هل يجوز للطبيب الرجل أن يتخصص في أمراض النساء والولادة؟
سؤال يطرح على أحد الشيوخ..
«الأفضل أن تُعالج المرأة المرأة وإن اضطر الأمر يطببها الرجل، وبذلك لا حرج في دراسة الأطباء الرجال لطب النساء والولادة».
إجابة طيبة لا تحرم دراسة طب النساء والتوليد على الذكور، ولكن ما زالت نظرة بعض الناس لهذا التخصص أنه نسائي، رغم أن جزءًا كبيرًا منه جراحي..
طب النساء والتوليد، جزآن، ما يختص بأمراض النساء والأورام والعقم وجراحة المناظير وطب الأجنة، وجزء يخص التوليد، الذي من الممكن جداً أن يحتاج إلى مشرط جراح، أمَّا متابعة الحمل والولادة الطبيعية فهذه من الممكن أن تقوم بها القابلة، دون الحاجة إلى طبيب أو طبيبة، كما هي الحال في كثير من دول أوروبا، حيث إن للقابلة عيادة متابعة للحوامل، ولا تحول الأم إلى الأطباء المختصين إلا لأمر طبي يحتاج تدخل مختص.
اللافت في الأمر أن طب النساء والولادة في التاريخ الإسلامي كان رواده من الرجال مثل أبوبكر الرازي الذي كتب في أمراض النساء والولادة، وكتب ابن سينا في كتابه «القانون في الطب» عن أمراض النساء وتشريح الرحم وآلية الولادة الطبيعية وغير الطبيعية بخروج الرجلين أولاً، وكتب عن العقم وأسبابه، تعلموه كعلم ومارسوه كعلم لإنقاذ النساء وأطفالهن وعلموه لغيرهم من النساء والرجال.
ولمعرفة إذا كان المجتمع يفضل طبيبة النساء عن طبيب النساء، جرت دراسات عالمية عديدة لقياس ذلك بطرق علمية، في أمريكا لم يكن هناك تفضيل جندر عن آخر في طب النساء والولادة، بينما لدينا خمس دراسات محلية، منها ثلاث في مدينة جدة وأخرى في الرياض وخامسة في الخبر، الدراسات أثبتت أن معظم النساء يفضلن طبيبة النساء في الحالات المستقرة، ولكن يفضلن طبيب النساء والولادة في الأمور الطارئة والحرجة، ظناً منهن أن الطبيب أكثر قدرة، رغم أن المهارة لا علاقة لها بالجندر، بل تعتمد على الدراسة والتخصص الدقيق والخبرة.
في إحدى الدراسات المحلية اختارت قرابة واحدة من كل عشر مشاركات عدم الخضوع لعملية جراحية في حالات الولادة الجراحية التي تنطوي على مخاطر، إذا لم تجد الجندر الذي تفضله فتبحث عن خيار بديل وهذا خطر، وكان العامل الأكثر أهمية في اختيار تفضيل الجنسين هو في القدرة على التعامل مع الحالات الطارئة بثقة.
الحقيقة المرعبة هي عزوف الأطباء والطبيبات على حدٍ سواء عن دراسة تخصص طب النساء والولادة، وقلة عدد المتقدمين لهذا التخصص من الجنسين، فلماذا؟ بالذات إذا عرفنا أن دراسته للذكور ليست بحرام، وأن دراسته بالنسبة للنساء مطلوبة! هناك أسباب عديدة مقنعة للابتعاد عن هذا التخصص أولها كثرة الشكاوي والقضايا والمحاكمات، اكثر من أي تخصص طبي آخر، كذلك كثرة الاستدعاء خلال ساعات الليل، وعمله المرهق وبالنسبة للأطباء الرجال احتمال تعدي قريب المرأة عليه إن قام بتوليدها، إن لم يكن هناك أحد سواه، والشواهد عديدة، فيجدون في البعد السلامة من كل ضر.
بآخر إحصائية عام 2020 كانت نسبة أطباء وطبيبات النساء والولادة 80 % من غير السعوديين، ويعني ذلك أن 20 % فقط سعوديون وسعوديات، ما يدفعنا نفكر: لماذا؟ نحتاج أطباء وطبيبات لأمراض النساء والولادة، نحتاج لتشجيع هذا التخصص لا محاربته، بالذات مع تزايد حالات العقم والاحتياج إلى مراكز مختصة ومختصين نثق في قدراتهم. الحقيقة المرعبة هي عزوف السعوديين والسعوديات عن دراسة تخصص طب النساء والولادة، وقلة عدد المتقدمين لهذا التخصص، فلماذا؟
سؤال يطرح على أحد الشيوخ..
«الأفضل أن تُعالج المرأة المرأة وإن اضطر الأمر يطببها الرجل، وبذلك لا حرج في دراسة الأطباء الرجال لطب النساء والولادة».
إجابة طيبة لا تحرم دراسة طب النساء والتوليد على الذكور، ولكن ما زالت نظرة بعض الناس لهذا التخصص أنه نسائي، رغم أن جزءًا كبيرًا منه جراحي..
طب النساء والتوليد، جزآن، ما يختص بأمراض النساء والأورام والعقم وجراحة المناظير وطب الأجنة، وجزء يخص التوليد، الذي من الممكن جداً أن يحتاج إلى مشرط جراح، أمَّا متابعة الحمل والولادة الطبيعية فهذه من الممكن أن تقوم بها القابلة، دون الحاجة إلى طبيب أو طبيبة، كما هي الحال في كثير من دول أوروبا، حيث إن للقابلة عيادة متابعة للحوامل، ولا تحول الأم إلى الأطباء المختصين إلا لأمر طبي يحتاج تدخل مختص.
اللافت في الأمر أن طب النساء والولادة في التاريخ الإسلامي كان رواده من الرجال مثل أبوبكر الرازي الذي كتب في أمراض النساء والولادة، وكتب ابن سينا في كتابه «القانون في الطب» عن أمراض النساء وتشريح الرحم وآلية الولادة الطبيعية وغير الطبيعية بخروج الرجلين أولاً، وكتب عن العقم وأسبابه، تعلموه كعلم ومارسوه كعلم لإنقاذ النساء وأطفالهن وعلموه لغيرهم من النساء والرجال.
ولمعرفة إذا كان المجتمع يفضل طبيبة النساء عن طبيب النساء، جرت دراسات عالمية عديدة لقياس ذلك بطرق علمية، في أمريكا لم يكن هناك تفضيل جندر عن آخر في طب النساء والولادة، بينما لدينا خمس دراسات محلية، منها ثلاث في مدينة جدة وأخرى في الرياض وخامسة في الخبر، الدراسات أثبتت أن معظم النساء يفضلن طبيبة النساء في الحالات المستقرة، ولكن يفضلن طبيب النساء والولادة في الأمور الطارئة والحرجة، ظناً منهن أن الطبيب أكثر قدرة، رغم أن المهارة لا علاقة لها بالجندر، بل تعتمد على الدراسة والتخصص الدقيق والخبرة.
في إحدى الدراسات المحلية اختارت قرابة واحدة من كل عشر مشاركات عدم الخضوع لعملية جراحية في حالات الولادة الجراحية التي تنطوي على مخاطر، إذا لم تجد الجندر الذي تفضله فتبحث عن خيار بديل وهذا خطر، وكان العامل الأكثر أهمية في اختيار تفضيل الجنسين هو في القدرة على التعامل مع الحالات الطارئة بثقة.
الحقيقة المرعبة هي عزوف الأطباء والطبيبات على حدٍ سواء عن دراسة تخصص طب النساء والولادة، وقلة عدد المتقدمين لهذا التخصص من الجنسين، فلماذا؟ بالذات إذا عرفنا أن دراسته للذكور ليست بحرام، وأن دراسته بالنسبة للنساء مطلوبة! هناك أسباب عديدة مقنعة للابتعاد عن هذا التخصص أولها كثرة الشكاوي والقضايا والمحاكمات، اكثر من أي تخصص طبي آخر، كذلك كثرة الاستدعاء خلال ساعات الليل، وعمله المرهق وبالنسبة للأطباء الرجال احتمال تعدي قريب المرأة عليه إن قام بتوليدها، إن لم يكن هناك أحد سواه، والشواهد عديدة، فيجدون في البعد السلامة من كل ضر.
بآخر إحصائية عام 2020 كانت نسبة أطباء وطبيبات النساء والولادة 80 % من غير السعوديين، ويعني ذلك أن 20 % فقط سعوديون وسعوديات، ما يدفعنا نفكر: لماذا؟ نحتاج أطباء وطبيبات لأمراض النساء والولادة، نحتاج لتشجيع هذا التخصص لا محاربته، بالذات مع تزايد حالات العقم والاحتياج إلى مراكز مختصة ومختصين نثق في قدراتهم. الحقيقة المرعبة هي عزوف السعوديين والسعوديات عن دراسة تخصص طب النساء والولادة، وقلة عدد المتقدمين لهذا التخصص، فلماذا؟