أيمن خليفة (المدينة)

فرحنا كثيرا عند سماعنا نبأ تدشين برنامج جديد لا يسعى للربح ولكنه بحسب تقارير المروريين والإدارات التي تدعي معرفتها بمصلحة المواطن أكثر من نفسه، برنامج يطلقون عليه خدعة ساهر أو خدمة ساحر.
لا يخفى على أحد أبدا الكم الهائل من الانتقاد الحاد واللاذع بين كل الأوساط المجتمعية عن هذا البرنامج العقيم تشغيليا والذي لا يتعدى كونه أجهزة صراف آلي تأخذ من الجمهور أموالهم بطريقة ساحرة ففي منتصف الليل وأنت ساهر في أمان الله تأتيك رسالة ساحرة على جوالك تخبرك بأنك قد تجاوزت حدك المروري وأنك يجب أن تهرع قبل طلوع الشمس لتسديد ما أجرمته حتى لا تتم إضافة مخالفة جارك الذي لم ولن يستطيع تسديد مخالفة ساهر وهو في طريقه لمستشفى النساء والولادة يحاول الوصول قبل أن تلد زوجته في الطريق وما أدراك كم التعب والمشاكل الصحية التي قد تواجه المولود أو المولودة لو تأخر لدقائق معدودة فما أن يراه والده لأول وهلة حتى يؤذن في أذنه اليمنى ويقول له في اليسرى عليك مخالفة ساهر وربنا لا يوريكم أرق السهر وحال ساهر.