سلمان الحارثي

لا يوجد للذكاء تعريف ثابت يستند عليه لا يعتمد على ربطه بالذكاء البشري. إننا كبشر اليوم لا نستطيع حتى الآن أن نحدد بشكل عام أنواع العمليات الحسابية التي نريد أن نسميها إجراءات ذكية. على الرغم من أننا كبشر نعلم مفهوم وماهية الذكاء. لقد عرف الذكاء الاصطناعي بأنه (علم وهندسة صنع الآلات الذكية، وخاصة برامج الحاسبات والأنظمة الذكية). كما أنه مرتبط بمجال علوم الحاسب ونظم المعلومات، والذي يركز على إنشاء آلات ذكية لها القدرة على التفاعل واتخاذ القرارات المنطقية المقبولة، تماما مثل البشر.

الذكاء الاصطناعي يدور حول محاكاة الذكاء البشري، والباحثون في الذكاء الاصطناعي تنطوي أعمالهم البحثية على حوسبة ما هو أكثر بكثير مما يمكن للبشر القيام به. وفي الواقع، أنه من الممكن لأنظمة الذكاء الاصطناعي أن تكون قادرة على بدء ومعالجة وتنمية نفسها دون مدخلات خارجية، إلى مستوى أعلى من الذكاء البشري. ومما قد يميز الذكاء الاصطناعي ويجعله متقدما، هو توفر الخوارزميات القادرة على حل المشكلات، فللخوارزميات صلة بالذكاء الاصطناعي.

يعتمد المجال البحثي في الذكاء الاصطناعي على الجوانب النظرية والتجريبية التطبيقية. كما أن له العديد من العلاقات مع الجانب الفلسفي. ولتعلم الذكاء الاصطناعي يجب على المهتم أو الباحث دراسة الرياضيات، وخاصة المنطق الرياضي والعلوم بشكل عام، مع تعلم بعض لغات البرمجة وتعلم لغة الآلة الأساسية. وتستخدم اليوم تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في المنظمات بشكل عام، لتمكينها من تحقيق التقدم النوعي في مجالات متنوعة. إذ إن المبدأ الرئيس للذكاء الاصطناعي هو التكرار وخلق النماذج المستنسخة، أو ما يسمى بالقرين الرقمي، للطريقة التي ينظر بها البشر إلى العالم وكيفية التفاعل مع المتغيرات المحيطة. ولقد أصبح القرين الرقمي اليوم، حجر الزاوية في الابتكار، مدعوما بأشكال مختلفة من التعلم الآلي والذي يتعرف على الأنماط في البيانات لتمكين التنبؤات الدقيقة.

يمكن للذكاء الاصطناعي إضافة قيمة إلى أعمال المنظمات اليوم، من خلال توفير فهم أكثر شمولا، شريطة توفر البيانات الضخمة وتمكين الاعتماد على التنبؤات لأتمتة المهام المعقدة واليومية. كما تعمل تقنيات الذكاء الاصطناعي على تحسين أداء المنظمات وإنتاجيتها من خلال أتمتة العمليات، أو المهام التي تتطلب طاقة بشرية في بعض الأحيان. ويمكن للذكاء الاصطناعي أيضا، أن يفهم البيانات على نطاق لا يستطيع أي إنسان القيام به على الإطلاق. إذ يمكن لهذه القدرة أن تعود بفوائد تجارية وأرباح للمنظمات غير مسبوقة. لذلك أعطت معظم المنظمات العالمية، علم البيانات والذكاء الاصطناعي أولوية تستثمر فيها بكثافة. أما بالنسبة للدوافع التي تجعل المنظمات أكثر استجابة لتبني تكنولوجيا وتقنيات الذكاء الاصطناعي، فهي السعر وإمكانية حوسبة الأداء العام وتوفر البيانات الضخمة. إذ إن الذكاء الاصطناعي الفعال دائما ما يكون في حاجة ماسة للتدريب والتجربة على الكثير من البيانات لإجراء التنبؤات الصحيحة والدقيقة. ومن الممكن اليوم أن تؤدي العديد من ميزات وقدرات الذكاء الاصطناعي إلى خفض التكاليف وتقليل المخاطر. ولا يتم ذلك إلا بخلق الثقافة الصحيحة والصحية في بيئات العمل داخل المنظمات التي تخطط لتبني تكنولوجيا وتقنيات الذكاء الاصطناعي.