بعض البرامج الرياضية في بعض القنوات الرياضية بحاجة هي ومن يديرها ويتحدث فيها إلى إلزامهم بـأدب الحوار، وطرح قضايا تهمّ الوسط الرياضي، مع ضرورة تدخل الوزارة لرفض بعض المواضيع المطروحة للنقاش!
لا يمكن القبول أبدا ببرامج على شاكلة برنامج ديوانية لاين، الذي كان الهدف من اعتماده، تعويض غياب القناة عن نقل مباريات دوري زين في هذا الموسم، ومحاولة جذب المشاهد إلى متابعة القناة، التي فاتها وإدارتها، أنها بدأت تخسر المشاهد الواعي، الباحث عن الموضوعية، ومناقشة القضايا التي تهمه، طالما تصرّ على تقديم مواضيع تثير الفتنة، وتزيد التعصب لدى المشجع العادي!
وصل الحال بهذا البرنامج وبرامج مماثلة له إلى الاستهتار بالناس، وعدم احترام فكرهم وعقولهم، دون الاعتراف أن بعض هؤلاء الذين يحاضرون فينا، وينظّرون علينا، في الغالب هم غير مطلعين، بل وجاهلون بكل موضوع يتحدثون عنه.
تلك هي الحقيقة التي تعرفها القنوات الرياضية، ولكنها تتجاهلها عمداً، كونها تبحث عن الإثارة ـ ولا شيء غير الإثارة ـ، حتى وإن وصل الأمر ببعض هؤلاء الضيوف المعتمدين لوصف زميله في الديوانية بـالعربجي!
دار نقاش بيني وبين أحد الأصدقاء ممن كان يتابع البرنامج، وهو غير حريص على متابعته أصلاً، ولكنه يقول إنه في وقت بحثه عن برنامج، توقف عند برنامج ديوانية لاين، وأقسم إنه لم يستطع مشاهدة البرنامج لأكثر من عشر دقائق!
ليت صديقي هذا اكتفى بما قاله، لكنه بدأ ينظر إليّ ويوجه لي سيلاً من الاتهامات، بحكم أنني من أصحاب هذه المهنة ـ يعني إعلامي رياضي ـ، وكأنني كنت أحد ضيوف البرنامج المذكور، ورغم محاولاتي المتكررة كي أشرح له الوضع لـأبرئ نفسي فقط، إلاّ أنني فشلت ولم أنجح!
آخر قال لي: هذه بضاعتكم، وهذا سوقكم، واسترسل في القول: من أجل عقد مع القناة التي تعملون فيها لا يهمّ إن كنتم تقولون الحقيقة، أو تقولون غيرها، ـ تشتمون، أو تشتمون ـ، كل هذا لا يهم، النتيجة النهائية مكافأة مجزية في آخر الشهر!
أسألكم بالله، ما الذي يهم المشاهد الكريم من مناقشة موضوع النادي الملكي؟ ولماذا أراد البرنامج أن يحوله إلى قضية رأي عام، وهو في الأساس لا يتعدى كونه لقبا أطلقته جماهير النادي الأهلي على ناديها، ولديها مستند على ذلك ومرجعية تاريخية وبطولية؟
لماذا أقحم البرنامج الهلال في الموضوع؟ ولماذا من الأساس يطرح مثل هذا الموضوع للنقاش؟ وهذا ما يسأل عنه معدّ البرنامج ومقدمه، فقد يكون في إجابتيهما على هذا السؤال ما يزيل اللبس والحيرة!
وللأسف، فإن البرنامج لم يكتف بمناقشة من الأحق بلقب النادي الملكي، فراح يبحث أيضاً عن موضوع آخر يخصّ الأهلي، فجعل نشيد الجمهور الأهلاوي أحد محاور حلقته تلك الليلة، ليصل إلى اكتشاف علمي كبير يفيد بأن النشيد الأهلاوي مقتبس من أحد أناشيد المراكز الصيفية!
لكن البرنامج وضيوفه لم يؤكدوا لنا كيف حصلوا على هذا الاكتشاف الخطير، وهل وجدوه في إحدى المدن الكبيرة، أم في قرية من القرى، أم فوق سفوح الجبال، أم حمله غبار التعصّب الذي ملأ الإعلام الرياضي، وأعمى كبار السن المحسوبين عليه!
شخصياً لست ضدّ مناقشة القضايا، لكنني مع إسناد القضايا ذات البعد التاريخي إلى أصحاب الاختصاص من الباحثين والمؤرخين، بدلاً من هذا الجيش من المفتين في كل شؤون الرياضة، وللأسف تجد بعضهم لا يعرف متى كان تأسيس النادي الذي يشجعه ويدافع عنه!
ولعلّ مما يثير الاستغراب إحضار كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال الذي حصل عليه النادي الأهلي، ورفع به عدد كؤوسه الملكية إلى 12 إلى البرنامج، الذي أساء للنادي الأهلي، وخصص حلقة كشفت عن وجهها ومخططها الذي دبّر بليل!