مع تزايد حالات الطلاق بين الأزواج وتفشي المشاكل الزوجية بشكل ملموس وعلى الأخص تلك التي تتهم فيها الزوجات أزواجهن بالإهمال واللامبالاة والانشغال وغيرها من الاتهامات، بدأت دعوات عدة تطلقها كثير من الزوجات وحتى الفتيات المقبلات على الزواج تأتي تحت شعار «تمتعي بمال الزوج ودعيه لنزواته» وذلك بدل أن يتحول منزل الزوجية إلى ميدان للصراعات والخلافات والمحاسبات.
وترى مقبلات على الزواج أن هذا المبدأ ربما يكون مبررًا لهن للبحث عن أزواج مليئين ماديًا، فإن لم تظفر من الزوج بالمودة، فازت على الأقل بالمال، بدل أن تتحول حياتها إلى سلسلة متصلة من النكد المفضي في النهاية إلى الانفصال فلا تكون قد استمتعت خلال مرحلة قيام الزواج، ولا فازت بما يعوضها بعد الانفصال.
أفضل الخسائر
تقول عبير آل سالم إن «الرجل يملك القوة والمال، لكنه يتحكم في المرأة، ويقيّد حريتها، ويتصرف معها بعنجهية لمجرد كونه رجلا ولمجرد كونها أنثى، ولعل ما يحدث حاليًا من كثرة المشاكل الزوجية وكثرة الانفصالات أوصلنا إلى قناعة بأن كثيرًا من العلاقات الزوجية الآن باتت فاشلة، لهذا، على الأقل تفكر الإناث بالمال، بحيث تستفيد منه خلال قيام الحياة الزوجية فتستمتع بحياتها عبره، بدل أن نخسر خلاله الراحة والسعادة، فلا تخرج بقيود الزواج وقيود الحرمان».
وتضيف «عيوب الرجال أصبحت كثيرة، فبعضهم يلقي بكامل أعباء المسؤولية على الزوجة، وينشغل إما بعمله إن كان محبًا له ويهملها أو يقضي لياليه مع أصدقائه، أو ينشغل عنها وعن بيته بملهياته، وحين لا تأتي محاولات التفاهم بنتيجة لن يكون أمام الزوجة إلا أن تلقي بكل هذا جانبًا وأن تستمتع بالمال الذي يوفره الزوج فتشتري حليًا ولباسًا وسيارة وتسافر وتدعو صديقاتها على مطعم أو ترفيه أو ما شاءت طالما أن المال موجود».
وتتفق معها في الرأي صديقتها منال المحمد، التي تقول «على الفتاة اليوم أن تفكر بالمادة، وأن تبحث عما يؤمن مستقبلها، فإن كان الزوج ينفق عليها وعلى بيتها وأولادها ويشتري لها سيارة فاخرة أو مجوهرات ويسمح لها بالسفر معه أو الخروج مع صديقاتها، فهذا هو المطلوب، فلتستمتع ولتترك المحاسبة والجدل وحتى الغيرة».
لا للاستغلال
مقابل الترويج لتلك الفكرة، يرى بعض الرجال أن الزواج إذا ما قام على الجانب المصلحي المادي خرج من مفهومه، ويقول خالد مهدي «المودة هي أساس الزواج، وإحساس الزوج أن كل همّ الزوجة هو الحصول على المال سيقود إلى نهاية حتمية لهذا الزواج، حتى لو كان الزوج ثريًا ويستطيع أن يوفر لزوجته كل ما تتمناه، فليس من المقبول مطلقا أن يشعر الرجل أنه محل استغلال».
ويرفض كثير من الرجال ذلك الترويج لفكرة «استمتعي بالمال ودعيه لنزواته»، موضحين أن هذه فكرة مادية بحتة، وهي غير مرحب بها، وأنه على المتزوجة القبول بما تراه عيبًا في الزوج وأن تعمل على تغيير ذلك للأفضل، أما انصرافها عن الزوج لتعيش مع الصديقات، أو تكثر من المطالب، فتلك مسائل مرفوضة حسب هؤلاء؛ لأن الزواج الذي يعتمد على سلب المال لا يدوم.
ويقول سامي البراك إنه «هناك بعض الفتيات يفضلن المال والارتباط بالرجل الغني ولو كان سيئ السلوك والصفات تحت ذريعة أن ماله يغطي عيوبه، أما كما يقول المثل المصري الدارج «الراجل ما يعيبوش إلا جيبه»، وهذا كلام لا يبرر الزواج على هذا الأساس، لأن المال لن يحقق السعادة، بل لا بد من توافر المودة والرحمة لقيام الزواج».
لمن الأولوية
تبين أخصائية تنمية الذات والعلاقات الأسرية سامية كمال أن «العلاقة الزوجية التي تبنى على فراغ روحي، وتخلو من الاحترام، هي علاقة قد لا تدوم، وقد تقود إلى الطلاق، وعلى الزوجة أن تبذل جهدًا كبيرًا في سبيل تقويم شخصية الزوج حتى يستطيعان بناء أسرة وأبناء جيدين. كما أن الرجل يجب ألا يرى أن غناه وماله كافيان، فلا يهم سلوكه وتصرفاه، بل عليه أن يحترم ذاته وأهله، وأن يؤمن في بيته حياة قائمة على الحب والاحترام».
وتضيف «العلاقة الزوجية التي تخلو من مشاعر الحب وتحمل المسؤولية لن تستمر، فالزوجة حين تنضج وتكبر سترى أنها فرطت في سنوات عمرها وعمر أطفالها بين المال والمجوهرات والسيارات والقصور، بينما لم تحقق ذاتها كزوجة صبورة وأم واعية، لكن إذا كان القاسم المشترك هو المال وليس الحب، وإذا كان المال مقدمًا على كل الخيارات الأخرى فهو أمر غير مقبول».
الركيزة الأساسية
ترى الأخصائية النفسية نجلاء البريثن أن «الركيزة الأساسية في الحياة الزوجية هي الاستقرار، وعند فقدانه خصوصًا حين يكون الزوج مهملًا لزوجته، وحين تكون قد حاولت إصلاحه لكنها فشلت، فإننا يجب أن ننظر إلى عدة أمور:
أولًا وهذا الأهم، هل إهماله ناجم عن إشكاليات أخلاقية مثل تعاطي المخدرات أو العلاقات المحرمة وغيرها، وهنا حتى وإن كان لديها أطفال فمن وجهة نظري إذا لم ينصلح الحال، فالانفصال أفضل لها.
ثانيًا، إن كان إهماله بسبب انشغاله في أعماله وما إلى ذلك، فهنا عليها تحمل الوضع وتكمل حياتها معه لأن هذا مؤقت، وسيزول لاحقًا.
ثالثًا، إن كان إهماله لأسباب أخرى، ولديها أطفال فلها الخيار، إن كانت تستطيع التحمل والعيش معه ومع أطفالها وعدم تشتيتهم فهذا الأفضل، وإن لم تستطع فعليها أن تنفصل.
الحياة الزوجية تشهد كثيرًا جمود المشاعر والإهمال والانفصال العاطفي والمشكلات، وهي مثل قارب في البحر، مرة في ارتفاع وأخرى في انخفاض، لكن حين تتكسر المجاديف من شدة الموج تصبح قيادة القارب مستحيلة، ولا بد أن نفهم أن كل حياة تختلف عن الأخرى، وأن الطبائع تختلف وتتفاوت، فهناك من يضحي وهناك من لا يهتم».
وترى مقبلات على الزواج أن هذا المبدأ ربما يكون مبررًا لهن للبحث عن أزواج مليئين ماديًا، فإن لم تظفر من الزوج بالمودة، فازت على الأقل بالمال، بدل أن تتحول حياتها إلى سلسلة متصلة من النكد المفضي في النهاية إلى الانفصال فلا تكون قد استمتعت خلال مرحلة قيام الزواج، ولا فازت بما يعوضها بعد الانفصال.
أفضل الخسائر
تقول عبير آل سالم إن «الرجل يملك القوة والمال، لكنه يتحكم في المرأة، ويقيّد حريتها، ويتصرف معها بعنجهية لمجرد كونه رجلا ولمجرد كونها أنثى، ولعل ما يحدث حاليًا من كثرة المشاكل الزوجية وكثرة الانفصالات أوصلنا إلى قناعة بأن كثيرًا من العلاقات الزوجية الآن باتت فاشلة، لهذا، على الأقل تفكر الإناث بالمال، بحيث تستفيد منه خلال قيام الحياة الزوجية فتستمتع بحياتها عبره، بدل أن نخسر خلاله الراحة والسعادة، فلا تخرج بقيود الزواج وقيود الحرمان».
وتضيف «عيوب الرجال أصبحت كثيرة، فبعضهم يلقي بكامل أعباء المسؤولية على الزوجة، وينشغل إما بعمله إن كان محبًا له ويهملها أو يقضي لياليه مع أصدقائه، أو ينشغل عنها وعن بيته بملهياته، وحين لا تأتي محاولات التفاهم بنتيجة لن يكون أمام الزوجة إلا أن تلقي بكل هذا جانبًا وأن تستمتع بالمال الذي يوفره الزوج فتشتري حليًا ولباسًا وسيارة وتسافر وتدعو صديقاتها على مطعم أو ترفيه أو ما شاءت طالما أن المال موجود».
وتتفق معها في الرأي صديقتها منال المحمد، التي تقول «على الفتاة اليوم أن تفكر بالمادة، وأن تبحث عما يؤمن مستقبلها، فإن كان الزوج ينفق عليها وعلى بيتها وأولادها ويشتري لها سيارة فاخرة أو مجوهرات ويسمح لها بالسفر معه أو الخروج مع صديقاتها، فهذا هو المطلوب، فلتستمتع ولتترك المحاسبة والجدل وحتى الغيرة».
لا للاستغلال
مقابل الترويج لتلك الفكرة، يرى بعض الرجال أن الزواج إذا ما قام على الجانب المصلحي المادي خرج من مفهومه، ويقول خالد مهدي «المودة هي أساس الزواج، وإحساس الزوج أن كل همّ الزوجة هو الحصول على المال سيقود إلى نهاية حتمية لهذا الزواج، حتى لو كان الزوج ثريًا ويستطيع أن يوفر لزوجته كل ما تتمناه، فليس من المقبول مطلقا أن يشعر الرجل أنه محل استغلال».
ويرفض كثير من الرجال ذلك الترويج لفكرة «استمتعي بالمال ودعيه لنزواته»، موضحين أن هذه فكرة مادية بحتة، وهي غير مرحب بها، وأنه على المتزوجة القبول بما تراه عيبًا في الزوج وأن تعمل على تغيير ذلك للأفضل، أما انصرافها عن الزوج لتعيش مع الصديقات، أو تكثر من المطالب، فتلك مسائل مرفوضة حسب هؤلاء؛ لأن الزواج الذي يعتمد على سلب المال لا يدوم.
ويقول سامي البراك إنه «هناك بعض الفتيات يفضلن المال والارتباط بالرجل الغني ولو كان سيئ السلوك والصفات تحت ذريعة أن ماله يغطي عيوبه، أما كما يقول المثل المصري الدارج «الراجل ما يعيبوش إلا جيبه»، وهذا كلام لا يبرر الزواج على هذا الأساس، لأن المال لن يحقق السعادة، بل لا بد من توافر المودة والرحمة لقيام الزواج».
لمن الأولوية
تبين أخصائية تنمية الذات والعلاقات الأسرية سامية كمال أن «العلاقة الزوجية التي تبنى على فراغ روحي، وتخلو من الاحترام، هي علاقة قد لا تدوم، وقد تقود إلى الطلاق، وعلى الزوجة أن تبذل جهدًا كبيرًا في سبيل تقويم شخصية الزوج حتى يستطيعان بناء أسرة وأبناء جيدين. كما أن الرجل يجب ألا يرى أن غناه وماله كافيان، فلا يهم سلوكه وتصرفاه، بل عليه أن يحترم ذاته وأهله، وأن يؤمن في بيته حياة قائمة على الحب والاحترام».
وتضيف «العلاقة الزوجية التي تخلو من مشاعر الحب وتحمل المسؤولية لن تستمر، فالزوجة حين تنضج وتكبر سترى أنها فرطت في سنوات عمرها وعمر أطفالها بين المال والمجوهرات والسيارات والقصور، بينما لم تحقق ذاتها كزوجة صبورة وأم واعية، لكن إذا كان القاسم المشترك هو المال وليس الحب، وإذا كان المال مقدمًا على كل الخيارات الأخرى فهو أمر غير مقبول».
الركيزة الأساسية
ترى الأخصائية النفسية نجلاء البريثن أن «الركيزة الأساسية في الحياة الزوجية هي الاستقرار، وعند فقدانه خصوصًا حين يكون الزوج مهملًا لزوجته، وحين تكون قد حاولت إصلاحه لكنها فشلت، فإننا يجب أن ننظر إلى عدة أمور:
أولًا وهذا الأهم، هل إهماله ناجم عن إشكاليات أخلاقية مثل تعاطي المخدرات أو العلاقات المحرمة وغيرها، وهنا حتى وإن كان لديها أطفال فمن وجهة نظري إذا لم ينصلح الحال، فالانفصال أفضل لها.
ثانيًا، إن كان إهماله بسبب انشغاله في أعماله وما إلى ذلك، فهنا عليها تحمل الوضع وتكمل حياتها معه لأن هذا مؤقت، وسيزول لاحقًا.
ثالثًا، إن كان إهماله لأسباب أخرى، ولديها أطفال فلها الخيار، إن كانت تستطيع التحمل والعيش معه ومع أطفالها وعدم تشتيتهم فهذا الأفضل، وإن لم تستطع فعليها أن تنفصل.
الحياة الزوجية تشهد كثيرًا جمود المشاعر والإهمال والانفصال العاطفي والمشكلات، وهي مثل قارب في البحر، مرة في ارتفاع وأخرى في انخفاض، لكن حين تتكسر المجاديف من شدة الموج تصبح قيادة القارب مستحيلة، ولا بد أن نفهم أن كل حياة تختلف عن الأخرى، وأن الطبائع تختلف وتتفاوت، فهناك من يضحي وهناك من لا يهتم».