قبل نحو 60 عاما أطلق الرسام الأمريكي آندي وورهول، نبوءة توقع خلالها أن يحقق المرء شهرة في نحو ربع الساعة فقط، حيث قال «في المستقبل، سيتمكن الجميع من أن يصبحوا مشهورين شهرة عالمية خلال 15 دقيقة فقط».
توقع وورهول في إحدى مقابلاته ما يشبه الوسيط الإعلامي، الذي يوفر حلم الشهرة السريع وأصحبت مقولته محل الاستشهاد في عصرنا الحاضر.
ظهرت مواقع التواصل الاجتماعي، وصارت الشهرة سهلة، وأفسح هذا مجالا لكثيرين، ليصبحوا مشاهير بغض النظر عن المحتوى الذي يقدمونه.
وبين المحتوى الجيد والرديء مساحة مهملة اسمها مخالفة الذوق العام، وهي تحتاج تحديدا قاطعا لدرجة المخالفة، وما هو المقبول وما هو المخالف نظاما وعرفا وأخلاقا، وعلاقة ذلك بمخالفة العادات والتقاليد المجتمعية، سواء كان المشهور داخل أو خارج الوطن.
استدعاء 5 مشاهير
أعلنت الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع في وقت سابق، أنها «استدعت 5 مشاهير خالفوا ضوابط المحتوى الإعلامي ليرتفع عدد المخالفين إلى 65 شخصا منذ بداية 2021، وتضمنت المخالفات إعلانات مضللة ومحتوى مخالفا لنظام المرئي والمسموع» وأوضحت «الهيئة» أن المخالفة هي «عرض محتوى خاص به للعموم، مخل بالآداب العامة وخادش للحياء عبر وسائل إعلامية.
وحول ما هو المحتوى المخالف للذوق العام الذي يقدمه المشهور، لا سيما الاستعراض الخادش للحياء، يقول المحامي والمستشار هشام جعفر الفرج «المادة الثانية من لائحة المحافظة على الذوق العام، تسري على كل من يرتاد الأماكن العامة بالمملكة، سواء التي يكون الدخول لها بمقابل أو بغير مقابل، ويجب على كل من يكون في مكان عام، احترام القيم والعادات والتقاليد والثقافة السائدة في المملكة، وفق المادة الثالثة من نفس اللائحة، فلا يجوز الظهور في مكان عام بزي أو لباس غير محتشم، أو ارتداء زي أو لباس يحمل صوراً أو أشكالاً أو علامات أو عبارات تسىء إلى الذوق العام، استنادا للمادة الرابعة من اللائحة».
وأضاف «من يقوم بما يعتبر مخالفة للذوق العام خارج الوطن، كاستخدام ألفاظ سيئة أو ارتداء لباس غير مقبول، لا يتم تطبيق ما جاء في اللائحة بحقه، حيث لا يمتد نطاق تطبيق اللائحة إلى خارج الوطن، بل يتعامل معه حسب نظام البلد الذي هو به والذوق العام في ذلك البلد، لكن هذا يختص بالممارسة الشخصية دون نشر، أما في حال النشر فإن ذلك يعد فعلا مجرما، وفقا للنظام في المملكة، فإنتاج ما من شأنه المساس بالنظام العام، أو القيم الدينية، أو الآداب العامة، أو حرمة الحياة الخاصة، أو إعداده، أو إرساله، أو تخزينه عن طريق الشبكة المعلوماتية، أو أحد أجهزة الحاسب الآلي، مجرّم وفق الفقرة الأولى من المادة السادسة لنظام مكافحة جرائم المعلوماتية الصادر بالمرسوم الملكي رقم م/17 بتاريخ 8 / 3 / 1428، والعقوبة على ذلك تصل في حدها الأعلى إلى السجن حتى خمس سنوات، والغرامة حتى ثلاثة ملايين ريال، إضافة لنشر ملخص الحكم على نفقة المحكوم ضده».
جملة مخالفات
بين المحامي والقانوني عبدالكريم القاضي، أن لائحة الذوق العام تشمل كل فعل متداول مخالف للائحة الذوق العام، خصوصا تلك التي تحمل عبارات تخدش الحياء، تسهم في إثارة الغرائز أو تروج للإباحية، ومباشرة الأفعال الممنوعة وتضع المظهر العام في حرج، وتوزع الرذيلة وتتاجر بالترفيه الخادش للحياء في الأماكن العامة، أو تشعل الغرائز فى الحدائق والأماكن العامة، والتلفظ بقول أو الإتيان بفعل فيه مخالفة للائحة، أو تستدعي فرض عقوبة على مرتكبيها وحذف وإلغاء ما التقطوه من صور».
معايير وضبط المحتوى
يشير المحامي طلال بن عبدالعزيز المطيري، إلى غياب المعايير الواضحة التي تصنف ممارسات المشاهير على التواصل الاجتماعي، من حيث الخروج على الذوق العام والقيم والأخلاق، ويقول «في الحقيقة لا توجد معايير واضحة لهذا التصنيف، حيث إن الذوق العام في حد ذاته كلمة مطاطية، تختلف باختلاف المجتمعات والأزمان».
وأضاف «هذا فضلا عن أن تنظيم لائحة المحافظة على الذوق العام في المادة التاسعة منها، نصت على أن «تتولى وزارة الداخلية – بالاشتراك مع الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني والجهات الأخرى، ذات العلاقة - تصنيف المخالفات، وتحديد الغرامات المالية المقابلة لكل منها، وفق جدول تعده لهذا الغرض ويصدر بقرار من وزير الداخلية»، مما يفيد بعدم وجود معايير واضحة لتحديد الذوق العام على وجه التحديد، إلا القرار الصادر من وزير الداخلية، بتحديد بعض من هذه المخالفات على سبيل المثال لا الحصر.
مرجعية التقاضي
عن المرجعية للتقاضي في حال مخالفات لائحة الذوق العام، ذكر المطيري «المرجعية تتمثل في نصوص أحكام الشريعة الإسلامية، باعتبارها المرجع الأساسي في التشريع والقضاء بأحكامها، إضافة إلى لائحة المحافظة على الذوق العام، وما يصدره وزير الداخلية في هذا الشأن من قرارات».
وعن ضبط مخالفات المحتوى، الذي يبث من خارج السعودية ولكنه موجه للداخل وكيفية ضبطه، أوضح المطيري «المحتوى المخالف الذي يبث من الخارج يعد في حد ذاته مخالفة، مثل المخالفات التي تتم في الداخل، إذ تمثل جميعها تعديا على الذوق العام وإهدارا له».
وعن كيفية ضبط المخالفة المرتكبة في الخارج والموجهة للداخل، قال «تختص وزارة الداخلية بضبط هذه المخالفات، باعتبارها الجهة المنوط بها الرقابة على الالتزام باللوائح من عدمه، عن طريق رجال الضبط القضائي، بإثبات المخالفات ورفع الأمر للقضاء للفصل فيه».
محاكاة هابطة
ترى المستشارة الأسرية شذا المسجن، أن ما ينشر الآن من بعض المشاهير يعد مخجلا للغاية، كونه يخالف العادات والتقاليد التي يسير عليها مجتمعنا.
وأضافت «تحظى حسابات المشاهير بكم هائل من المتابعين من جميع الفئات، وخاصة من شريحة الشباب، وبدلا من أن تستغل تلك المنصات بتقديم المحتوى الهادف، نفاجأ بتقديم محتوى هابط يخدش الحياء».
ونوهت إلى أن مكمن الخطورة يكمن في محاكاة تلك النماذج، خاصة من فئة المراهقين من الجنسين، مما يتسبب في الخلافات الأسرية نتيجة التمرد على عادات الأسر.
من مخالفات لائحة الذوق العام
التصرفات الخادشة للحياء التي تتضمن تصرفا ذا طبيعة جنسية.
ارتداء اللباس غير اللائق في الأماكن العامة بحسب طبيعة كل مكان.
ارتداء الملابس الداخلية وثياب النوم.
تصوير أشخاص بشكل مباشر دون استئذانهم
ارتداء ملابس في الأماكن العامة تحمل عبارات أو صورا أو أشكالا تخدش الحياء، أو الذوق العام.
التلفظ بقول أو بفعل في الأماكن العامة، فيه إيذاء أو إخافة لمرتاديها أو تعريضهم للخطر.
توقع وورهول في إحدى مقابلاته ما يشبه الوسيط الإعلامي، الذي يوفر حلم الشهرة السريع وأصحبت مقولته محل الاستشهاد في عصرنا الحاضر.
ظهرت مواقع التواصل الاجتماعي، وصارت الشهرة سهلة، وأفسح هذا مجالا لكثيرين، ليصبحوا مشاهير بغض النظر عن المحتوى الذي يقدمونه.
وبين المحتوى الجيد والرديء مساحة مهملة اسمها مخالفة الذوق العام، وهي تحتاج تحديدا قاطعا لدرجة المخالفة، وما هو المقبول وما هو المخالف نظاما وعرفا وأخلاقا، وعلاقة ذلك بمخالفة العادات والتقاليد المجتمعية، سواء كان المشهور داخل أو خارج الوطن.
استدعاء 5 مشاهير
أعلنت الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع في وقت سابق، أنها «استدعت 5 مشاهير خالفوا ضوابط المحتوى الإعلامي ليرتفع عدد المخالفين إلى 65 شخصا منذ بداية 2021، وتضمنت المخالفات إعلانات مضللة ومحتوى مخالفا لنظام المرئي والمسموع» وأوضحت «الهيئة» أن المخالفة هي «عرض محتوى خاص به للعموم، مخل بالآداب العامة وخادش للحياء عبر وسائل إعلامية.
وحول ما هو المحتوى المخالف للذوق العام الذي يقدمه المشهور، لا سيما الاستعراض الخادش للحياء، يقول المحامي والمستشار هشام جعفر الفرج «المادة الثانية من لائحة المحافظة على الذوق العام، تسري على كل من يرتاد الأماكن العامة بالمملكة، سواء التي يكون الدخول لها بمقابل أو بغير مقابل، ويجب على كل من يكون في مكان عام، احترام القيم والعادات والتقاليد والثقافة السائدة في المملكة، وفق المادة الثالثة من نفس اللائحة، فلا يجوز الظهور في مكان عام بزي أو لباس غير محتشم، أو ارتداء زي أو لباس يحمل صوراً أو أشكالاً أو علامات أو عبارات تسىء إلى الذوق العام، استنادا للمادة الرابعة من اللائحة».
وأضاف «من يقوم بما يعتبر مخالفة للذوق العام خارج الوطن، كاستخدام ألفاظ سيئة أو ارتداء لباس غير مقبول، لا يتم تطبيق ما جاء في اللائحة بحقه، حيث لا يمتد نطاق تطبيق اللائحة إلى خارج الوطن، بل يتعامل معه حسب نظام البلد الذي هو به والذوق العام في ذلك البلد، لكن هذا يختص بالممارسة الشخصية دون نشر، أما في حال النشر فإن ذلك يعد فعلا مجرما، وفقا للنظام في المملكة، فإنتاج ما من شأنه المساس بالنظام العام، أو القيم الدينية، أو الآداب العامة، أو حرمة الحياة الخاصة، أو إعداده، أو إرساله، أو تخزينه عن طريق الشبكة المعلوماتية، أو أحد أجهزة الحاسب الآلي، مجرّم وفق الفقرة الأولى من المادة السادسة لنظام مكافحة جرائم المعلوماتية الصادر بالمرسوم الملكي رقم م/17 بتاريخ 8 / 3 / 1428، والعقوبة على ذلك تصل في حدها الأعلى إلى السجن حتى خمس سنوات، والغرامة حتى ثلاثة ملايين ريال، إضافة لنشر ملخص الحكم على نفقة المحكوم ضده».
جملة مخالفات
بين المحامي والقانوني عبدالكريم القاضي، أن لائحة الذوق العام تشمل كل فعل متداول مخالف للائحة الذوق العام، خصوصا تلك التي تحمل عبارات تخدش الحياء، تسهم في إثارة الغرائز أو تروج للإباحية، ومباشرة الأفعال الممنوعة وتضع المظهر العام في حرج، وتوزع الرذيلة وتتاجر بالترفيه الخادش للحياء في الأماكن العامة، أو تشعل الغرائز فى الحدائق والأماكن العامة، والتلفظ بقول أو الإتيان بفعل فيه مخالفة للائحة، أو تستدعي فرض عقوبة على مرتكبيها وحذف وإلغاء ما التقطوه من صور».
معايير وضبط المحتوى
يشير المحامي طلال بن عبدالعزيز المطيري، إلى غياب المعايير الواضحة التي تصنف ممارسات المشاهير على التواصل الاجتماعي، من حيث الخروج على الذوق العام والقيم والأخلاق، ويقول «في الحقيقة لا توجد معايير واضحة لهذا التصنيف، حيث إن الذوق العام في حد ذاته كلمة مطاطية، تختلف باختلاف المجتمعات والأزمان».
وأضاف «هذا فضلا عن أن تنظيم لائحة المحافظة على الذوق العام في المادة التاسعة منها، نصت على أن «تتولى وزارة الداخلية – بالاشتراك مع الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني والجهات الأخرى، ذات العلاقة - تصنيف المخالفات، وتحديد الغرامات المالية المقابلة لكل منها، وفق جدول تعده لهذا الغرض ويصدر بقرار من وزير الداخلية»، مما يفيد بعدم وجود معايير واضحة لتحديد الذوق العام على وجه التحديد، إلا القرار الصادر من وزير الداخلية، بتحديد بعض من هذه المخالفات على سبيل المثال لا الحصر.
مرجعية التقاضي
عن المرجعية للتقاضي في حال مخالفات لائحة الذوق العام، ذكر المطيري «المرجعية تتمثل في نصوص أحكام الشريعة الإسلامية، باعتبارها المرجع الأساسي في التشريع والقضاء بأحكامها، إضافة إلى لائحة المحافظة على الذوق العام، وما يصدره وزير الداخلية في هذا الشأن من قرارات».
وعن ضبط مخالفات المحتوى، الذي يبث من خارج السعودية ولكنه موجه للداخل وكيفية ضبطه، أوضح المطيري «المحتوى المخالف الذي يبث من الخارج يعد في حد ذاته مخالفة، مثل المخالفات التي تتم في الداخل، إذ تمثل جميعها تعديا على الذوق العام وإهدارا له».
وعن كيفية ضبط المخالفة المرتكبة في الخارج والموجهة للداخل، قال «تختص وزارة الداخلية بضبط هذه المخالفات، باعتبارها الجهة المنوط بها الرقابة على الالتزام باللوائح من عدمه، عن طريق رجال الضبط القضائي، بإثبات المخالفات ورفع الأمر للقضاء للفصل فيه».
محاكاة هابطة
ترى المستشارة الأسرية شذا المسجن، أن ما ينشر الآن من بعض المشاهير يعد مخجلا للغاية، كونه يخالف العادات والتقاليد التي يسير عليها مجتمعنا.
وأضافت «تحظى حسابات المشاهير بكم هائل من المتابعين من جميع الفئات، وخاصة من شريحة الشباب، وبدلا من أن تستغل تلك المنصات بتقديم المحتوى الهادف، نفاجأ بتقديم محتوى هابط يخدش الحياء».
ونوهت إلى أن مكمن الخطورة يكمن في محاكاة تلك النماذج، خاصة من فئة المراهقين من الجنسين، مما يتسبب في الخلافات الأسرية نتيجة التمرد على عادات الأسر.
من مخالفات لائحة الذوق العام
التصرفات الخادشة للحياء التي تتضمن تصرفا ذا طبيعة جنسية.
ارتداء اللباس غير اللائق في الأماكن العامة بحسب طبيعة كل مكان.
ارتداء الملابس الداخلية وثياب النوم.
تصوير أشخاص بشكل مباشر دون استئذانهم
ارتداء ملابس في الأماكن العامة تحمل عبارات أو صورا أو أشكالا تخدش الحياء، أو الذوق العام.
التلفظ بقول أو بفعل في الأماكن العامة، فيه إيذاء أو إخافة لمرتاديها أو تعريضهم للخطر.