الأحساء: عدنان الغزال

ستحظى 5 من مناطق المملكة بمشاريع ري جديدة حسب ما كشفه رئيس المؤسسة العامة للري الدكتور فؤاد آل الشيخ مبارك لـ«الوطن»، مبينًا أن تلك المشاريع ستتركز في كل من: عسير، والرياض، والمدينة المنورة، والطائف (منطقة مكة المكرمة)، وجازان، إضافة إلى مشاريع أخرى قيد الدراسة والتصميم، علاوة على التوسع في افتتاح فروع تابعة للمؤسسة في مختلف مناطق المملكة، موضحًا أن المؤسسة، بصدد إنجاز مشروع في المدينة المنورة «قريبًا» لخدمة المزارعين من خلال تنظيم أحد الأودية الذي تجري فيه المياه المعالجة.

تأهيل خدود الأحساء

بيّن آل الشيخ مبارك، أن هناك مشروعًا جديدًا لتأهيل وتطوير عين «الخدود» في واحة الأحساء الزراعية، سيرى النور قريبًا، وعودتها كـ«مسبح»، ويجري حاليًا العمل على حفر بئر بجانب العين للاستفادة منها في تغذية المسبح بالمياه، لافتًا إلى أن طبقات الأرض في قطاع الخدود في وقتنا الحالي، تعاني من شح في المياه الجوفية، لافتًا إلى أن إغلاق العين، بسبب نضوب البئر المجاورة للعين في وقت سابق، والعمل حاليًا على إعادة المحاولة مرة أخرى لاستخراج المياه من بئر أخرى قريبة، مؤكدًا أن المؤسسة تحرص كل الحرص على الحفاظ على المياه الجوفية والآبار والعيون في الأحساء، والترشيد في الاستخدام، للإسهام في تعزيز وضع المياه في الطبقات الجوفية، لافتًا إلى أن العيون في الأحساء، تكونت منذ آلاف السنين في طبقات جوفية متفاوتة، وقد جفت هذه العيون مع الوقت، مشددًا على ضرورة الترشيد في استخدام المياه الجوفية.

مقابل مالي

أبان آل الشيخ مبارك أن الشركة الوطنية للمياه، تقدم حاليًا خدمة توفير المياه المعالجة «المجددة» لقطاعي الصناعة والطاقة «بمقابل مالي»، وأن المؤسسة في طور العمل على انتقال تلك الخدمة إليها، لتشمل القطاع الزراعي، والقطاعات الأخرى التي ترغب في الاستفادة من المياه «المجددة» كالتعدين، والطاقة، والمشاريع الكبيرة، والمشاريع البيئية والبلدية، ومبادرات التشجير، ومبادرة «السعودية الخضراء»، وغيرها.

وأوضح أن ذلك سيسهم في الحفاظ على المياه غير المتجددة الجوفية، ودعم القطاعات التنموية من خلال توفير مصدر مستدام للمياه، مشيرًا إلى أن المؤسسة، قد أسند إليها إدارة وتطوير قطاع الري في المملكة، ونقل وتوزيع المياه المعالجة «المجددة» في جميع الاستخدامات، وذلك بهدف الاستفادة القصوى من موارد المياه لزيادة الغطاء النباتي، الذي يحتاج إلى مياه مستدامة.

استخدام 70% من المياه المعالجة

أكد آل الشيخ مبارك، أن لدى وزارة البيئة والمياه والزراعة، والشركة الوطنية للمياه، والمؤسسة العامة للري، خططًا طموحة لرفع كمية المياه المعالجة ثلاثيًا إلى 100%، وهي صالحة للاستخدام الزراعي وللاستخدامات الأخرى الحضرية والبيئية والصناعية، لافتًا إلى ارتفاع نسبة المياه المعالجة المعاد استخدامها إلى 24%، وهناك خطط طموحة للوصول في عام 2030 إلى 70%، مستشهدًا في ذلك بنجاح نموذج إعادة استخدام المياه المعالجة في الأحساء بنسبة 100%، وقد لاحظ المزارعون في الأحساء، تحسن جودة المحاصيل الزراعية وبعمليات زراعية أفضل من السابق، بالتزامن مع مشروع نقل المياه من الخبر إلى الأحساء، وإيقاف استخدام مياه الصرف الزراعي، الذي تسجل فيه نسبة ملوحة مرتفعة.

وهناك طلبات عدة من المزارعين للحصول على المياه المجددة، بمن فيهم مزارعون لديهم آبار خاصة في حيازاتهم الزراعية، وتعمل المؤسسة على نقل نموذج الأحساء، إلى مختلف مناطق ومحافظات المملكة، من بينها القطيف والرياض والمدينة المنورة، بهدف رفع كفاءة الري للمزارعين داخل حيازاتهم الزراعية.

الاتصال الموحد

أعلن آل الشيخ مبارك، انطلاق أعمال مركز الاتصال الموحد «باللغتين العربية والإنجليزية»، وذلك سعيًا من المؤسسة للارتقاء بالخدمات المقدمة لعملائها والمستفيدين، وتحقيقًا للتميز الحكومي في تحسين جودة الخدمات الحكومية، وذلك ضمن خطة قطاع التطوير المؤسسي، ولتقديم الخدمات بأعلى المعايير والأنظمة المستخدمة في إدارة علاقات العملاء للرد على الاستفسارات عن خدمات المؤسسة من خلال منصة «ري» الإلكترونية ومتابعة الطلبات وشكاوى العملاء والاستفسارات.

ويهدف المركز لفتح قنوات تواصل جديدة مع العملاء والمستفيدين وتعزيز التواصل لضمان سرعة الاستجابة وتحسين جودة الخدمات المقدمة وذلك بتقديمها لأيام وساعات عمل أكثر، وتقديم خدمة أفضل لإثراء تجربة العميل وتحقيق أعلى نسب رضا للمستفيدين، وفي وقت لاحق سيتم إضافة تقديم خدمات الاستشارات المتعلقة بالري.

بيت زجاجي

دعا آل الشيخ مبارك المزارعين إلى زيارة المزارع «الإرشادية» التابعة للمؤسسة، للاستفادة والاطلاع على نماذج وطرق وأساليب الري المختلفة، والتقنيات الزراعية المتقدمة المختلفة، لتنويع المحاصيل الزراعية لزيادة العائد الاقتصادي من الحيازة الزراعية، والتخلص من المباني العشوائية في بعض الحيازات الزراعية، مستعرضًا استفادة أحد المزارعين من خدمات المؤسسة بتحويل مستودع عشوائي «مخالف» لتعليمات الحفاظ على الواحة إلى موقع زراعي «متقدم» حديث بعد تحويله إلى بيت زجاجي، ينتج أفضل المحاصيل الزراعية.