هام الكاتب كامل الشناوي حبا بالمطربة نجاة الصغيرة، لكنها للأسف لم تكن تبادله المشاعر التي كان يكنها لها.
حيث كان يمكث ساعات طويلة تحت نافذة منزلها دون علمها، ليشعر بقربها، لكنها لم تبادله الحب، وقال عنها في مرة من المرات «إنها امتلكت قلبي كأنه بيتها، تغير أثاثه وتقابل ضيوفها وأصحابها لكنها تهرب من صاحب البيت الحقيقي إللي هو أنا».
كتب عنها أيضا جملة «لا أفهمها فهي امرأة غامضة، هل هي تحبني أم تكرهني، تريد أن تحييني أم تقتلني»، وأثناء جلوسه مع الكاتب يوسف إدريس كتب أيضا «إنها كالدنيا، لا تبقى ولا تتجدد إلا إذا خرج من حياتها أناس، ما أكثر الذين شاهدتهم وهم يغادرونها، وما أكثر المواليد الذين رأيتهم على بابها».
ليلة ميلادها
في ليلة عيد ميلادها قرر أن يرضيها ويفاجئها بحفل عيد ميلاد كبير، وحضر كل شيء، واشترى كل الحلويات والزينة ودعا بنفسه كل الأصدقاء ووقف بنفسه يعلق الزينة، وكان حريصا أن يبقيها نائمة، ويمشي على أطراف أصابعه إلى أن تستيقظ وتستقبل ضيوفها.
حضر الضيوف كلهم، ولما جاءت نجاة تطفئ شموع عيد ميلادها وتقطع الكيكة، فأمسكت السكينة واختارت الكاتب يوسف إدريس ليقطعها معها، ونظرت لكامل الشناوي وقالت له «متشكرة يا كامل تعبتك معايا أوي»، وأخدت يوسف إدريس من إيده ودخلوا البلكونة لوحدهم.
ولادة قصيدة
كان قبلها بفترة يدور كلام حول قصة حب قد تكون جمعت نجاة بيوسف إدريس، لكن كامل الشناوي لم يصدقها، وعند انتهاء الحفلة شعر به الكاتب الصحفي مصطفى أمين وقال له «تعال نكمل سهرتنا عندي في البيت»، حيث كان أمين يخاف أن يتركه لوحده، ليفاجأ أنه في هذا اليوم ولدت قصيدة من أشهر القصائد المغناة في تاريخ العالم العربي.
سطر الشناوي كلمات أغنية «لا تكذبي»، وبعد أن انتهى منها اتصل بالفنانة نجاة وألقى عليها كلمات الأغنية التي كتبها، وقد وصف فيها خيانتها له من وجهة نظره، فكانت الأغنية دون أي مبالغة أو خيال وصفا لما حدث ورآه بالفعل.
لم ترد عليه «نجاة» بأي كلمة ولم تعلق أو تقاطعه أو تعترض عليه، وفي نهاية كلامه قالت له «كويسة أوي تنفع أغنية لازم أغنيها»، ولأنه كان يحبها لدرجة العشق والتفاني وافق على أن تكون الأغنية لها.
ظهرت أغنية «لا تكذبي» لأول مرة في فيلم «الشموع السوداء»، وشدت بها نجاة بإحساس صادق تأثر بها كل من سمعها، بعدما لحنها الموسيقار الكبير محمد عبدالوهاب، وفي أحد حواراته داخل الإذاعة المصرية طلب منه أن يتغنى بها وسجلها بصوته بعد أن نالت إعجاب الجميع.
وفي عام 1963 وفي إحدى حفلاته طلب من الفنان الكبير عبد الحليم حافظ أن يغني «لا تكذبي»، وبعد أن أعجب بها الجمهور قرر أن يسجلها وحفظها على أسطوانة ما أثار غضب الفنانة نجاة.
عتاب آخر
كامل الشناوي لم يكتف بـ«لا تكذبي» كعتاب قاس لنجاة، لكنه كتب قصيدة تانية شهيرة موجهة ليوسف إدريس نفسه بسبب علاقته بنجاة وهي «حبيبها» التي غناها عبدالحليم حافظ من ألحان محمد الموجي، ورغم شهرتها الكبيرة إلا إنها لم تنل نفس الأضواء والشهرة التي أخذتها «لا تكذبي» بفعل قصتها وارتباطها بقصة حب كامل الشناوي مع نجاة الصغيرة.
مات كامل الشناوي سنة 1965 وعمره 57 سنة ودفن في نوسا البحر في الدقهلية مكان مولده هو وأخوه مأمون الشناوي.
تأليف: الشاعر كامل الشناوي.
ألحان: الموسيقار محمد عبدالوهاب.
غناء: نجاة - عبدالحليم حافظ - محمد عبدالوهاب.
كلمات الأغنية
لا لا لا لا تكذبي.. إني رأيتكما معا
ودعي البكاء فقد كرهت الأدمعا
ما أهون الدمع الجسور إذا جرى
من عين كاذبة ٍفأنكر وادَّعى
إني رأيتكما.. إني سمعتكما
عيناكِ في عينيهِ
في شفتيهِ
في كفيهِ
في قدميهِ
ويداكِ ضارعتانِ ترتعشان من لهفٍ عليهِ
تتحديان الشوقَ بالقبلاتِ
تلذعني بسوطٍ من لهيبِ
بالهمسِ، باللمسِِ، بالأهاتِ، بالنظراتِ
باللفتاتِ بالصمتِ الرهيبِ
ويشبُ في قلبي حريقْ
ويضيعُ من قدمي الطريقْ
وتطلُ من رأسي الظنونُ تلومني
وتشدُ أذني
فلطالما باركتُ كذبك كله
ولعنتُ ظني
* * *
ماذا أقول لأدمع سفحتها أشواقي إليكِ؟
ماذا أقول لأضلع مزقتها خوفا عليكِ؟
أأقول هانت ؟
أأقول خانت؟
أأقولها ؟!
لو قلتها أشفي غليلي
يا ويلتي
لا، لن أقولَ أنا، فقولي
* * *
لا تخجلي
لا تفزعي مني، فلستُ بثائرِ..
أنقذتني
من زيفِ أحلامي وغدرِ مشاعري...
فرأيت أنكِ كنتِ لي قيداً حرصتُ العمرَ ألا أكسره
فكسرتهِ
ورأيتُ أنكِ كنتِ لي ذنباً سألتُ اللهَ ألا يغفره
فغفرتهِ
* * *
كوني كما تبغينَ
لكن لن تكوني..
فأنا صنعتك من هوايَ، ومن جنوني
ولقد برئتُ من الهوى ومن الجنون..
حيث كان يمكث ساعات طويلة تحت نافذة منزلها دون علمها، ليشعر بقربها، لكنها لم تبادله الحب، وقال عنها في مرة من المرات «إنها امتلكت قلبي كأنه بيتها، تغير أثاثه وتقابل ضيوفها وأصحابها لكنها تهرب من صاحب البيت الحقيقي إللي هو أنا».
كتب عنها أيضا جملة «لا أفهمها فهي امرأة غامضة، هل هي تحبني أم تكرهني، تريد أن تحييني أم تقتلني»، وأثناء جلوسه مع الكاتب يوسف إدريس كتب أيضا «إنها كالدنيا، لا تبقى ولا تتجدد إلا إذا خرج من حياتها أناس، ما أكثر الذين شاهدتهم وهم يغادرونها، وما أكثر المواليد الذين رأيتهم على بابها».
ليلة ميلادها
في ليلة عيد ميلادها قرر أن يرضيها ويفاجئها بحفل عيد ميلاد كبير، وحضر كل شيء، واشترى كل الحلويات والزينة ودعا بنفسه كل الأصدقاء ووقف بنفسه يعلق الزينة، وكان حريصا أن يبقيها نائمة، ويمشي على أطراف أصابعه إلى أن تستيقظ وتستقبل ضيوفها.
حضر الضيوف كلهم، ولما جاءت نجاة تطفئ شموع عيد ميلادها وتقطع الكيكة، فأمسكت السكينة واختارت الكاتب يوسف إدريس ليقطعها معها، ونظرت لكامل الشناوي وقالت له «متشكرة يا كامل تعبتك معايا أوي»، وأخدت يوسف إدريس من إيده ودخلوا البلكونة لوحدهم.
ولادة قصيدة
كان قبلها بفترة يدور كلام حول قصة حب قد تكون جمعت نجاة بيوسف إدريس، لكن كامل الشناوي لم يصدقها، وعند انتهاء الحفلة شعر به الكاتب الصحفي مصطفى أمين وقال له «تعال نكمل سهرتنا عندي في البيت»، حيث كان أمين يخاف أن يتركه لوحده، ليفاجأ أنه في هذا اليوم ولدت قصيدة من أشهر القصائد المغناة في تاريخ العالم العربي.
سطر الشناوي كلمات أغنية «لا تكذبي»، وبعد أن انتهى منها اتصل بالفنانة نجاة وألقى عليها كلمات الأغنية التي كتبها، وقد وصف فيها خيانتها له من وجهة نظره، فكانت الأغنية دون أي مبالغة أو خيال وصفا لما حدث ورآه بالفعل.
لم ترد عليه «نجاة» بأي كلمة ولم تعلق أو تقاطعه أو تعترض عليه، وفي نهاية كلامه قالت له «كويسة أوي تنفع أغنية لازم أغنيها»، ولأنه كان يحبها لدرجة العشق والتفاني وافق على أن تكون الأغنية لها.
ظهرت أغنية «لا تكذبي» لأول مرة في فيلم «الشموع السوداء»، وشدت بها نجاة بإحساس صادق تأثر بها كل من سمعها، بعدما لحنها الموسيقار الكبير محمد عبدالوهاب، وفي أحد حواراته داخل الإذاعة المصرية طلب منه أن يتغنى بها وسجلها بصوته بعد أن نالت إعجاب الجميع.
وفي عام 1963 وفي إحدى حفلاته طلب من الفنان الكبير عبد الحليم حافظ أن يغني «لا تكذبي»، وبعد أن أعجب بها الجمهور قرر أن يسجلها وحفظها على أسطوانة ما أثار غضب الفنانة نجاة.
عتاب آخر
كامل الشناوي لم يكتف بـ«لا تكذبي» كعتاب قاس لنجاة، لكنه كتب قصيدة تانية شهيرة موجهة ليوسف إدريس نفسه بسبب علاقته بنجاة وهي «حبيبها» التي غناها عبدالحليم حافظ من ألحان محمد الموجي، ورغم شهرتها الكبيرة إلا إنها لم تنل نفس الأضواء والشهرة التي أخذتها «لا تكذبي» بفعل قصتها وارتباطها بقصة حب كامل الشناوي مع نجاة الصغيرة.
مات كامل الشناوي سنة 1965 وعمره 57 سنة ودفن في نوسا البحر في الدقهلية مكان مولده هو وأخوه مأمون الشناوي.
تأليف: الشاعر كامل الشناوي.
ألحان: الموسيقار محمد عبدالوهاب.
غناء: نجاة - عبدالحليم حافظ - محمد عبدالوهاب.
كلمات الأغنية
لا لا لا لا تكذبي.. إني رأيتكما معا
ودعي البكاء فقد كرهت الأدمعا
ما أهون الدمع الجسور إذا جرى
من عين كاذبة ٍفأنكر وادَّعى
إني رأيتكما.. إني سمعتكما
عيناكِ في عينيهِ
في شفتيهِ
في كفيهِ
في قدميهِ
ويداكِ ضارعتانِ ترتعشان من لهفٍ عليهِ
تتحديان الشوقَ بالقبلاتِ
تلذعني بسوطٍ من لهيبِ
بالهمسِ، باللمسِِ، بالأهاتِ، بالنظراتِ
باللفتاتِ بالصمتِ الرهيبِ
ويشبُ في قلبي حريقْ
ويضيعُ من قدمي الطريقْ
وتطلُ من رأسي الظنونُ تلومني
وتشدُ أذني
فلطالما باركتُ كذبك كله
ولعنتُ ظني
* * *
ماذا أقول لأدمع سفحتها أشواقي إليكِ؟
ماذا أقول لأضلع مزقتها خوفا عليكِ؟
أأقول هانت ؟
أأقول خانت؟
أأقولها ؟!
لو قلتها أشفي غليلي
يا ويلتي
لا، لن أقولَ أنا، فقولي
* * *
لا تخجلي
لا تفزعي مني، فلستُ بثائرِ..
أنقذتني
من زيفِ أحلامي وغدرِ مشاعري...
فرأيت أنكِ كنتِ لي قيداً حرصتُ العمرَ ألا أكسره
فكسرتهِ
ورأيتُ أنكِ كنتِ لي ذنباً سألتُ اللهَ ألا يغفره
فغفرتهِ
* * *
كوني كما تبغينَ
لكن لن تكوني..
فأنا صنعتك من هوايَ، ومن جنوني
ولقد برئتُ من الهوى ومن الجنون..