أن تسير وحيدا مسافات طويلة، فأنت معرض للسقوط نتيجة الإجهاد، لكن أن تسير وأنت تحمل فوق رأسك حقيبة أو قارورة ماء دون سقوطها، فأنت عرضة لاستغراب الناس وعجبهم، وعرضة كذلك لوقع نظراتهم التي تراقب خطواتك، لكن النساء، وعلى الأخص الكبيرات منهن، وممن يقطن المناطق الريفية النائية على وجه التحديد، دون أن يعني ذلك أن نساء المدينة بعيدات عن الأمر، تفردن بقدرتهن اللافتة على حمل تلك الأوزان فوق رؤوسهن، وتميزن أكثر بقدرتهن على التحكم بسيرهن والتوازن فيه على الرغم من وطأة الوزن الثقيل الذي يحملنه.
ولا تبدو تلك القدرة الخاصة بالنساء حكرا على نساء مجتمع بعينه، بل تبدو هذه القدرة الممتدة بعيدا في التاريخ بلا جنسية محددة، وإن كانت صور الدراما والكتب والوثائق التاريخية قد نقلت لنا على وجه الخصوص أن نساء مصر والهند، وربما بعض بلاد الشام والعراق، بالإضافة للإفريقيات، قد عرفن بهذه المقدرة، بينما توارثتها سيدات سعوديات في بعض مناطق المملكة، على الأخص عند التسوق.
تفوق على الرجال
امتازت النساء بقدرتهن على السير بأوزان ثقيلة على رؤوسهن حتى دون الحاجة لاستخدام أذرعتهن في حفظ توازن الثقل الذي يحملنه على رؤوسهن، حيث تشهد الأسواق والطرقات على قدرتهن على حمل أمتعتهن على رؤوسهن دون الاكتراث لمخاطر ضغط الوزن على الرأس.
ورصدت «الوطن»، في جولة ميدانية لها في ساحات وطرقات الحرم المكي، سيدات يحملن حقائب ثقيلة فوق رؤوسهن، ويسرن بها مسافات طويلة دون أن يشتكين من التعب أو يخشين السقوط.
مسميات مختلفة
عادة ما تستخدم النساء قطعة من القماش يتم لفها ووضعها فوق قمة الرأس، لتساعد على توازن الثقل الذي يحملنه فوق رؤوسهن.
وتعددت مسميات تلك القماشات الواقية قمة الرأس، والمحافظة على توازن الحمل، حيث تسمى «كوارة، ووقات، ومحورة، والحواية، وحصرة، ووطى، ووقاية، والطارة» وغيرها.
وتشبه قطعة القماش التي توضع على رأس المرأة لتسهل عليها الحمل العقال الصوفي الصغير، وسميت «وقات» بهذا الاسم، لأنها تقي الرأس من قوة ضغط الحمل الموضوع فوق الرأس.
وبدا حمل تلك الأوزان مهنة أو حتى مسألة معتادة من قِبل النساء عبر الأزمنة، حيث يعتمدن على أنفسهن في حملها دون مساعدة الرجال أو الأبناء، ويمكنهن أن يؤدين أعمالا أخرى أو حتى يحملن وزنا إضافيا بإحدى اليدين أو كلتيهما على الرغم من وجود حمل فوق رؤوسهن.
أمر مألوف
تؤكد السيدة مريم إبراهيم لــ«الوطن» أن حمل القدور والحقائب ورزم الثياب على الرأس دون إمساكها بالأيدي يعد أمرا مألوفا لدى المرأة منذ القدم، حيث اعتادت النساء قديما استخدام قطعة قماش مثل العقال في تخفيف ألم حمل القدر المملوء بالماء على الرأس.
وكانت النساء يستخدمن هذه التقنية عند تعبئة القدور بالماء، حيث لم تكن خزانات المياه الأرضية أو حتى العلوية، ولا شبكات المياه متوافرة سابقا.
وتشير «مريم» إلى أنها ورثت هذه التقنية من والدتها منذ نحو 60 عاما، قبل أن تتوقف حاليا، لتقدمها في السن.
عادة مصرية
تؤكد الحاجة ليلى، وهي سيدة مصرية، لــ«الوطن» أن نساء مصر عرفن هذه العادة منذ القدم، خصوصا نساء الريف المصري، وما زلن يتوارثن هذه العادة حتى الآن. وقالت: «تحمل المرأة المصرية ما نسميه «زلعة» أو «بلاص»، ويكون تحتها ما يسمى «الحواية»، وهي قطعة قماش كبيرة تجدل دائريا، وتوضع على الرأس، لحمل الزلعة عليها، وهي تحقق التوازن وتخفف الأحمال»، مؤكدة أنها تعتمد على نفسها في حمل أمتعتها على الرأس، ذهابا وإيابا، إلى الحرم المكي دون أن تكترث لنظرات المارة الذين غالبا ما يبادرون للابتسام حين يرونها سائرة بوزن فوق رأسها
تحكم شخصي
يرى محمد باجعفر أن حمل الأنشطة والأمتعة على الرأس أمر مألوف لدى النساء أكثر منه لدى الرجال، حيث اشتهرت به النساء منذ القدم نتيجة نجاحهن في التحكم بالوزن الذي يحملنه فوق رؤوسهن، مبينا ـ وهو رجل متقدم في السن ـ أن منظر النساء اللواتي يحملن أوزانا كبيرة فوق رؤوسهن يبدو معتادا ومألوفا على الأخص في الأسواق الشعبية حاليا.
ولا تبدو تلك القدرة الخاصة بالنساء حكرا على نساء مجتمع بعينه، بل تبدو هذه القدرة الممتدة بعيدا في التاريخ بلا جنسية محددة، وإن كانت صور الدراما والكتب والوثائق التاريخية قد نقلت لنا على وجه الخصوص أن نساء مصر والهند، وربما بعض بلاد الشام والعراق، بالإضافة للإفريقيات، قد عرفن بهذه المقدرة، بينما توارثتها سيدات سعوديات في بعض مناطق المملكة، على الأخص عند التسوق.
تفوق على الرجال
امتازت النساء بقدرتهن على السير بأوزان ثقيلة على رؤوسهن حتى دون الحاجة لاستخدام أذرعتهن في حفظ توازن الثقل الذي يحملنه على رؤوسهن، حيث تشهد الأسواق والطرقات على قدرتهن على حمل أمتعتهن على رؤوسهن دون الاكتراث لمخاطر ضغط الوزن على الرأس.
ورصدت «الوطن»، في جولة ميدانية لها في ساحات وطرقات الحرم المكي، سيدات يحملن حقائب ثقيلة فوق رؤوسهن، ويسرن بها مسافات طويلة دون أن يشتكين من التعب أو يخشين السقوط.
مسميات مختلفة
عادة ما تستخدم النساء قطعة من القماش يتم لفها ووضعها فوق قمة الرأس، لتساعد على توازن الثقل الذي يحملنه فوق رؤوسهن.
وتعددت مسميات تلك القماشات الواقية قمة الرأس، والمحافظة على توازن الحمل، حيث تسمى «كوارة، ووقات، ومحورة، والحواية، وحصرة، ووطى، ووقاية، والطارة» وغيرها.
وتشبه قطعة القماش التي توضع على رأس المرأة لتسهل عليها الحمل العقال الصوفي الصغير، وسميت «وقات» بهذا الاسم، لأنها تقي الرأس من قوة ضغط الحمل الموضوع فوق الرأس.
وبدا حمل تلك الأوزان مهنة أو حتى مسألة معتادة من قِبل النساء عبر الأزمنة، حيث يعتمدن على أنفسهن في حملها دون مساعدة الرجال أو الأبناء، ويمكنهن أن يؤدين أعمالا أخرى أو حتى يحملن وزنا إضافيا بإحدى اليدين أو كلتيهما على الرغم من وجود حمل فوق رؤوسهن.
أمر مألوف
تؤكد السيدة مريم إبراهيم لــ«الوطن» أن حمل القدور والحقائب ورزم الثياب على الرأس دون إمساكها بالأيدي يعد أمرا مألوفا لدى المرأة منذ القدم، حيث اعتادت النساء قديما استخدام قطعة قماش مثل العقال في تخفيف ألم حمل القدر المملوء بالماء على الرأس.
وكانت النساء يستخدمن هذه التقنية عند تعبئة القدور بالماء، حيث لم تكن خزانات المياه الأرضية أو حتى العلوية، ولا شبكات المياه متوافرة سابقا.
وتشير «مريم» إلى أنها ورثت هذه التقنية من والدتها منذ نحو 60 عاما، قبل أن تتوقف حاليا، لتقدمها في السن.
عادة مصرية
تؤكد الحاجة ليلى، وهي سيدة مصرية، لــ«الوطن» أن نساء مصر عرفن هذه العادة منذ القدم، خصوصا نساء الريف المصري، وما زلن يتوارثن هذه العادة حتى الآن. وقالت: «تحمل المرأة المصرية ما نسميه «زلعة» أو «بلاص»، ويكون تحتها ما يسمى «الحواية»، وهي قطعة قماش كبيرة تجدل دائريا، وتوضع على الرأس، لحمل الزلعة عليها، وهي تحقق التوازن وتخفف الأحمال»، مؤكدة أنها تعتمد على نفسها في حمل أمتعتها على الرأس، ذهابا وإيابا، إلى الحرم المكي دون أن تكترث لنظرات المارة الذين غالبا ما يبادرون للابتسام حين يرونها سائرة بوزن فوق رأسها
تحكم شخصي
يرى محمد باجعفر أن حمل الأنشطة والأمتعة على الرأس أمر مألوف لدى النساء أكثر منه لدى الرجال، حيث اشتهرت به النساء منذ القدم نتيجة نجاحهن في التحكم بالوزن الذي يحملنه فوق رؤوسهن، مبينا ـ وهو رجل متقدم في السن ـ أن منظر النساء اللواتي يحملن أوزانا كبيرة فوق رؤوسهن يبدو معتادا ومألوفا على الأخص في الأسواق الشعبية حاليا.