في الأسبوع الماضي، وفي تغريدة على «تويتر» قال طارق الحميد: إنه عندما كان هناك صحفيون لم يكن هناك قصص، وعندما أصبح لدينا قصص لم يعد لدينا صحفيون. وفي تعليقي على هذه التغريدة الرائعة، قلت: إن الصحافة الجميلة والصحفيين الرائعين اليوم موجودون في البودكاست. وأنا فعلاً مقتنع بهذا الرأي، وسبق أن أشرت إليه هنا في مقالات سابقة.
كتبت هذه التغريدة بعد يومين كنت فيهما غارقاً بشكل لا يوصف في بودكاست احتيال، البودكاست المتفرع عن بودكاست ثمانية.
تبدأ قصة هذه الحلقات، مع الصحفي مازن العتيبي الذي يقول: إنه قبل عام ونصف، كان غارقاً في «تويتر» يبحث له عن أي موضوع يمكن له أن يصنع منه قصة صحفية. وقد شدته حينها إحدى التغريدات التي يدعو فيها صاحبها إلى محاسبة المحتالين والنصابين في الفضاء الإلكتروني. يقول إنه وبعد جهد وصعوبة، استطاع أن يقنع هذا الشخص ليصنع من قصته محتوى صحفيا ضخما تم تفريغه على مدار خمس حلقات تتراوح مددها ما بين الثلاثين والأربعين دقيقة. فيها تمكن مازن من الغوص العميق في هذا المستنقع المليء بالكذب والخداع والغش والزيف والانتحال. وفيه استطاع هذا الصحفي البارع أن يريك كيف يمكن لهذه العصابات أن ترتكب أفظع الانتحالات وأفظع الجرائم المالية بقلوب واثقة بأنه لن يمكن لأحد الإمساك بها.
يعمل مازن في هذا البودكاست وكأنه طبيب يدرس طلابه في كلية طب، حيث يمسك الحالة أمامه، وقبل أن يبدأ في تشريحها، يعطيك كافة الاحتمالات التي من الممكن أن تحدث لها أمامك، ومن ثم يرجح الاحتمال الأقوى، ثم يترك الحالة تمر، ليتتبعها، وأنت تشاهد مسيرتها أمام عينيك، حتى يوصلك في النهاية إلى الحد الأبعد منها، والتي بها تشاهدها في حالتها النهائية التي قلما يمكنك أن تشاهدها بها.
من الحلقة الأولى يريك كيف يمكن أن تبدأ عملية الاحتيال، ثم ينتقل بك ليكشف لك شعورك بعد اكتشافك أنك وقعت ضحية احتيال؛ ما الذي يمكن لك أن تعمله. وفي اتجاهك إلى الخطوة الثانية يكون المحتال الآخر قد سبقك إليها انتظاراً لك، فيشرح لك وضعك وأنت تقع ضحية لدجال آخر مرة أخرى. ثم يكشف لك مرة ثالثة ما الذي يمكن أن تتطور إليه الأمور إذا استسلمت وسلمتهم نفسك ورقبتك بعدما سلمتهم أموالك ومدخراتك.
في هذه الرحلة الطويلة يأخذك مازن في أحاديث رائعة مع أحد المحامين، ومع أحد مديري الشركات التي تقع بعض أعمال النصب والاحتيال بأسمائها وبأسماء منظماتهم التي يمثلونها. ويعرفك حجم المشكلة بأبعادها القانونية والإنسانية والاجتماعية كافة.
بودكاست رائع ومدهش ومذهل، وأظن أنه من المهم جداً النشر والتنويه به لكل المواطنين والمقيمين في المملكة وفي الخليج. وبصراحة لا أود أن أكتب كثيراً عنه، لأني أريدك الآن أن تبدأ الاستماع إليه، وبالتأكيد ستتعجب كثيرا وستأخذ حذرك أكثر.
كتبت هذه التغريدة بعد يومين كنت فيهما غارقاً بشكل لا يوصف في بودكاست احتيال، البودكاست المتفرع عن بودكاست ثمانية.
تبدأ قصة هذه الحلقات، مع الصحفي مازن العتيبي الذي يقول: إنه قبل عام ونصف، كان غارقاً في «تويتر» يبحث له عن أي موضوع يمكن له أن يصنع منه قصة صحفية. وقد شدته حينها إحدى التغريدات التي يدعو فيها صاحبها إلى محاسبة المحتالين والنصابين في الفضاء الإلكتروني. يقول إنه وبعد جهد وصعوبة، استطاع أن يقنع هذا الشخص ليصنع من قصته محتوى صحفيا ضخما تم تفريغه على مدار خمس حلقات تتراوح مددها ما بين الثلاثين والأربعين دقيقة. فيها تمكن مازن من الغوص العميق في هذا المستنقع المليء بالكذب والخداع والغش والزيف والانتحال. وفيه استطاع هذا الصحفي البارع أن يريك كيف يمكن لهذه العصابات أن ترتكب أفظع الانتحالات وأفظع الجرائم المالية بقلوب واثقة بأنه لن يمكن لأحد الإمساك بها.
يعمل مازن في هذا البودكاست وكأنه طبيب يدرس طلابه في كلية طب، حيث يمسك الحالة أمامه، وقبل أن يبدأ في تشريحها، يعطيك كافة الاحتمالات التي من الممكن أن تحدث لها أمامك، ومن ثم يرجح الاحتمال الأقوى، ثم يترك الحالة تمر، ليتتبعها، وأنت تشاهد مسيرتها أمام عينيك، حتى يوصلك في النهاية إلى الحد الأبعد منها، والتي بها تشاهدها في حالتها النهائية التي قلما يمكنك أن تشاهدها بها.
من الحلقة الأولى يريك كيف يمكن أن تبدأ عملية الاحتيال، ثم ينتقل بك ليكشف لك شعورك بعد اكتشافك أنك وقعت ضحية احتيال؛ ما الذي يمكن لك أن تعمله. وفي اتجاهك إلى الخطوة الثانية يكون المحتال الآخر قد سبقك إليها انتظاراً لك، فيشرح لك وضعك وأنت تقع ضحية لدجال آخر مرة أخرى. ثم يكشف لك مرة ثالثة ما الذي يمكن أن تتطور إليه الأمور إذا استسلمت وسلمتهم نفسك ورقبتك بعدما سلمتهم أموالك ومدخراتك.
في هذه الرحلة الطويلة يأخذك مازن في أحاديث رائعة مع أحد المحامين، ومع أحد مديري الشركات التي تقع بعض أعمال النصب والاحتيال بأسمائها وبأسماء منظماتهم التي يمثلونها. ويعرفك حجم المشكلة بأبعادها القانونية والإنسانية والاجتماعية كافة.
بودكاست رائع ومدهش ومذهل، وأظن أنه من المهم جداً النشر والتنويه به لكل المواطنين والمقيمين في المملكة وفي الخليج. وبصراحة لا أود أن أكتب كثيراً عنه، لأني أريدك الآن أن تبدأ الاستماع إليه، وبالتأكيد ستتعجب كثيرا وستأخذ حذرك أكثر.