الأحساء: عدنان الغزال

كشف نحالون عن توسع ملحوظ وكبير في الصناعات التحويلية للعسل الطبيعي عبر التصنيع اليدوي، مع التركيز على استخدام العسل في مستلمات التجميل والعناية بالبشرة والصابون. وتشير الأرقام التقديرية لإجمالي مناحل العسل في الأحساء إلى وجود 250 منحلة، تنتشر في أرجاء الواحة، مع استفادة كثير من المهتمين بتربية النحل وإنتاج العسل من قروض صندوق التنمية الزراعية وتوجههم نحو تأسيس مناحل جديدة يتوقع أن ترفع عدد المناحل أكثر.وحظيت الصناعات التحويلية للعسل، وعلى الأخص الصناعات اليدوية بسوق كبيرة داخل وخارج الأحساء، وبأسعار منافسة مقارنة بأسعار المواد التجميلية ومواد العناية بالبشرة والصابون «المصنعة والكيميائية» الأخرى.

أوضح نحالون لـ«الوطن» أن المواد التجميلية المصنعة من الشمع تعد الأكثر طلباً في السوق المحلي للصناعات التحويلية من العسل الطبيعي، لأنها أكثر تماسكاً للكريمات، وتأثيراتها إيجابية وكبيرة على البشرة والشعر، وكذلك مزيلات العرق، والشامبو وسكراب البشرة المصنعتين من حبوب اللقاح، وجميعها من إنتاج مناحل وعسل مزارع الأحساء. ولفت هؤلاء إلى أنه أمام تزايد الطلب على تلك المنتجات تحول كثير من النحالين إلى هذه الصناعات التحويلية الجديدة على السوق المحلي، وبمعدل صناعة تحويلية تجميلية «جديدة» من العسل الطبيعي شهريا.وتبدأ أسعار المواد التجميلية من 20 ريالا للعلبة الصغيرة الواحدة.

أشار المشرف على المناحل وخدمة النحالين في المركز الإرشادي للمزرعة المتكاملة والزراعة العضوية، التابع لمكتب فرع وزارة البيئة والمياه والزراعة في الأحساء المهندس يوسف البو عريش لـ«الوطن» إلى أن برنامج ريف يقدم 12 ألف ريال لـ30 خلية كدعم غير مسترد، وكذلك دعما بمكافأة مالية للمهتمين بمنتجات ومشتقات العسل، وهو مبلغ شهري يمتد إلى 18 شهراً. وأوضح أن «لمكتب الوزارة في الأحساء عدة أدوار في خدمة النحالين، من بينها الناحية الإرشادية، وتقديم النصح باختيار الموقع المناسب للمنحل، بتوفر المحاصيل الزراعية من حبوب لقاح ورحيق ومصادر الماء، وإبعاد المنحل عن الطرق العامة لمرور السيارات والشاحنات للغبار والأصوات المزعجة، وكذلك الابتعاد عن سكن العمالة والإنارة العالية، ووضع سقف في أعلى المنحل للحد من أشعة الشمس، وسواتر جانبية للحد من الغبار والهواء، ومراعاة اتجاه المنحل بالنسبة في الأحساء جهة الشرق (شروق الشمس) من بداية الصباح». 3 مهددات

أبان البوعريش أن المكتب يزور المنحل الجديد مرة كل أسبوعين لتدريب النحال على الكشف عن النحل، وارتداء النحال القفاز والعتلة، وتواجده خلف الخلية، واستخدام المدخن على النحل لتهدئة النحل، وعند فتح الخلية، البحث عن الملكة وكيفية سير عملها داخل الخلية، ووضعها للبيض وتواجد العاملات وتوزيع مهامهم داخل الخلية، ووجود حبوب اللقاح والرحيق بشكل مناسب وسير العمل داخل الخلية وخلوها من الأمراض وكيفية مكافحتها، لافتاً إلى أن 3 مهددات للنحل، وهي: طائر الورورار، وفراشة السمسم، ودودة الشمع».

بين أكاديميون ومتخصصون في تربية النحل وإنتاج العسل، أن كثيرا من النحالين في عدد من المحافظات والمدن بالمملكة، يعانون من ضرر المبيدات الحشرية الزراعية، وهى شر لا بد منه لمكافحة عدد من الآفات الزراعية، ولكن لا بد من دور لمجموعات النحالين والمزارعين من خلال التعاون بين الجانبين، كما أن هناك تعليمات وتحذيرات تقوم بها وزارة البيئة والمياه والزراعة عند القيام بعمليات الرش خلال فترات تواجد بعض الآفات الموسمية كالجراد وذلك بإرسال رسائل لتنبيه أصحاب المناحل والمواشي لنقل مناحلهم في أماكن أخرى وبعيدة عن تأثيرات المبيدات الحشرية، لذا التأكيد على جميع أصحاب المناحل والمزارعين للتعاون في ما بينهم خلال عمليات الرش حتى لا يكون هناك ضرر للجميع.

أشار النحال أحمد السيف «يمتلك خبرة في تربية نحل وإنتاج العسل لأكثر من 20 عاما» إلى أن وزارة البيئة والمياه والزراعة تقدم الدعم المادي لهذه الصناعات، كما تعمل على توفير خلايا النحل وتنفيذ دورات تدريبية للنحالين. وقال، «تنتج الخلية الواحدة (الأعلى إنتاجاً) 3 كيلوجرامات من العسل، ويباع في السوق المحلي بـ900 ريال كحد أعلى، وكثير من الخلايا معدل إنتاجها 2 كيلوجرام فقط»، موضحاً أن تكلفة الخلية الواحدة 520 ريالا موزعة على النحو التالي: (سعر الخلية الواحدة مكونة من طردين من النحل 2.5 كيلوجرام بـ300 ريال، وإطارات وشمع 70 ريالا، وصندوق خلية 150 ريالا)، مضيفاً أن هناك تكاليف الأيدي العاملة، والخسائر الناتجة عن نفوق وإبادة وهجرة النحل، أو فشل الموسم، موضحاً أن سعر 100 جرام من حبوب لقاح النحل 50 ريالا، وأن مزارع الغويبة بالأحساء، والمزارع القديمة في واحة الأحساء الزراعية تنتشر فيها أشجار السدر». وأضاف، «يقدر تحرك النحل في دائرة قطرها 3 كيلومترات، وبالتالي فالكل يستفيدون من المناحل وتربية النحل، حيث يستفيد النحالون بالعسل، والمزارعون بجودة وغزارة الإنتاج الزراعي».