تمر علينا المقاطع و الصور والرسائل بشكل شبه لحظي، منها المحزن والمضحك والوعظي والاستهزائي ونتنقل بينها بسرعة البرق، ونتتبعها وكأننا مجبرين على تصفيتها ورصدها، كي يهنأ بالنا، ولا شك أن لذلك ضريبة على أذهاننا وأبصارنا ومشاعرنا، فالتأثر اللحظي والتنقل بين عدة انفعالات عاطفية في تلك الثواني والدقائق المعدودة، ليس بالأمر السهل على القدرات الذهنية التي تألف التدريج.
غير أن العادة على تلقي مثل هذه الانفعالات، ينشئ ضرراً اجتماعيا يؤثر على سلوكنا وحياتنا اليومية، تجاه تعاطينا مع المتغيرات التي تحدث في حياتنا «الفعلية».
ففي وقت ليس ببعيد كانت الأخبار لا تشاهد أو تسمع إلا عن طريق التلفاز و الإذاعة، وفي وقت محدد تنشر فيه أهم أحداث الساحة، ثم يذهب المتلقي حاملاً معه الظنون والأسئلة وتحليل الخبر، إلى أن يلتقي بالمذيع في الوقت التالي، أو عبر الصحف الورقية التي تنشر الأخبار في اليوم التالي من وقوعها، ما لم يحدث أمر جلل ليضاف في وقت متأخر قبيل الطباعة.
وفي وقت ليس ببعيد كان الدخول على الفضاء السيبراني كالاستعداد لرحلة سفر، فلابد من تشغيل الجهاز وإعداد الاتصال بالهاتف مروراً بصوت الطنين، الذي يفتح لك العالم على مصراعيه وتخوض غمار هذا الفضاء بحدود رقابية معقولة ومطمئنة نوعاً ما، وتنتهي تلك الرحلة بإطفائك للجهاز أو بانقضاء رصيد الإنترنت، فقبل الدخول لعالم السرعة الجنونية الحالي، كان لهذا البطء في إيصال الخبر أو المعلومة جزء من الأثر الإيجابي على النفس، بتقبلها المتغيرات بشكل تدريجي، كما أن السرعة في نشر الفواجع والمصائب عبر التطبيقات، له أثر سلبي عليها.
نعم للتطبيقات الاجتماعية أثر إيجابي في التواصل وغيره، ولكن مع الأسف أثره السلبي أكبر بين مستخدميه خاصة في مجتمعاتنا، فلو دخلت في أي مجموعة عامة غير متخصصة بشأن معين، رياضي مثلاً او اقتصادي أو غيره، لرأيتهم يتداولون الموضوعات ذاتها بل ويتنافس البعض على حصريات فيها من الشماتة والاستنقاص بالآخرين، ما يجعلك مع الاعتياد على متابعتها متبلد الشعور، بل وكأن بعض من ينشرها يشعر بنشوة الانتصار، كونه لم يكن كهذا الشخص «المنبوذ» الذي في المقطع.
في الحقيقة لا أعتقد أن تلك المجموعات تختلف كثيراً عن المجالس، التي تعج بالسلبية والسوء وهدر الوقت، ولا أدعو لنشر الإيجابية والتفاؤل هنا، بقدر ما أدعو الفعالين في هذه التطبيقات للحد من نشر كل ما ينشر، لهدف المشاركة وإثبات الذات، وأدعو المتلهفين المستقبلين لتلك الرسائل أن يجعلوا لأنفسهم متسعا من الوقت، للرفق بأنفسهم من فوضى السوشيال ميديا، والانقطاع بالحياة الطبيعية التي تتسع لراحة واطمئنان، لن تجدهما عبر مواقع التواصل ومقاطع الواتساب.
غير أن العادة على تلقي مثل هذه الانفعالات، ينشئ ضرراً اجتماعيا يؤثر على سلوكنا وحياتنا اليومية، تجاه تعاطينا مع المتغيرات التي تحدث في حياتنا «الفعلية».
ففي وقت ليس ببعيد كانت الأخبار لا تشاهد أو تسمع إلا عن طريق التلفاز و الإذاعة، وفي وقت محدد تنشر فيه أهم أحداث الساحة، ثم يذهب المتلقي حاملاً معه الظنون والأسئلة وتحليل الخبر، إلى أن يلتقي بالمذيع في الوقت التالي، أو عبر الصحف الورقية التي تنشر الأخبار في اليوم التالي من وقوعها، ما لم يحدث أمر جلل ليضاف في وقت متأخر قبيل الطباعة.
وفي وقت ليس ببعيد كان الدخول على الفضاء السيبراني كالاستعداد لرحلة سفر، فلابد من تشغيل الجهاز وإعداد الاتصال بالهاتف مروراً بصوت الطنين، الذي يفتح لك العالم على مصراعيه وتخوض غمار هذا الفضاء بحدود رقابية معقولة ومطمئنة نوعاً ما، وتنتهي تلك الرحلة بإطفائك للجهاز أو بانقضاء رصيد الإنترنت، فقبل الدخول لعالم السرعة الجنونية الحالي، كان لهذا البطء في إيصال الخبر أو المعلومة جزء من الأثر الإيجابي على النفس، بتقبلها المتغيرات بشكل تدريجي، كما أن السرعة في نشر الفواجع والمصائب عبر التطبيقات، له أثر سلبي عليها.
نعم للتطبيقات الاجتماعية أثر إيجابي في التواصل وغيره، ولكن مع الأسف أثره السلبي أكبر بين مستخدميه خاصة في مجتمعاتنا، فلو دخلت في أي مجموعة عامة غير متخصصة بشأن معين، رياضي مثلاً او اقتصادي أو غيره، لرأيتهم يتداولون الموضوعات ذاتها بل ويتنافس البعض على حصريات فيها من الشماتة والاستنقاص بالآخرين، ما يجعلك مع الاعتياد على متابعتها متبلد الشعور، بل وكأن بعض من ينشرها يشعر بنشوة الانتصار، كونه لم يكن كهذا الشخص «المنبوذ» الذي في المقطع.
في الحقيقة لا أعتقد أن تلك المجموعات تختلف كثيراً عن المجالس، التي تعج بالسلبية والسوء وهدر الوقت، ولا أدعو لنشر الإيجابية والتفاؤل هنا، بقدر ما أدعو الفعالين في هذه التطبيقات للحد من نشر كل ما ينشر، لهدف المشاركة وإثبات الذات، وأدعو المتلهفين المستقبلين لتلك الرسائل أن يجعلوا لأنفسهم متسعا من الوقت، للرفق بأنفسهم من فوضى السوشيال ميديا، والانقطاع بالحياة الطبيعية التي تتسع لراحة واطمئنان، لن تجدهما عبر مواقع التواصل ومقاطع الواتساب.