ثار جدل في الأوساط العلمية حول التأثير الفعلي والأضرار لتعاطي المخدرات الرقمية، المعروفة باسم (Digital drugs) أو(binaural beats)، عبر سلسلة من الملفات الصوتية، تؤدي إلى إحداث آثار الهلوسة، أو تعديل الحالات المزاجية والعاطفية والبيولوجية لدى من يستمع لها، والدخول في حال تتشابه مع الحالات التي يحدثها تعاطي المخدرات الواقعية!
وتعرف المخدرات الرقمية بأنها ترددات صوتية مماثلة تقريبا، أي أن الترددات التي يُستمع إليها في الأذن اليمنى تختلف عنها في الأذن اليسرى بعدد قليل من موجات التردد- الهيرتز).
ويتم الاستماع لتلك الترددات عبر سماعات الأذن أو مكبرات الصوت، ويتولى الدماغ دمج الإشارتين، ما ينتج إحساسا بصوت ثالث يدعى binaural beat، فقد يكون تردد أمواج الصوت في الإذن اليسرى 100 هيرتز، وفي اليمنى 107 هيرتز، فيدمج الدماغ موجة تردد أخرى ذات 7 هيرتز، ويتم من خلالها إحداث تغييرات في نشاط الموجات الدماغية.
يجب أن يكون الفرق في الترددات بين الأذنين أقل من 30 هيرتز، للحصول على أفضل نتيجة، وإلا سيتم سماع كل من النغمتين على حدة من دون إدراك الدماغ لأي منهما، ومن دون التأثير عليه.
يعمل النشاط العصبي مع وجود ترددات مختلفة تسمع عبر الأذن اليسرى واليمنى، وتفاعلها مع مسارات الدماغ السمعية المركزية، على توليد نبضات تعدل الأنشطة في الفص الصدغي الأيسر، ما يخلق أوهاما لدى المستمع لهذه الموسيقى، ويتم تسجيل نشاط الدماغ عند الاستماع إلى هذه الموسيقى من خلال مراقبة فروة الرأس.
ويذكر موقع binauralbrains، أن تلك الترددات تتطلب قدرا من التركيز يؤدي إلى زيادة فعالية تلك الموسيقى، وبسبب تنوع هذه الموسيقى، فإن تأثيرها يختلف، فمنها ما يساعد على الاسترخاء، ومنها ما يحرر من الألم.
ويلجأ كثيرون إلى هذه «المخدرات الإلكترونية»، لتحسين المزاج وزيادة السعادة، أو الشعور بالثمل من دون تناول الكحول ومن دون الإحساس بصداع، أو لتحسين مهارات التصور والتخيل، أو لزيادة الثقة والتخلص من المثبطات.
خطر فسيولوجي
يرى بعضهم أن خطر المخدرات الإلكترونية الفسيولوجي أشد من خطر المخدرات التقليدية، لتأثيرها المضاعف على الوظائف الدماغية، الذي قد يؤدي إلى تلف الدماغ، ما ينتج منه الموت، في حين يرى آخرون أن مضار المخدرات الرقمية ليست جسمية كالمخدرات التقليدية، لأن هذه المخدرات لا تحوي مواد كيميائية تؤثر فسيولوجياً على الجسم، وإنما يرون أن التأثير يقتصر على الناحية النفسية فقط.
وتجمع الآراء كلها على تأثير المخدرات الرقمية الضارة بالجهاز السمعي ووظيفة التوازن في القناة السمعية، وبعض الوظائف الدماغية المرتبطة بالاستثارة المفرطة للخلايا العصبية الدماغية والجهاز السمبثاوي والغدة النخامية.
وفي هذا الإطار اكتشف العالم الصيني «زهاو» تغيرات مورفولوجية لدى مستخدمي الشبكة الرقمية في استخدام هذا النوع من المخدرات بشكل دائم، إذ أثبت وجود خلل في المادة البيضاء وضمور في المادة الرمادية داخل الدماغ قد تصل من 10 ـ 20%، ولاحظ الباحث الأمريكي جاري صامويل تغيراً في أدمغة مستخدمي ومدمني الشبكات الرقمية الذين يفرطون في تعاطى المخدر الرقمي.
تأثير متماثل
يقول دكتور التنمية البشرية محمد فتحي عجينة عن تأثير المخدرات الرقمية، إنها «لا تقل عن تأثير المخدرات التقليدية، بل تأثيراتها السلبية بعد سماع الموسيقى يمثل خطرا كبيرا عن المخدرات التقليدية، فتُدخل المتعاطي في حالة مضطربة من ردود الفعل، فقد يصرخ الشخص أو يهلوس أو يعاني تشنجات لا إرادية في العضلات، إذ تؤدي هذه الذبذبات إلى الخداع العقلي، فيحاول المخ فهم وبرمجة هذه العمليات التي تؤدي في النهاية إلى الشعور بالسعادة والنشوة، مثل مدمني المخدرات الواقعية تماماً».
وأضاف، «تتمثل أضرارها بعدد من الأعراض، منها الإغماء، والارتجاف، والشرود الذهني، والصداع، ونوبات القلق، ونوبات الصرع، والانفصال عن الواقع، وانخفاض التركيز، ووجود ألم شديد في الأذنين والرأس، فضلا عن الإدمان النفسي وأضرار أخرى للجهاز السمعي».
النقر بالأذنين
يشير الدكتور عجينة إلى أن المخدرات الرقمية نشأت على أساس تقنية قديمة تسمى «النقر بالأذنين»، وقال، «يحاول الدماغ جاهداً أن يوحد بين الترددين المختلفين للحصول على مستوى واحد للصوتين، وهذا الأمر يجعله في حالة غير مستقرة، على مستوى الإشارات الكهربائية العصبية التي يرسلها، وتم استخدامها في البداية في بعض الحالات التي ترفض العلاج الدوائي، ولهذا عولجت بتذبذبات تفرز مواد منشطة للمزاج، كما أنها استخدمت في بعض الأحوال التي تحتاج إلى الاسترخاء وتخفيف الضغط والتوتر والقلق».
واكتشفت المخدرات الرقمية لأول مرة عام 1839، من قبل الفيزيائي هينريش دوف، واستخدمت بداية لأهداف علاجية عدة، عبر تحفيز الغدة النخامية في الجسم، عن طريق الاستماع إلى هذه الموسيقى، من أجل زيادة إنتاج هرمون السعادة مثل الدوبامين.
1500 هيرتز «تعمل دماغ»
توضح أستاذة المناهج وطرق تدريس التربية الموسيقية، وكيل كلية التربية النوعية لخدمة المجتمع وتنمية البيئة، الدكتورة بدرية حسن تكوين الموسيقى المخدرة وآلية عملها، وتقول إن «تكوين الموسيقى المخدرة وكيفية عملها تعتمد في الغالب على ميل الأشخاص إلى الاستماع للموسيقى بحسب حالتهم النفسية، فإذا كان المرء فى حالة حزن استمع لموسيقى تتماشى مع حزنه والعكس، إلى أن تطور الأمر إلى استخدام التقنية في الموسيقى، فنتج منها بعض أنواع يقال عنها بالمعنى الدارج بين الشباب موسيقى «تعمل دماغ»، التي تم تصنيفها باسم «المخدرات الرقمية» أو «الموسيقي المخدرة»، إذ تعتمد في تأليفها على استخدام ذبذباتها وترددات بطريقة معينة، ويتم الاستماع إليها من خلال سماعات الأذن الخاصة، وتبث ترددات معينة في الأذن اليمنى، وترددات أقل في الأذن اليسرى بقوة صوت أقل من 1000 إلى 1500 هيرتز».
وتشرح الدكتور بدرية مراحل تأثير تلك الموسيقى على المستمع، وتقول «عند الاستماع لهذه الترددات تبدأ في سحب تركيز الفرد، ثم يبدأ مفعولها بالتأثير في المخ، حتى تسيطر عليه سيطرة كاملة، وتدخله في حالة من الاسترخاء والنشوة، فتأخذه إلى عالم عميق مختلف عما يحيط به ويعيش فيه واقعيا، ثم ينفصل تماماً عن المحيطين، ويعيش في عالم مختلف عن عالمة الحقيقي، ولا يكتفي بذلك، بل يمتد التأثير عليه في اليقظة، فيظهر ذلك في الشرود الذهني، والعزلة عن المحيطين به، والعصبية التي تظهر في سلوكه».
ليس لها أثر مادي
أسهم رواج هذا النوع من الموسيقى عبر الإنترنت بانتشارها بين مجموعات كبيرة من الشباب، فقد تم تسجیل حالات إدمان المخدرات الرقمیة في جمیع دول العالم الغربي والعربي.
عربيا انتشرت هذه المخدرات في عدد من الدول فيما لم تسجل في المملكة أي حالة إدمان رقمي رسميا، ولكنها سجلت في مصر، والجزائر، ولبنان، والأردن، والمغرب، والإمارات والكویت، والبحرین، وتصدت لها الحكومات وخضعت حالات عدة للعلاج منها في أكثر من دولة.
وفي تتبعنا للأمر، أفادت مكافحة المخدرات السعودية بعدم تسجيل أي حالة للإدمان الرقمي في السعودية، وأن الأمر لا يتعدى حدود شبكة الإنترنت من دون أثر في الواقع.
محاكاة لتأثير المخدرات
تتوفر المخدرات الرقمية في مواقع تروجها بأسعار وجرعات عدة، حسب الشعور المطلوب الحصول عليه، فهناك ملفات قصيرة مدتها ربع ساعة، ويصل أحيانا إلى ساعة، وهناك بعض الجرعات تتطلب الاستماع إلى ملفات كثيرة تمت هندستها للاستماع إليها وفق ترتيب معين، حتى تصل إلى الشعور المطلوب، وبحسب متحدث باسم موقع، فإن الجرعات التي يقدمها الموقع تعمل على محاكاة تأثير التجربة نفسها في العالم الواقعي، ويقصد هنا المخدرات الحقيقية.
أنواع المخدرات الرقمية
يحدد الخبراء 6 أنواع للمخدرات الرقمية، ظهرت الآن بأنواع وتأثيرات مختلفة، بعد أن تم تداولها بين الشباب، وكل نوع من أنواعها، يستهدف نمطاً معيناً من النشاط الدماغي، ويتعلق الأمر بمدة التعرض والظروف المواتية له، وأحياناً يستعان بالبصر لزيادة حفز الدماغ.
دور الآباء في المراقبة
يكشف الدكتور محمد عجينة عن الإشارات التي يمكن من خلالها معرفة إن كان الأبناء يستمعون لهذه المقاطع أم لا، حتى ينتبه الآباء لذلك، ويقول «يقوم المتعاطي بإغلاق الأدوات الكهربائية لعدم التشويش، وإغماض العينين، وتقليل إضاءة الغرفة، وإشاعة جو من الاسترخاء الكامل لتلقي الجرعة الموسيقية».
ويطرح الأخصائي النفسي، المستشار الأسري الدكتور نهاد الإمام أسباب ودوافع الشباب للإقبال عليها «أسباب عدة وراء إقبال الشباب على تعاطي المخدرات الرقمية بغض النظر عن مستوى تأثيرها منها ضعف وانعدام التواصل والحوار داخل الأسرة مما يزيد ساعات المكوث على المواقع الإلكترونية، إلى جانب عدم وجود الثقافة الوقائية لهذه الكارثة الاجتماعية التي تمتد من دون أن نشعر، ولا شك في أن البعد عن القيم والأخلاق وفهم تعاليم الدين بشكل ناقص وهذا دور رب الأسرة الذي يعد إماما على أسرته».
أنواع للمخدرات الرقمية
(موجات الكحول)
تهدف هذه المقطوعة إلى منح المتعاطي تأثيراً بالهدوء والاسترخاء يشبه تأثير تناول الكحول
(موجات الأفيون)
تعمل على منح المتعاطي النشوة والسعادة والنعاس ومحاكاة التأثير الحقيقي لمخدر الأفيون
(موجات الماريجوانا)
تعمل على تهدئة وظائف الجسم ومنح المتعاطي إحساساً بشعور يشبه تدخين نبات الماريجوانا، والدخول في حالة من النشوة والهدوء.
أنواع من المخدرات الرقمية الأشد خطرا
(موجات الكوكايين)
مقطوعة تحمل نغمات منشطة للجهاز العصبي، تعطي إحساسا يشبه تعاطي الكوكايين نفسه، وتولد شعوراً بالطاقة والنشاط.
(موجات جنسية)
تمنح المتعاطي شعوراً بالنشوة الجنسية، يماثل ممارسة العملية الجنسية والوصول إلى ذروة اللذة.
(موجات الترفيه)
تمنح المتعاطي شعوراً بالترفيه والسعادة، كما لو أنه يعيش حالة من الراحة والسرور.
أضرار للمخدرات الرقمية
ـ الإغماء
ـ الارتجاف
ـ الشرود الذهني
ـ الصداع
ـ نوبات القلق
ـ نوبات الصرع
ـ الانفصال عن الواقع
ـ انخفاض التركيز
ـ ألم شديد فى الأذنين والرأس
ـ الإدمان النفسي
ـ أضرار للجهاز السمعي
وتعرف المخدرات الرقمية بأنها ترددات صوتية مماثلة تقريبا، أي أن الترددات التي يُستمع إليها في الأذن اليمنى تختلف عنها في الأذن اليسرى بعدد قليل من موجات التردد- الهيرتز).
ويتم الاستماع لتلك الترددات عبر سماعات الأذن أو مكبرات الصوت، ويتولى الدماغ دمج الإشارتين، ما ينتج إحساسا بصوت ثالث يدعى binaural beat، فقد يكون تردد أمواج الصوت في الإذن اليسرى 100 هيرتز، وفي اليمنى 107 هيرتز، فيدمج الدماغ موجة تردد أخرى ذات 7 هيرتز، ويتم من خلالها إحداث تغييرات في نشاط الموجات الدماغية.
يجب أن يكون الفرق في الترددات بين الأذنين أقل من 30 هيرتز، للحصول على أفضل نتيجة، وإلا سيتم سماع كل من النغمتين على حدة من دون إدراك الدماغ لأي منهما، ومن دون التأثير عليه.
يعمل النشاط العصبي مع وجود ترددات مختلفة تسمع عبر الأذن اليسرى واليمنى، وتفاعلها مع مسارات الدماغ السمعية المركزية، على توليد نبضات تعدل الأنشطة في الفص الصدغي الأيسر، ما يخلق أوهاما لدى المستمع لهذه الموسيقى، ويتم تسجيل نشاط الدماغ عند الاستماع إلى هذه الموسيقى من خلال مراقبة فروة الرأس.
ويذكر موقع binauralbrains، أن تلك الترددات تتطلب قدرا من التركيز يؤدي إلى زيادة فعالية تلك الموسيقى، وبسبب تنوع هذه الموسيقى، فإن تأثيرها يختلف، فمنها ما يساعد على الاسترخاء، ومنها ما يحرر من الألم.
ويلجأ كثيرون إلى هذه «المخدرات الإلكترونية»، لتحسين المزاج وزيادة السعادة، أو الشعور بالثمل من دون تناول الكحول ومن دون الإحساس بصداع، أو لتحسين مهارات التصور والتخيل، أو لزيادة الثقة والتخلص من المثبطات.
خطر فسيولوجي
يرى بعضهم أن خطر المخدرات الإلكترونية الفسيولوجي أشد من خطر المخدرات التقليدية، لتأثيرها المضاعف على الوظائف الدماغية، الذي قد يؤدي إلى تلف الدماغ، ما ينتج منه الموت، في حين يرى آخرون أن مضار المخدرات الرقمية ليست جسمية كالمخدرات التقليدية، لأن هذه المخدرات لا تحوي مواد كيميائية تؤثر فسيولوجياً على الجسم، وإنما يرون أن التأثير يقتصر على الناحية النفسية فقط.
وتجمع الآراء كلها على تأثير المخدرات الرقمية الضارة بالجهاز السمعي ووظيفة التوازن في القناة السمعية، وبعض الوظائف الدماغية المرتبطة بالاستثارة المفرطة للخلايا العصبية الدماغية والجهاز السمبثاوي والغدة النخامية.
وفي هذا الإطار اكتشف العالم الصيني «زهاو» تغيرات مورفولوجية لدى مستخدمي الشبكة الرقمية في استخدام هذا النوع من المخدرات بشكل دائم، إذ أثبت وجود خلل في المادة البيضاء وضمور في المادة الرمادية داخل الدماغ قد تصل من 10 ـ 20%، ولاحظ الباحث الأمريكي جاري صامويل تغيراً في أدمغة مستخدمي ومدمني الشبكات الرقمية الذين يفرطون في تعاطى المخدر الرقمي.
تأثير متماثل
يقول دكتور التنمية البشرية محمد فتحي عجينة عن تأثير المخدرات الرقمية، إنها «لا تقل عن تأثير المخدرات التقليدية، بل تأثيراتها السلبية بعد سماع الموسيقى يمثل خطرا كبيرا عن المخدرات التقليدية، فتُدخل المتعاطي في حالة مضطربة من ردود الفعل، فقد يصرخ الشخص أو يهلوس أو يعاني تشنجات لا إرادية في العضلات، إذ تؤدي هذه الذبذبات إلى الخداع العقلي، فيحاول المخ فهم وبرمجة هذه العمليات التي تؤدي في النهاية إلى الشعور بالسعادة والنشوة، مثل مدمني المخدرات الواقعية تماماً».
وأضاف، «تتمثل أضرارها بعدد من الأعراض، منها الإغماء، والارتجاف، والشرود الذهني، والصداع، ونوبات القلق، ونوبات الصرع، والانفصال عن الواقع، وانخفاض التركيز، ووجود ألم شديد في الأذنين والرأس، فضلا عن الإدمان النفسي وأضرار أخرى للجهاز السمعي».
النقر بالأذنين
يشير الدكتور عجينة إلى أن المخدرات الرقمية نشأت على أساس تقنية قديمة تسمى «النقر بالأذنين»، وقال، «يحاول الدماغ جاهداً أن يوحد بين الترددين المختلفين للحصول على مستوى واحد للصوتين، وهذا الأمر يجعله في حالة غير مستقرة، على مستوى الإشارات الكهربائية العصبية التي يرسلها، وتم استخدامها في البداية في بعض الحالات التي ترفض العلاج الدوائي، ولهذا عولجت بتذبذبات تفرز مواد منشطة للمزاج، كما أنها استخدمت في بعض الأحوال التي تحتاج إلى الاسترخاء وتخفيف الضغط والتوتر والقلق».
واكتشفت المخدرات الرقمية لأول مرة عام 1839، من قبل الفيزيائي هينريش دوف، واستخدمت بداية لأهداف علاجية عدة، عبر تحفيز الغدة النخامية في الجسم، عن طريق الاستماع إلى هذه الموسيقى، من أجل زيادة إنتاج هرمون السعادة مثل الدوبامين.
1500 هيرتز «تعمل دماغ»
توضح أستاذة المناهج وطرق تدريس التربية الموسيقية، وكيل كلية التربية النوعية لخدمة المجتمع وتنمية البيئة، الدكتورة بدرية حسن تكوين الموسيقى المخدرة وآلية عملها، وتقول إن «تكوين الموسيقى المخدرة وكيفية عملها تعتمد في الغالب على ميل الأشخاص إلى الاستماع للموسيقى بحسب حالتهم النفسية، فإذا كان المرء فى حالة حزن استمع لموسيقى تتماشى مع حزنه والعكس، إلى أن تطور الأمر إلى استخدام التقنية في الموسيقى، فنتج منها بعض أنواع يقال عنها بالمعنى الدارج بين الشباب موسيقى «تعمل دماغ»، التي تم تصنيفها باسم «المخدرات الرقمية» أو «الموسيقي المخدرة»، إذ تعتمد في تأليفها على استخدام ذبذباتها وترددات بطريقة معينة، ويتم الاستماع إليها من خلال سماعات الأذن الخاصة، وتبث ترددات معينة في الأذن اليمنى، وترددات أقل في الأذن اليسرى بقوة صوت أقل من 1000 إلى 1500 هيرتز».
وتشرح الدكتور بدرية مراحل تأثير تلك الموسيقى على المستمع، وتقول «عند الاستماع لهذه الترددات تبدأ في سحب تركيز الفرد، ثم يبدأ مفعولها بالتأثير في المخ، حتى تسيطر عليه سيطرة كاملة، وتدخله في حالة من الاسترخاء والنشوة، فتأخذه إلى عالم عميق مختلف عما يحيط به ويعيش فيه واقعيا، ثم ينفصل تماماً عن المحيطين، ويعيش في عالم مختلف عن عالمة الحقيقي، ولا يكتفي بذلك، بل يمتد التأثير عليه في اليقظة، فيظهر ذلك في الشرود الذهني، والعزلة عن المحيطين به، والعصبية التي تظهر في سلوكه».
ليس لها أثر مادي
أسهم رواج هذا النوع من الموسيقى عبر الإنترنت بانتشارها بين مجموعات كبيرة من الشباب، فقد تم تسجیل حالات إدمان المخدرات الرقمیة في جمیع دول العالم الغربي والعربي.
عربيا انتشرت هذه المخدرات في عدد من الدول فيما لم تسجل في المملكة أي حالة إدمان رقمي رسميا، ولكنها سجلت في مصر، والجزائر، ولبنان، والأردن، والمغرب، والإمارات والكویت، والبحرین، وتصدت لها الحكومات وخضعت حالات عدة للعلاج منها في أكثر من دولة.
وفي تتبعنا للأمر، أفادت مكافحة المخدرات السعودية بعدم تسجيل أي حالة للإدمان الرقمي في السعودية، وأن الأمر لا يتعدى حدود شبكة الإنترنت من دون أثر في الواقع.
محاكاة لتأثير المخدرات
تتوفر المخدرات الرقمية في مواقع تروجها بأسعار وجرعات عدة، حسب الشعور المطلوب الحصول عليه، فهناك ملفات قصيرة مدتها ربع ساعة، ويصل أحيانا إلى ساعة، وهناك بعض الجرعات تتطلب الاستماع إلى ملفات كثيرة تمت هندستها للاستماع إليها وفق ترتيب معين، حتى تصل إلى الشعور المطلوب، وبحسب متحدث باسم موقع، فإن الجرعات التي يقدمها الموقع تعمل على محاكاة تأثير التجربة نفسها في العالم الواقعي، ويقصد هنا المخدرات الحقيقية.
أنواع المخدرات الرقمية
يحدد الخبراء 6 أنواع للمخدرات الرقمية، ظهرت الآن بأنواع وتأثيرات مختلفة، بعد أن تم تداولها بين الشباب، وكل نوع من أنواعها، يستهدف نمطاً معيناً من النشاط الدماغي، ويتعلق الأمر بمدة التعرض والظروف المواتية له، وأحياناً يستعان بالبصر لزيادة حفز الدماغ.
دور الآباء في المراقبة
يكشف الدكتور محمد عجينة عن الإشارات التي يمكن من خلالها معرفة إن كان الأبناء يستمعون لهذه المقاطع أم لا، حتى ينتبه الآباء لذلك، ويقول «يقوم المتعاطي بإغلاق الأدوات الكهربائية لعدم التشويش، وإغماض العينين، وتقليل إضاءة الغرفة، وإشاعة جو من الاسترخاء الكامل لتلقي الجرعة الموسيقية».
ويطرح الأخصائي النفسي، المستشار الأسري الدكتور نهاد الإمام أسباب ودوافع الشباب للإقبال عليها «أسباب عدة وراء إقبال الشباب على تعاطي المخدرات الرقمية بغض النظر عن مستوى تأثيرها منها ضعف وانعدام التواصل والحوار داخل الأسرة مما يزيد ساعات المكوث على المواقع الإلكترونية، إلى جانب عدم وجود الثقافة الوقائية لهذه الكارثة الاجتماعية التي تمتد من دون أن نشعر، ولا شك في أن البعد عن القيم والأخلاق وفهم تعاليم الدين بشكل ناقص وهذا دور رب الأسرة الذي يعد إماما على أسرته».
أنواع للمخدرات الرقمية
(موجات الكحول)
تهدف هذه المقطوعة إلى منح المتعاطي تأثيراً بالهدوء والاسترخاء يشبه تأثير تناول الكحول
(موجات الأفيون)
تعمل على منح المتعاطي النشوة والسعادة والنعاس ومحاكاة التأثير الحقيقي لمخدر الأفيون
(موجات الماريجوانا)
تعمل على تهدئة وظائف الجسم ومنح المتعاطي إحساساً بشعور يشبه تدخين نبات الماريجوانا، والدخول في حالة من النشوة والهدوء.
أنواع من المخدرات الرقمية الأشد خطرا
(موجات الكوكايين)
مقطوعة تحمل نغمات منشطة للجهاز العصبي، تعطي إحساسا يشبه تعاطي الكوكايين نفسه، وتولد شعوراً بالطاقة والنشاط.
(موجات جنسية)
تمنح المتعاطي شعوراً بالنشوة الجنسية، يماثل ممارسة العملية الجنسية والوصول إلى ذروة اللذة.
(موجات الترفيه)
تمنح المتعاطي شعوراً بالترفيه والسعادة، كما لو أنه يعيش حالة من الراحة والسرور.
أضرار للمخدرات الرقمية
ـ الإغماء
ـ الارتجاف
ـ الشرود الذهني
ـ الصداع
ـ نوبات القلق
ـ نوبات الصرع
ـ الانفصال عن الواقع
ـ انخفاض التركيز
ـ ألم شديد فى الأذنين والرأس
ـ الإدمان النفسي
ـ أضرار للجهاز السمعي