الرياض: حسين الحربي

جدد نادي الرياض الأدبي بمقره، أول من أمس، إحياء طقس وتقليد ثقافي يرى مراقبون أهميته واحتياج الساحة الثقافية لترسيخه باستمرار، حيث اللقاء المفتوح للتعريف والتوقيع على مجموعة من الإصدارات الحديثة.
أدبي الرياض جمع في بادرته اللافتة التي نأت عنها معظم الأندية الأدبية، مجموعة متنوعة من المؤلفين وقدم الدكتور عبدالله ثقفان عبر مؤلفه الأدب الموريسكي من إصدارات المجلة العربية، وكتابي نزهة النفوس، ومنهجية القراءة لإبراهيم اليحيى، ورواية الدور الأعلى، لمحمد العرفج، ودفاعا عن العلمانية لحمد الراشد، وديوان أغنية لسيدة المواسم والأبجدية للشاعر عماد قطري، إضافة إلى كتابي دراسات في تاريخ الفلسفة لزكي الميلاد، وتوظيف أدوات البلاغة في النص المعاصر للدكتور إبراهيم التركي، وكتابين للدكتور شاهر النهاري هما رواية بوح ونواح في حكاية ضادية، ومجموعته القصصية حنادي ونقوش من عبق أبها القديمة.
ولم يتوقف النادي عند إصداراته فحسب، بل احتفى بإصدارات دور نشر أخرى وهو الفعل الذي وصفه رئيس النادي الدكتور عبدالله الوشمي بقوله اللقاء يأتي ضمن حفلات التوقيع التي ينظمها النادي لإصداراته وإصدارات غيره من المؤسسات والأفراد، حيث يتحول النادي من جهة تكتفي بإقامة الفعاليات والأنشطة المنبرية وطباعة الكتب، إلى منبر للاحتفاء بالكتاب والإعلان عنه، والاحتفاء بمؤلفه، وعقد حلقات النقاش حوله، وتوقيعه، وإهداء نسخ منه.
ولفت الوشمي إلى أن هذا اللقاء هو التاسع في سلسلة حفلات التوقيع التي يشارك فيها عدد من المؤلفين، وشدد على أن النادي دائما يفتح أبوابه لمن أراد التعريف بكتبه ومؤلفاته الجديدة.
الشاب محمد العرفج تحدث خلال اللقاء عن روايته الدور الأعلى قائلا: كتبت الرواية أكثر من ثماني مرات، وبأشكال مختلفة في محاولة لتقليد المدارس العراقية والتونسية والمصرية واللبنانية والسورية والفلسطينية واليمنية والأردنية والمغربية.
وسيلاحظ من يقرأها أنها لم تقلّد أحدا،ً وهي تحتوي على معلومات غير مسبوقة، وضعتها من تحليلات شخصية، وسيجد من يقرأها تاريخ اليمن القديم والحديث حيث إن مكانها اليمن وشخوصها سعوديون، وسياسيا، فهي تحتوي على دلالات مواكبة للربيع العربي وتشخيص الأسباب التي أدت إليه، واجتماعيا فإن الرواية تفضح المجتمع الذي يدّعي النزاهة، والصراع الطبقي بين الغنى والفقر والعلم والجهل، وسيجد من يقرأها على أنها سوداوية بما يذيب القلب كمداً.
وبطل الدور الأعلى سعود الخيرالله هو مثقف يمثل المثقفين العرب، يذهب إلى اليمن لإدارة جمعية الشراكة الخيرية. ويكتشف البطل الفساد عبر رئيس فرع الجمعية وزبانيته أمثال مرعي الكير ومشاور الدايم.
فيما التف أشخاص حول حمد الراشد متسائلين عن كتابه دفاعاً عن العلمانية ضد المسيري، قال الراشد: إن كتابه لم يفسح بعد، حيث ما زال ينتظر ذلك من وزارة الثقافة والإعلام منذ شهرين.