أبها: الوطن

إلى جانب مدلولاتها السياسية المهمة، التي تشير إلى توقع انفراجة على صعيد الحرب الروسية- الأوكرانية التي دخلت شهرها السادس، ينظر مراقبون إلى ما يعرف بـ«اتفاقية إسطنبول» التي وقعت الجمعة 22 يوليو بعين الارتياح على مستوى تدفق القمح إلى العالم، وهو المادة الأساسية التي تأثرت جدا بالحرب.

في إسطنبول وقعت أوكرانيا وروسيا اتفاقين منفصلين مع تركيا والأمم المتحدة بشأن تصدير الحبوب والمنتجات الزراعية عبر البحر الأسود.

وتسمح الاتفاقية لكييف باستئناف شحنها للحبوب من البحر الأسود إلى أسواق العالم، ووقع عليها وزيران من البلدين (روسيا وأوكرانيا) بشكل منفصل، تجنبا الجلوس على طاولة واحدة أو التصافح خلال المراسم.

أزمة خطيرة

وضعت الحرب العالم في أزمة خطيرة، وتبدو الاتفاقية خطوة في طريق تجنبها، لكن محللين غير متفائلين يرون أنها جاءت فقط من الطرفين لرفع الحرج والتملص من التسبب بزيادة حدة أزمة الغذاء الدولية، كون البلدين من أكبر منتجي ومصدري السلع الغذائية الإستراتيجية كالقمح والذرة.

اتهامات وحلحلة

ثارت اتهامات متبادلة بين الغرب وروسيا تحدثت عن افتعال أزمة غذاء بالعالم، والتسبب بتضخم الأسعار وارتفاعها الجنوني، وهو ما قاد إلى تنحي عدد من رؤوساء الحكومات الغربية.

ويرى مختصون أن الاتفاقية ستسهم في حلحلة الوضع الغذائي المتأزم عالميا، حيث تقضي الاتفاقية بالسماح للسفن الأوكرانية بتصدير الحبوب ونقلها عبر مياه البحر الأسود، على ألا تتعرض لها القوات البحرية الروسية وأن يتم تفتيشها عند الدخول والخروج من الموانئ الأوكرانية من قبل الأطراف المشاركة في رعاية الاتفاق وتوقيعه للتأكد من خلوها من شحنات أسلحة.

آليات محددة

وفقا للاتفاق، سيُستأنف تصدير الحبوب الأوكرانية من 3 موانئ في مقاطعة أوديسا جنوب أوكرانيا والمطلة على البحر الأسود وهي أوديسا وتشورنومورسك ويوجني.

وبموجب الاتفاق، سينشأ مركز مشترك للتنسيق والقيادة، مقره إسطنبول، للإشراف على سير العمليات وحل الخلافات، وسيشارك في المقر روسيا وأوكرانيا ومسؤولون من تركيا والأمم المتحدة.

ويستغرق إنشاء المركز من 3 إلى 4 أسابيع، ما يعني أن بدء تدفق الحبوب سيكون مع النصف الثاني من أغسطس المقبل.

وستشرف الأطراف الأربعة (روسيا وأوكرانيا وتركيا والأمم المتحدة) على تفتيش السفن في أحد المرافئ التركية لدى عودتها إلى أوكرانيا، وسيكون ذلك على الأرجح في إسطنبول.

20 مليون طن

هناك نحو 20 مليون طن من الحبوب العالقة في صوامع في أوديسا الأوكرانية، حيث توقفت عشرات السفن عن الإبحار هناك.

ووصل مؤشر منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة لأسعار الغذاء- الذي يقيس التغير في الأسعار الدولية لسلة من السلع الغذائية الأساسية- إلى أعلى مستوياته على الإطلاق في فبراير الماضي، وقفز إلى مستوى قياسي جديد في مارس الماضي، بسبب الزيادة الكبيرة في أسعار الحبوب والزيوت النباتية بسبب تأثير الحرب في أوكرانيا على سلاسل التوريد.

تراجع الصادرات

تراجعت صادرات أوكرانيا من الحبوب خلال العام الحالي، وقدرت الحكومة الأوكرانية أن ما سيحصد هذا العام يصل إلى حوالى 50 مليون طن من الحبوب، مقارنة بـ86 مليون طن عام 2021، بسبب فقدان أراض زراعية كثيرة لصالح روسيا.

بدورها، أثرت العقوبات المفروضة على موسكو على الإنتاج الروسي من القمح خلال الأسابيع الأولى للحرب.

وفي وقت عوّل كثيرون على الهند لسد جزء من النقص، اتخذت الهند قرارا عكسيا، منع تصدير القمح هذا العام للحاجة المحلية له بسبب موسم الجفاف الذي يضرب الهند.

الحبوب في أوكرانيا :

- أوكرانيا ثاني أكبر مصدر للحبوب في العالم

- (الولايات المتحدة أكبر مصدر للحبوب في العالم)

حجم صادراتها

(التسويق من 1 يوليو 2020 حتى 18 يناير )

27.57 مليون طن من الحبوب

12.75 مليون طن قمح

3.89 ملايين طن شعير

10.52 ملايين طن ذرة

81.2 ألف طن دقيق القمح

مراكز تحتلها أوكرانيا في تصدير الحبوب

المركز الثاني إمداد الشعير

الرابع الذرة

الخامس القمح

65.4 مليون طن من الحبوب حصدتها أوكرانيا في 2020

75.1 مليون طن حصدت في 2019

70.1مليون طن حصدت في 2018