في أكثر أعمالها شهرة «قلق الجندر: النسوية وتخريب الهوية» تبني الأمريكية جوديث بتلر على الافتراض النظري الثقافي المألوف القائل إن الجندر «الجنس/ النوع البشري» مبني اجتماعياً (نتيجة التنشئة الاجتماعية، مفهوم على نطاق واسع)، وليس فطرياً، وأن المفاهيم التقليدية للجنس تعمل على إدامة الهيمنة التقليدية على النساء من قبل الرجال.
وبحسب بتلر، فإن الجنس «يتشكل عمليا من خلال التعبيرات التي يقال إنها نتائجه»، وشددت بتلر، مع ذلك، على أن الأفراد لا يتواجدون قبل أو بشكل مستقل عن الأجناس التي يؤدونها:
«الجنس هو دائما فعل، وإن لم يكن فعلا من قبل شخص قد يقال إنه كان موجودا مسبقا».
في الواقع، يتم إنشاء «الفاعل» بشكل متنوع في الفعل ومن خلاله»، الهوية الفردية (الفاعل) هي نفسها مكونة أدائيا.
ويترتب على ذلك أن الأفراد لا «يختارون» جنسهم، ولا يمكنهم تحملهم أو التخلص منهم أو تغييرهم جذريا حسب الرغبة ببساطة عن طريق التصرف (أو عدم التصرف) بطرق معينة، في الوقت نفسه، فإن الانحرافات الصغيرة عن الأنماط الراسخة للسلوك الجنساني ممكنة، بل وحتمية، ومن خلال مثل هذه الاختلافات العرضية يتم الكشف عن الطابع الاجتماعي لجنس الفرد، إن كان ذكرا أو أنثى.
وشددت بدلاً من ذلك على زعزعة الاستقرار المفاهيمي الذي من شأنه أن يفضح اصطناع الأدوار التقليدية للجنسين وتعسف المراسلات التقليدية بين الجنسين، وتتساءل عن المدى الذي يمكن أن نفترض فيه أن فردًا معينًا يمكن القول إنه يشكل نفسه؛ وإلى أي مدى يتم تحديد أفعالنا بالنسبة لنا، من خلال مكانتنا في اللغة والأعراف، وهي تتبع في هذا ممارسة ما بعد الحداثة، وما بعد البنيوية في استخدام مصطلح «الذات» (بدلاً من «الفرد» أو «الشخص») من أجل التأكيد على الطبيعة اللغوية لموقفنا ضمن ما يسميه جاك لاكان، النظام الرمزي، ونظام العلامات والاتفاقيات التي يحدد تصورنا لما نراه على أنه حقيقة.
«في مقابل النماذج المسرحية أو الظاهراتية التي تعتبر الذات الجندرية سابقة لأفعالها، سأفهم أن تكون الأفعال تشكل ليس فقط باعتبارها تشكل هوية الممثل، ولكن باعتبارها تشكل تلك الهوية على أنها خداع مقنع، موضوع اعتقاد.هذا الاعتقاد (في الهويات المستقرة والاختلافات بين الجنسين) هو، في الواقع، مدفوع بالعقوبات الاجتماعية والمحظورات، بحيث إن إيماننا بالسلوك «الطبيعي» هو في الحقيقة نتيجة للإكراه الخفي والصارخ.
أحد آثار مثل هذه الإكراهات هو أيضا خلق ما لا يمكن التعبير عنه، مجال من أجساد لا يمكن تصورها، ودنيئة، وغير قابلة للعيش.
وهنا تسعى بتلر إلى إزعاج تعريف الجنس/ النوع، وتحدي الوضع الراهن من أجل النضال من أجل حقوق الهويات المهمشة.
في الماضي ميزت النسويات بانتظام بين الجنس الجسدي (الحقائق المادية لوجودنا)، والجنس (الأعراف الاجتماعية التي تحدد الاختلافات بين الذكورة والأنوثة)، قبلت هؤلاء النسويات حقيقة وجود اختلافات تشريحية معينة بين الرجال والنساء، لكنهم أشاروا إلى أن معظم الاتفاقيات التي تحدد سلوكيات الرجال والنساء هي في الواقع بنى اجتماعية لا علاقة لها بجسدنا أو لا علاقة لها بأي شيء.
*ولدت في 1956بكليفلاند بولاية أوهايو لعائلة من أصول مجرية وروسية
*بكالوريوس الآداب عام 1978
*دكتوراه في الفلسفة عام 1984
*أثرت أعمالها في الفلسفة السياسية والأخلاق ومجالات الحركة النسوية من الموجة الثالثة
*عملت بالتدريس في جامعات ويسليان وجورج واشنطن وجونز هوبكنز
*أستاذ زائر للعلوم الإنسانية بقسم اللغة الإنجليزية والأدب المقارن في جامعة كولومبيا
*عام 1993 بدأت التدريس في جامعة كاليفورنيا، بيركلي
*كان لنظريتها حول الأداء الجندري تأثير كبير في البحث النسوي
*تعمل في هيئة التحرير أو المجلس الاستشاري للعديد من المجلات الأكاديمية
الاختلافات العرضية
كان أحد ابتكارات بتلر هو اقتراح «الجندر يتشكل من خلال الفعل والكلام، من خلال السلوك الذي يتم فيه عرض السمات والتصرفات الجندرية أو تمثيلها على وجه الخصوص، وأن الجنس/ النوع، ليس جوهرا أو طبيعة أساسية أن يكون السلوك الجنساني نتاجها، إنها سلسلة من الأفعال التي يؤدي تكرارها المستمر إلى الوهم بوجود طبيعة أساسية».وبحسب بتلر، فإن الجنس «يتشكل عمليا من خلال التعبيرات التي يقال إنها نتائجه»، وشددت بتلر، مع ذلك، على أن الأفراد لا يتواجدون قبل أو بشكل مستقل عن الأجناس التي يؤدونها:
«الجنس هو دائما فعل، وإن لم يكن فعلا من قبل شخص قد يقال إنه كان موجودا مسبقا».
في الواقع، يتم إنشاء «الفاعل» بشكل متنوع في الفعل ومن خلاله»، الهوية الفردية (الفاعل) هي نفسها مكونة أدائيا.
ويترتب على ذلك أن الأفراد لا «يختارون» جنسهم، ولا يمكنهم تحملهم أو التخلص منهم أو تغييرهم جذريا حسب الرغبة ببساطة عن طريق التصرف (أو عدم التصرف) بطرق معينة، في الوقت نفسه، فإن الانحرافات الصغيرة عن الأنماط الراسخة للسلوك الجنساني ممكنة، بل وحتمية، ومن خلال مثل هذه الاختلافات العرضية يتم الكشف عن الطابع الاجتماعي لجنس الفرد، إن كان ذكرا أو أنثى.
الثقافات المغايرة
تجادل بتلر في كتابها علميا على أن حقيقة كونك ذكرا أو أنثى بيولوجيا، هو «إلى حد ما» بناء اجتماعي أدائي، ذاهبة إلى أن بناء الجنس بشكل أدائي يمثل تمييزا تعسفيا في الأساس بين الأفراد الذي يتم رسمه (عند الولادة أو قبلها)، ويتم تعزيزه لاحقا من خلال أفعال الكلام مثل (في الأصل) «إنها فتاة!» أو «إنه ولد!».التأكيد على الطبيعة اللغوية
في مشكلة الجندر، تشكك بتلر في صحة الكثير من التنظير النسوي من خلال اقتراح أن الموضوع الذي حاولت تلك النظريات تفسير اضطهاده -«النساء»- هو بناء إقصائي «يحقق الاستقرار والتماسك فقط في سياق المصفوفة من جنسين مختلفين»، وأدى شكها إلى الشك في حكمة النشاط التقليدي الهادف إلى حماية حقوق المرأة ومصالحها.وشددت بدلاً من ذلك على زعزعة الاستقرار المفاهيمي الذي من شأنه أن يفضح اصطناع الأدوار التقليدية للجنسين وتعسف المراسلات التقليدية بين الجنسين، وتتساءل عن المدى الذي يمكن أن نفترض فيه أن فردًا معينًا يمكن القول إنه يشكل نفسه؛ وإلى أي مدى يتم تحديد أفعالنا بالنسبة لنا، من خلال مكانتنا في اللغة والأعراف، وهي تتبع في هذا ممارسة ما بعد الحداثة، وما بعد البنيوية في استخدام مصطلح «الذات» (بدلاً من «الفرد» أو «الشخص») من أجل التأكيد على الطبيعة اللغوية لموقفنا ضمن ما يسميه جاك لاكان، النظام الرمزي، ونظام العلامات والاتفاقيات التي يحدد تصورنا لما نراه على أنه حقيقة.
الإكراه الخفي
على عكس التمثيل المسرحي، ترى بتلر أنه لا يمكننا حتى افتراض ذاتية مستقرة تقوم بأداء أدوار الجنسين المختلفة؛ بدلاً من ذلك، فإن فعل أداء الجنس هو الذي يشكل هويتنا، الهوية نفسها، بالنسبة إلى بتلر، هي وهم تم إنشاؤه بأثر رجعي من خلال أدائنا، حيث تقول:«في مقابل النماذج المسرحية أو الظاهراتية التي تعتبر الذات الجندرية سابقة لأفعالها، سأفهم أن تكون الأفعال تشكل ليس فقط باعتبارها تشكل هوية الممثل، ولكن باعتبارها تشكل تلك الهوية على أنها خداع مقنع، موضوع اعتقاد.هذا الاعتقاد (في الهويات المستقرة والاختلافات بين الجنسين) هو، في الواقع، مدفوع بالعقوبات الاجتماعية والمحظورات، بحيث إن إيماننا بالسلوك «الطبيعي» هو في الحقيقة نتيجة للإكراه الخفي والصارخ.
أحد آثار مثل هذه الإكراهات هو أيضا خلق ما لا يمكن التعبير عنه، مجال من أجساد لا يمكن تصورها، ودنيئة، وغير قابلة للعيش.
وهنا تسعى بتلر إلى إزعاج تعريف الجنس/ النوع، وتحدي الوضع الراهن من أجل النضال من أجل حقوق الهويات المهمشة.
بنى اجتماعية
تأخذ بتلر صياغاتها إلى أبعد من ذلك من خلال التشكيك في التمييز ذاته بين الجنس والجنس.في الماضي ميزت النسويات بانتظام بين الجنس الجسدي (الحقائق المادية لوجودنا)، والجنس (الأعراف الاجتماعية التي تحدد الاختلافات بين الذكورة والأنوثة)، قبلت هؤلاء النسويات حقيقة وجود اختلافات تشريحية معينة بين الرجال والنساء، لكنهم أشاروا إلى أن معظم الاتفاقيات التي تحدد سلوكيات الرجال والنساء هي في الواقع بنى اجتماعية لا علاقة لها بجسدنا أو لا علاقة لها بأي شيء.
القواعد العقابية
الخلاصة من الكتاب هو أن بتلر، وبعد استفاضة، تذهب إلى حد القول إن الجنس، باعتباره شيئا طبيعيا موضوعيا، غير موجود: «الواقع الجنساني هو أداء، مما يعني، بكل بساطة، أنه حقيقي فقط بقدر ما يتم تنفيذه».جوديث باميلا بتلر
*فيلسوفة أمريكية ومنظرة جنسانية*ولدت في 1956بكليفلاند بولاية أوهايو لعائلة من أصول مجرية وروسية
*بكالوريوس الآداب عام 1978
*دكتوراه في الفلسفة عام 1984
*أثرت أعمالها في الفلسفة السياسية والأخلاق ومجالات الحركة النسوية من الموجة الثالثة
*عملت بالتدريس في جامعات ويسليان وجورج واشنطن وجونز هوبكنز
*أستاذ زائر للعلوم الإنسانية بقسم اللغة الإنجليزية والأدب المقارن في جامعة كولومبيا
*عام 1993 بدأت التدريس في جامعة كاليفورنيا، بيركلي
*كان لنظريتها حول الأداء الجندري تأثير كبير في البحث النسوي
*تعمل في هيئة التحرير أو المجلس الاستشاري للعديد من المجلات الأكاديمية