأشار هؤلاء إلى أن كثيرًا من مجالس البيوت هُجرت، ولم تعد تستقبل الضيوف والزوار كما كان ذلك الأمر سابقًا.
ويعتقد القناص اليامي أن كثيرًا من الشباب، خصوصًا الذين دخلوا العقد الثالث من أعمارهم باتوا يقيمون مناسباتهم، ويدعون ضيوفهم عيدًا عن مجالس البيوت، لدرجة أن بعض تلك المجالس تحولت إلى سكن للعاملات المنزلية لعدم حاجة الأسرة إليها.
سبب لقبول الدعوة
يرى علي آل قريش فإن هَجْر مجالس البيوت والاتجاه إلى الديوانيات عادة تنتشر لكنها دخيلة على مجتمعنا، وإن كان كثيرون من الشباب ينظرون إليها بمنظار مختلف عن كبار السن، حيث يرون فيها مزايا عدة، لعل أهمها في نظرهم أنها تجعل الضيف يقبل الدعوة إليها دون أي حرج، كما أنها تخفف الأعباء عن ربات البيوت، خصوصًا مع عدم قدرتهن على القيام بما تستلزمه الدعوات والمناسبات في بيوتهن من جهد وطبخ وتنظيف وغيره.
وقال «تحقق الديوانيات والاستراحات من وجهة نظر البعض فوائد عدة، منها البعد عن ضجيج الأطفال وإزعاجهم في المنازل، كما أنها تعطي المدعوين راحة أكبر لا توفرها دعوتهم إلى اليبوت التي غالبًا ما يخلق بعض الحرج من رفع الصوت أو حتى التأخر في السهر أوو غيرها».
عادات دخيلة
يصف المعلم محمد صالح آل رشة تكرار ظاهرة الدعوات إلى الديوانيات والاستراحات وهجران مجالس البيوت بأنها «عادة دخيلة»، وقال «انتشر عدم إقامة المناسبات الاجتماعية في البيوت في الآونة الأخيرة حتى على مستوى العائلات، وأصبحت الاستراحات هي البديل للبيت، وهذا ما أدى إلى هجران مجالس البيوت، وهذه للأسف عادات دخيلة على مجتمعنا، نتمنى ألا تصبح هي القاعدة، وألا نهجر عاداتنا الحميدة، فمجالس البيوت فيها ألفة وترحاب أكثر، وعلينا أن نتمسك بعاداتنا وتقاليدنا، وقد سعدت فعلا حين وجدت كثيرين يحرصون على استقبال ضيوفهم في منازلهم، وإقامة المناسبات في تلك المنازل، بما فيها بعض الزواجات المختصرة، وكانت تلك التجارب ناجحة جدا».
متنفس صحي
في المقابل، يرى حمد صالح آل همام أن «الديوانية متنفس جيد وصحي في نفس الوقت مع العناية في اختيار الأصحاب، وبشرط عدم المبالغة في المكوث فيها لساعات طويلة وباستمرار، وبالتالي التقصير في حق الوالدين والأهل والأولاد، حيث يجعلها البعض أمرًا يوميًا وإلزاميًا».
وأضاف «فيما يخص المناسبات، فمن وجهة نظري الشخصية أنه لا يليق بالشخص أن نكون مناسباته الخاصة أو كرامة قريب أو ضيف عزيز عليه إلا في مجلسه الخاص في بيته أو ضيافته، أما إن كانت المناسبة خاصة بأفراد الاستراحة، فمن الطبيعي أن تكون في استراحتهم».
وتابع «لكن المبالغة في الأمر هي الشيء السيء، فللأسف أصبحت الاستراحات بالنسبة للبعض المتنفس الرئيس والوحيد لكثير من الشباب الذين يقضون جل وقتهم فيها، بحيث صرفتهم عن واجباتهم الأساسية، وأبعدتهم عن أسرهم، مع ما يترتب على الأمر من مشاكل أسرية».
أماكن للمبيت
يصر مهدي خضير على أن الاستراحات قادت كثيرين لإهمال واجباتهم الأسرية والاجتماعية، وحولها بعضهم إلى أماكن للولائم التي يدعون إليها متخلين عن إقامتها في مجالسهم، حتى تحولت تلك الاستراحات لدى كثيرين إلى ما يشبه المقر الرئيس فيما يتعلق بالولائم واستقبال الضيوف، كما أن بعضهم حولها حتى إلى مكان للمبيت، وعلى الأخص خلال العطل الرسمية.
بعد عن التكلف
يخالف فهد آل جليدان الانتقادات التي تتحدث عن الاستراحات والديوانيات، وأكد أنها أصبحت نمطًا للترفيه اليومي، تتوافر فيها أجواء التجمع للأصدقاء، حيث يقضون فيها أكثر أوقاتهم مبتعدين عن الصيغة الرسمية، لذلك عندما يقصد الضيف ديوانية أو استراحة مجموعة من أصدقائه يشعر بالارتياح، وعدم التحرج الذي قد تضفيه مجالس البيوت، التي تبقى للضيوف، وخصوصًا الضيوف الذين تسود معهم حالة من الرسمية.
تخفيف العبء
تعتقد السيدة سلمى حمد أن الديوانيات والاستراحات خففت العبء عن كاهل النساء بالمنازل، خصوصًا ممن تعود أزواجهن إقامة كثير من المناسبات، ودعوة كثير من الأصدقاء والأقارب من داخل المنطقة أو خارجها، وجاءت الاستراحات لتكون بديلا ملائمًا، خصوصًا لمن يشكل حضورهم المتتالي كل يومين أو ثلاثة عبئًا على ربة المنزل.
لكنها أردفت، في نفس الوقت، فأنا ضد هجر المجالس أو غيابها عن مخططات المنازل الجديدة، فلا يمكن الاستغناء عنها، ولا يمكن توجيه كل ضيف للاستراحات.
وتوضح المعلمة نورة محمد أن الاستراحات والديوانيات ليست متنفسًا للرجال فقط، بل لعدد كبير من النساء وسيدات المنازل، فقد أزاحت عن كاهلن حملا كبيرًا وإرهاقًا شديدًا كن يعانين منه مع كثرة المناسبات التي تقام بسبب ودونه في المنازل حسب مزاج الرجل، وباتت الاستراحات حلا أمثل لإراحة النساء من أعباء استقبال الضيوف بشكل دائم، كما أن الاستراحات باتت تخفف العبء المالي حتى على صاحب الدعوة، الذي يشاركه أخوانه وأبناء عمومته وأصدقاؤه في تكاليف المناسبة أو الدعوة المقامة في الاستراحة دون حرج.