القلق والتوتر والضغط العصبي أهم أسبابه
حذر خبير نفسي من خطورة الوقوع في فخ القلق والتوتر والضغط العصبي، لما لهذا الفخ من دور رئيسي في الإصابة بالضعف الجنسي، مشيراً إلى أن 18 % من شباب العالم العربي يعانون من الضعف الجنسي.
وقال مدير مركز منظمة الصحة العالمية التعاوني للتدريب والأبحاث ومعهد عكاشة لأبحاث الطب النفسي الدكتور أحمد عكاشة في العالم العربي، تتفاقم حدة مشكلة الضعف الجنسي نتيجة عوامل عدة تتعلق بالدرجة الأولى بحساسية مناقشة الاضطرابات الجنسية، لارتباطها بمفهوم الرجولة، فضلاً عن ضعف الثقافة الجنسية بين أوساط المجتمع، مشيراً إلى أنه في دراسة حديثة للجمعية العربية لطب الأمراض الجنسية، تبين أن نسبة الإصابة بالضعف الجنسي قد وصلت إلى 18% بين الشباب العربي فوق سن العشرين.
وأضاف أن هذه الأرقام تؤكد ضرورة تكثيف الجهود لزيادة الوعي لدى الرجال والشباب بأهمية طلب المساعدة الطبية لتفادي الآثار المترتبة عن هذه المشكلة التي غالباً ما تعود إلى مسببات نفسية، وبالأخص لدى الفئات الشابة، خاصة أن الضغوط النفسية والحياتية تمثل 99% من أسباب الاضطرابات الجنسية التي تقود إلى مشاكل زوجية عدة قد تؤدي إلى الطلاق في نهاية المطاف.
وأوضح الدكتور عكاشة أن الضعف الجنسي طالما شكل مصدر قلق للرجال من مختلف الفئات العمرية على مدى العقود الماضية، وفي الآونة الأخيرة، تزايد الاهتمام بدراسة أسباب وسبل علاج هذه المشكلة التي لم تعد تقتصر نتائجها السلبية على المستوى الفردي فحسب، بل على المستوى الاجتماعي أيضاً، خاصة وأن الإحصاءات العالمية الحديثة تشير إلى وجود نحو 200 مليون رجل مصاب بدرجة ما من الضعف الجنسي.
وأضاف أنه على الرغم من وجود العديد من الأسباب المرضية والجسدية المؤثرة على حالات الضعف الجنسي بشكل عام، وفي مقدمتها أمراض السكري والأعصاب والشرايين، تفيد الدراسات المتخصصة بأن الاضطرابات النفسية إحدى أبرز المسببات المؤثرة على الأداء الجنسي، فضلاً عن العوامل الخارجية مثل التدخين، والنظام الغذائي، والتلوث، وهذا يؤكد أهمية التعامل بموضوعية مع الضعف الجنسي، باعتباره مشكلة يمكن حلها عبر اللجوء إلى الطبيب المختص، والحصول على الدعم النفسي والمعنوي.
ودعا الدكتور عكاشة إلى تشجيع مرضى الضعف الجنسي على المطالبة بحقهم في حياة أفضل عن طريق الاعتراف بوجود المشكلة أولاً، ومن ثم المسارعة بطلب المشورة الطبية، والحصول على العلاج المبكر عند الضرورة، وأوضح أن إهمال الضعف الجنسي قد يقود المريض إلى مخاطر صحية ومشاكل أسرية نتيجة التأثير النفسي لهذا المرض الذي يتسبب بفقدان تقدير الذات لدى الرجال، مضيفاً بأن الجنس يستهلك أقل وقت في حياة الإنسان، فيما أن المشاكل التي قد تنتج عنه ربما تستغرق الجزء الأكبر من عمره.