جازان: عبدالله سهل

يقف الأب أمام «الكاشير» ليملي موظف الكاشير بالطلبات التي يرغبها أبناؤه، لكنه ما إن يبدأ بقراءة الطلبات حتى يسمع همهمات ضاحكة خلفه من بناته، وتتقدم إحداهن لتنوب عنه في طلب الكباتشينو والإكسبريسو والسبنش لاتيه، والموهيتو يلو لاجون، والكاراميل ماكياتو، والكراميل فرابتشينو.

هو مشهد بات يتكرر كثيرا هذه الأيام، في المقاهي والمطاعم والأكشاك، التي تقدم مشروبات ومأكولات بأسماء جديدة لم يألفها جيل الآباء «جيل الثمانينيات والتسعينيات».

يواجه الآباء حرجا شديدا في التعامل مع إدارة طلبات الأبناء للمأكولات والمشروبات

«العصرية»، الأمر الذي يضطرهم - حسب ما قال أحدهم - إلى سرعة تحديث بياناتهم لمواكبة العصر، والتعامل على الأخص مع طلبات البنات وحفظ مسميات المشروبات والأطعمة، التي يرغبنها وإتقان تلك المسميات.

النزهات تجلب الحرج

غالبا ما تتحول النزهات العائلية إلى حالات حرج للأب أو الأم، عند التعامل مع إدارة الطلبات للشراء من الكافيهات أو الكشتات أو المطاعم ذات الأسلوب الغربي العالمي الحديث، ويظطر الأب والأم للوقوف موقف المتفرج، لأنهم يجدون صعوبة في نطق أسماء العصيرات والوجبات والقهوة، وعدم التكيف معها، وسط ضحكات الأبناء، واستلامهم زمام الأمور، مقابل تكفل الأب أو الأم بمسؤولية دفع الحساب فقط.

نقاش علني

تحولت تغريدة في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» أطلقها أحد النشطاء، إلى حلقة نقاش لأبناء جيل الثمانينيات والتسعينيات، حول ما يجدونه من إحراج كبير واستحياء في نطق المسميات في مواقع القهوة والمشروبات أمام أبنائهم، حيث يتولى الأبناء التصحيح لهم.

وغزت الأسماء المحدثة والعصرية للمشروبات الباردة والحارة كل مكان مواكبة للتطور، ويجد الأربعينيون والخمسينيون حرج الخشية من الخطأ في تسمياتها الحديثة، مثل الـ «إسبرسو، ريستريتو، موهيتو، ميكياتو، سبنابون، إسبنش لاتيه، إسبريستو لينغوا، ماكياتو، سيروب بلو، موهيتو يلو لاجون، كاراميل ماكياتو، كراميل فرابتشينو، شاي إيرل جراي، شاي فول ليف تشاي تي لاتيه، شاي لافندر إيرل تي غراي لاتيه» وغيرها.

مشكلة موازية

على الرغم من ارتفاع الأسعار الذي تجده معظم المشروبات والمأكولات الغريبة التي شاعت أخيرا، إلا أن الآباء يشعرون بحرج نطق مسمياتها أكثر من حرج ارتفاع

أسعارها، خصوصا مع ميل كثير من الشباب والفتيات إلى توثيق لحظات الشراء، وتصوير المشتريات، وترويجها في المواقع الإلكترونية، والتي يشعرون معها بالسعادة، غير آبهين بالإسراف.

تأثير العولمة

أعاد الشاعر الغنائي خالد العمودي شيوع المفردات الغريبة والجديدة على مجتمعنا إلى العولمة، حيث ساهم الانفتاح العالمي في نقل المفردات بين اللغات.

وأرجع الحرج الذي يجده الآباء في التعاطي مع المسميات الجديدة إلى عدم معرفتهم بمكونات ما يطلبونه، وهل هو مشروب بارد أم ساخن، مشيرا إلى أنه على سبيل المثال فإن القهوة، التي نعرفها على أنها قهوة، دخلت عليها مُسميات عدة، الأمر الذي يجعل المرء في حالة حيرة وحرج عند اختيار الصنف الذي يناسب ذوقه.

أطرش في الزفة

أوضح الناشط الاجتماعي إبراهيم جبران، أن الناس تجاوزوا حاليا الأسماء التقليدية للمأكولات والمشروبات وتحولوا إلى أسماء عصرية، وقال «نواجه مشكلة في نطق المسميات، حتى أننا نشعر بأن المثل الذي يقول ـ مثل الأطرش في الزفة ـ ينطبق علينا».

وأشار إلى أن بعض المسميات يمكن فهمها بالعودة إلى البيانات والمعلومات، فمثلا هناك مشروب يطلقون عليه «الموهيتو» أصله يأتي من العاصمة الكوبية هافانا حسب التوثيقات، وقد ابتكر عام 1931، ويعود أصله إلى قبائل الهنود، وهم السكان الأصليون في أمريكا الجنوبية، وقد استعملوه في وصفات علاج محلية لعلاج الأمراض الاستوائية.

وبين أن بعض الآراء ترجح أصل تسمية مشروب الموهيتو أو الموخيتو، إلى كلمة موخادو الإسبانية، التي تعني الشيء الرطب، وتشتق منها كلمة موخاديتو كأسلوب تصغير، مؤكدا أنه يجب عمل تحديث لقواعد البيانات، حتى لا يضيع الشخص معرفة الاسم عند الطلب وإحراج نفسه، وتنتهي مع هذا الإحراج الرغبة في تناول كوب القهوة.

أبرز مسميات المشروبات:

إسبريتو ريستريتو

موهيتو ميكياتو

سبانبون

إسبنش لاتيه

إسبريتو لينجوا

كراميل فرابتشينو

فول ليف تشاي تي لاتيه

لافندر إيرل تي جراي لاتيه

إيرل جراي