القاهرة: هاني زايد

مثلما هيمنت روح سيد درويش وصلاح جاهين الثورية على الحفل الرئيسي لافتتاح مهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي 27 لدول البحر المتوسط، جاءت أولى ندوات المهرجان لتعكس عمق تأثر المشاركين في المهرجان بالثورة المصرية.
حيث هاجمت مخرجة الأفلام الوثائقية الشابة نيفين شلبي الفكر التجاري الذي يسيطر على المنتجين، مشيرة إلى أنها لم تكن تتخيل أن تشاهد أفلام مثل شارع الهرم بعد ثورة 25، وهو من بطولة سعد الصغير والراقصة دينا وهو الأمر الذي اعتبرت انه يؤكد أن هناك فجوة إنتاجية في السينما المصرية.
وحذرت نيفين في الندوة التي أقيمت أمس تحت عنوان هل السينما تدفع إلى الثورات.. أم هي إلهام للثوار؟، من تجاهل شركات الإنتاج الفنية للأفلام الوثائقية مشيرة إلى أن هذه النوعية من الأفلام تواجه صعوبة شديدة في تمويلها بسبب الفكر التجاري الذي يسيطر على المنتجين.
وكانت إدارة مهرجان الإسكندرية الدولي قد اختارت فيلم أنا والأجندة، وهو فيلم وثائقي طويل صورته نيفين شلبي أثناء ثورة 25 يناير، ليكون من بين أهم الأفلام المشاركة في المهرجان، حيث اختارت مخرجته أفرادا من شباب الثورة ليس لهم أي نشاط سياسي ومن فئات اجتماعية مختلفة ليكونوا نجومه.
من جهته أكد الفنان هشام عبدالحميد أن هناك مزجا بين سطوة المال والسلطة على مدار التاريخ السينمائي في الوطن العربي مشيرا إلى سيطرة رجال الأعمال على الإعلام بمليار جنيه، خلال تلك الفترة الحساسة في تاريخنا، وبالتالي السيطرة أيضا على السينما، التي تعكس نبض المواطن.
وقال المخرج التونسي عبداللطيف بن عمار إن السينما كانت دائما تواجه مشكلات بسبب هيمنة السلطة على الإبداع، الأمر الذي انعكس على الشعوب العربية بشكل عام بسبب تكرار النظم الديكتاتورية في الوطن العربي.