التعليم عن بعد، وسيلة من وسائل التعليم المطلوبة والمكملة لنظام التعليم الأساسي، عند الحاجة إليه، بسبب ظروف تتعلق بصعوبة أداء العملية التعليمية بالحضور في مكان الدراسة، لأن العملية التعليمية الفعلية لا تتم بصورتها المتكاملة والناجحة في جميع متطلباتها التربوية والعلمية، إلا بالحضور الفعلي والمشاركة الحية والمناقشة عن قرب، بالتواصل الحسي والمباشر سواء ما بين المتعلمين أنفسهم أو ما بينهم وما بين المعلم ذاته.
نستعين بالتعليم عن بعد عند وجود عوائق وصعوبات تمنع انتظام الحضور لمكان الدراسة، باعتباره يساهم في استمرار العملية التعليمية بنظامها الرسمي أو المؤسسي دون انقطاع، وبما يؤُمِن التعليم لفئات مختلفة من المجتمع، تحول ظروفهم أو مواقعهم المكانية دون الالتحاق بالدراسة النظامية حضورًا.
وعليه فإن الهدف من التعليم عن بعد، هو التمكين من التعلم والدراسة والتدريب عند وجود عقبات أو ظروف تحول دون الحضور، فهو ليس وسيلة تعليم أساسية يستند إليها كجزء من أداء العملية التعليمية، دون وجود تلك المبررات الحقيقية التي تمنع الحضور، الذي هو والمشاركة الحية جزء تربوي مهم جدًا في فاعلية التعلم من جهة، وفي الاندماج في الحياة الاجتماعية وبناء علاقات إنسانية، وتواصل مثمر بين المتعلمين، وبينهم وبين المعلمين.
من الملاحظ أن هناك اتجاها كبيرا -في الجامعات بشكل خاص- بالاستناد إلى وسيلة التعليم عن بعد، كأسلوب أساسي تعتمد عليه، رغم عدم وجود عقبات حقيقية تمنع من الحضور، كأن يكون السبب أن أستاذ المقرر «رجل» والمتعلمون طالبات، فيكون التعليم عن بعد بديلًا عن الشبكات التلفزيونية القديمة، أو بسبب عدم وجود وفرة في القاعات، أو بسبب اختيار عضو هيئة التدريس لتلك الوسيلة من باب التيسير والسهولة والتجاوز عن الحضور، إلى غير ذلك من الأسباب غير المقبولة والتي تحد من مردود التعليم وتضعف مخرجاته، فيكون عقبة أمام بناء علاقات إنسانية أو تواصل محمود بين الطلاب ذاتهم ومع المعلمين.
يتيح التعليم الحضوري للطالب/ة، فرصة الاختلاط بالزملاء والعاملين في البيئة التعليمية في الساحات، وفي المكتبات وعند مواطن الاستراحة حيث المقاهي والمطاعم وغير ذلك من المرافق التابعة، وفي ذلك تواصل اجتماعي واحتكاك وممارسة لسلوك اجتماعي يخلق تعارفا، وتبادل أحاديث متفرقة، وتحصيل معلومات وتجارب مختلفة وبناء صداقات، علاوة على كونه وسيلة للاندماج الاجتماعي والتعرف على شرائح متباينة تمثل المجتمع الذي ينتمي إليه الطالب/ة، فيدرك الكثير عن مكونات المجتمع وثقافته، ويحصل التعاون الإنساني بينهم، سواء فيما يتعلق بالدراسة ومتطلباتها أو ما يتصل بالحياة العامة وما يجري فيها من أحداث وفاعليات تُحفز على بناء الحس التشاركي والتطوعي، وتعزيز التعاون بين أفراد المجتمع بما يخدم التنمية وأهدافها في خلق مجتمع حيوي فاعل، ويُسهم في بناء مهارات وتطوير قدرات المتعلمين بالمحاكاة والمشاركة في نشاطات مفيدة.
في اللقاء الحضوري للمعلم مع طلابه، يمكن توصيل كثير من المعلومات والمبادئ والقيم والنماذج الإيجابية لطلابه، فالمعلم ليس وسيلة لتوصيل معلومات علمية موجودة في الكتب والمقررات فحسب، وإنما هو نموذج إنساني تربوي مكلف بقيادة العملية التعليمية في مقرره ومرشد لطلابه في اكتساب الكثير من المهارات وتنمية القدرات وبناء مختلف السلوكيات الإيجابية لصالح المجتمع، المعلم قدوة ونموذج تربوي تقتضي الاستفادة منه؛ التواصل معه والاختلاط به في البيئة التعليمية، لكونه معلمًا وموجهًا وقدوة، وهو مصدر للمعرفة والتعلم والتقويم والمتابعة.
يتداول الكثير من الطالبات رؤيتهن حول جفاف العملية التعليمية ومحدودية تأثيرها الإيجابي، عبر التعليم عن بعد وافتقادهن للتواصل الطبيعي مع الزميلات وأستاذ/ة المقرر، والذي يؤدي إلى عدم قدرتهن على بناء صداقات اجتماعية أو علاقات زمالة مع بعضهن البعض، بل والذي تسبب في جهلهن لكثير من مكونات البيئة الدراسية في الجامعة، حتى أصبحت قروبات «الواتس آب» وغيرها هي وسيلة التواصل المحدود بينهن في شؤون الدراسة فقط، دون معرفتهن لبعض حتى عند لقائهن النادر في بعض من المحاضرات بسبب قلة تواجدهن في قاعة الدراسة، لاستعاضة التعليم عن بعد، كبديل لكثير من المحاضرات التي يفترض أخذها حضوريًا.
التساؤل: لماذا يمُنع تدريس الأساتذة للطالبات في المقررات التي يقل فيها وجود نساء أو ينعدم طالما يلتزمن بلباسهن الشرعي؟ وهل يكون التعليم عن بعد هو الحل الأوحد لذلك؟! أليس ذلك مطبقًا في الكليات الصحية؟! أليس المجتمع فيه مواجهة بين الجنسين في الحياة العامة؟ ولماذا يُسمح لأستاذ المقرر بتحويل مقرره عن بعد «أحيانًا» دون موافقة استثنائية ومبررة من القسم والكلية؟ ولماذا يكون هناك عجز في القاعات المتاحة للدراسة، رغم تقنين القبول وإعداد الجداول بناء على طاقة الجامعة وإمكاناتها؟
مشاركة الطالب/ة الحضورية تتيح له بناء شخصيته والاعتياد على التخاطب، والحديث مع الغير يمكنه من التعرف على طبقات مختلفة من المجتمع ويتيح له الاستفادة من تجارب الآخرين ويمنحه فرصة الاندماج في البيئة الدراسية والتعرف على مكوناتها وآلية التعامل معها بما يشعره بأنه جزء من هذا المجتمع الذي ينتمي إليه، ويدفعه لإدراك مسؤوليته نحو المجتمع والوطن، في حين أن افتقاده لتلك الممكنات والبيئة الحية؛ يجعله فردًا منعزلًا اجتماعيًا جافًا عاطفيًا بل وانطوائيًا بعيدًا عن حقيقة المجتمع وواقعه القائم فيكون غريبًا في تعاملاته أحيانًا، بل ويدفعه ذلك لمزيد من الالتصاق بالأجهزة الإلكترونية والصمت المستمر مع من حوله.
التعليم عن بعد وسيلة تكميلية للتعليم تُضاف «عند الحاجة» لوسيلة التعليم الرئيسة، غير أنها لا تحل مكانها ولا تؤدي دورها التربوي والمعرفي المتكامل، وذلك لا يعني إطلاقًا رفض فكرة التعليم عن بعد أو التعليم المدمج، ولكن يجب ألا يتم التعامل معه كوسيلة تعليم مكافئة أو موازية للتعليم الحضوري في فائدتها وجدواها، وقد أكدت جائحة كورونا الحاجة إلى التعليم عن بعد كوسيلة تعليم أساسية منفردة؛ آثاره السلبية في ارتفاع نسبة فاقد التعليم، وفي تدني مستوى استيعاب الطلاب ودرجة التزامهم بالحضور وأداء الواجبات وغيره.
نستعين بالتعليم عن بعد عند وجود عوائق وصعوبات تمنع انتظام الحضور لمكان الدراسة، باعتباره يساهم في استمرار العملية التعليمية بنظامها الرسمي أو المؤسسي دون انقطاع، وبما يؤُمِن التعليم لفئات مختلفة من المجتمع، تحول ظروفهم أو مواقعهم المكانية دون الالتحاق بالدراسة النظامية حضورًا.
وعليه فإن الهدف من التعليم عن بعد، هو التمكين من التعلم والدراسة والتدريب عند وجود عقبات أو ظروف تحول دون الحضور، فهو ليس وسيلة تعليم أساسية يستند إليها كجزء من أداء العملية التعليمية، دون وجود تلك المبررات الحقيقية التي تمنع الحضور، الذي هو والمشاركة الحية جزء تربوي مهم جدًا في فاعلية التعلم من جهة، وفي الاندماج في الحياة الاجتماعية وبناء علاقات إنسانية، وتواصل مثمر بين المتعلمين، وبينهم وبين المعلمين.
من الملاحظ أن هناك اتجاها كبيرا -في الجامعات بشكل خاص- بالاستناد إلى وسيلة التعليم عن بعد، كأسلوب أساسي تعتمد عليه، رغم عدم وجود عقبات حقيقية تمنع من الحضور، كأن يكون السبب أن أستاذ المقرر «رجل» والمتعلمون طالبات، فيكون التعليم عن بعد بديلًا عن الشبكات التلفزيونية القديمة، أو بسبب عدم وجود وفرة في القاعات، أو بسبب اختيار عضو هيئة التدريس لتلك الوسيلة من باب التيسير والسهولة والتجاوز عن الحضور، إلى غير ذلك من الأسباب غير المقبولة والتي تحد من مردود التعليم وتضعف مخرجاته، فيكون عقبة أمام بناء علاقات إنسانية أو تواصل محمود بين الطلاب ذاتهم ومع المعلمين.
يتيح التعليم الحضوري للطالب/ة، فرصة الاختلاط بالزملاء والعاملين في البيئة التعليمية في الساحات، وفي المكتبات وعند مواطن الاستراحة حيث المقاهي والمطاعم وغير ذلك من المرافق التابعة، وفي ذلك تواصل اجتماعي واحتكاك وممارسة لسلوك اجتماعي يخلق تعارفا، وتبادل أحاديث متفرقة، وتحصيل معلومات وتجارب مختلفة وبناء صداقات، علاوة على كونه وسيلة للاندماج الاجتماعي والتعرف على شرائح متباينة تمثل المجتمع الذي ينتمي إليه الطالب/ة، فيدرك الكثير عن مكونات المجتمع وثقافته، ويحصل التعاون الإنساني بينهم، سواء فيما يتعلق بالدراسة ومتطلباتها أو ما يتصل بالحياة العامة وما يجري فيها من أحداث وفاعليات تُحفز على بناء الحس التشاركي والتطوعي، وتعزيز التعاون بين أفراد المجتمع بما يخدم التنمية وأهدافها في خلق مجتمع حيوي فاعل، ويُسهم في بناء مهارات وتطوير قدرات المتعلمين بالمحاكاة والمشاركة في نشاطات مفيدة.
في اللقاء الحضوري للمعلم مع طلابه، يمكن توصيل كثير من المعلومات والمبادئ والقيم والنماذج الإيجابية لطلابه، فالمعلم ليس وسيلة لتوصيل معلومات علمية موجودة في الكتب والمقررات فحسب، وإنما هو نموذج إنساني تربوي مكلف بقيادة العملية التعليمية في مقرره ومرشد لطلابه في اكتساب الكثير من المهارات وتنمية القدرات وبناء مختلف السلوكيات الإيجابية لصالح المجتمع، المعلم قدوة ونموذج تربوي تقتضي الاستفادة منه؛ التواصل معه والاختلاط به في البيئة التعليمية، لكونه معلمًا وموجهًا وقدوة، وهو مصدر للمعرفة والتعلم والتقويم والمتابعة.
يتداول الكثير من الطالبات رؤيتهن حول جفاف العملية التعليمية ومحدودية تأثيرها الإيجابي، عبر التعليم عن بعد وافتقادهن للتواصل الطبيعي مع الزميلات وأستاذ/ة المقرر، والذي يؤدي إلى عدم قدرتهن على بناء صداقات اجتماعية أو علاقات زمالة مع بعضهن البعض، بل والذي تسبب في جهلهن لكثير من مكونات البيئة الدراسية في الجامعة، حتى أصبحت قروبات «الواتس آب» وغيرها هي وسيلة التواصل المحدود بينهن في شؤون الدراسة فقط، دون معرفتهن لبعض حتى عند لقائهن النادر في بعض من المحاضرات بسبب قلة تواجدهن في قاعة الدراسة، لاستعاضة التعليم عن بعد، كبديل لكثير من المحاضرات التي يفترض أخذها حضوريًا.
التساؤل: لماذا يمُنع تدريس الأساتذة للطالبات في المقررات التي يقل فيها وجود نساء أو ينعدم طالما يلتزمن بلباسهن الشرعي؟ وهل يكون التعليم عن بعد هو الحل الأوحد لذلك؟! أليس ذلك مطبقًا في الكليات الصحية؟! أليس المجتمع فيه مواجهة بين الجنسين في الحياة العامة؟ ولماذا يُسمح لأستاذ المقرر بتحويل مقرره عن بعد «أحيانًا» دون موافقة استثنائية ومبررة من القسم والكلية؟ ولماذا يكون هناك عجز في القاعات المتاحة للدراسة، رغم تقنين القبول وإعداد الجداول بناء على طاقة الجامعة وإمكاناتها؟
مشاركة الطالب/ة الحضورية تتيح له بناء شخصيته والاعتياد على التخاطب، والحديث مع الغير يمكنه من التعرف على طبقات مختلفة من المجتمع ويتيح له الاستفادة من تجارب الآخرين ويمنحه فرصة الاندماج في البيئة الدراسية والتعرف على مكوناتها وآلية التعامل معها بما يشعره بأنه جزء من هذا المجتمع الذي ينتمي إليه، ويدفعه لإدراك مسؤوليته نحو المجتمع والوطن، في حين أن افتقاده لتلك الممكنات والبيئة الحية؛ يجعله فردًا منعزلًا اجتماعيًا جافًا عاطفيًا بل وانطوائيًا بعيدًا عن حقيقة المجتمع وواقعه القائم فيكون غريبًا في تعاملاته أحيانًا، بل ويدفعه ذلك لمزيد من الالتصاق بالأجهزة الإلكترونية والصمت المستمر مع من حوله.
التعليم عن بعد وسيلة تكميلية للتعليم تُضاف «عند الحاجة» لوسيلة التعليم الرئيسة، غير أنها لا تحل مكانها ولا تؤدي دورها التربوي والمعرفي المتكامل، وذلك لا يعني إطلاقًا رفض فكرة التعليم عن بعد أو التعليم المدمج، ولكن يجب ألا يتم التعامل معه كوسيلة تعليم مكافئة أو موازية للتعليم الحضوري في فائدتها وجدواها، وقد أكدت جائحة كورونا الحاجة إلى التعليم عن بعد كوسيلة تعليم أساسية منفردة؛ آثاره السلبية في ارتفاع نسبة فاقد التعليم، وفي تدني مستوى استيعاب الطلاب ودرجة التزامهم بالحضور وأداء الواجبات وغيره.