تعود من عملك مرهقا، غير مصدق أنك وصلت منزلك، لكن فرحتك بالوصول سرعان ما تتبخر، وأنت تجد أن معظم المواقف أمام البيت مشغولة بسيارات لآخرين، سواء كانوا يتسوقون، أو يراجعون عيادة أو مركزا أو مقرا ما، أو يزورون صديقا أو قريبا، أو حتى من قاطني المنازل أو العمارات المجاورة التي لا مواقف لها، والتي ما إن يجد أحد قاطنيها مساحة تتسع لركن سيارته حتى يتركها هناك، ويترك لصاحب المنزل عناء البحث عن مكان يوقف فيه سيارته.
باتت شكاوى كثير من أصحاب المنازل والمجمعات السكنية من وقوف سيارات الآخرين أمام بوابات منازلهم، أو بالقرب منها، حتى بما فيها إعاقة حركة الداخلين إلى تلك المنازل أو الخارجين منها، مسألة شبه يومية، وغالبا ما تقود إلى مشاحنات وتبادل للصراخ، حيث يتمسك من أوقفوا سياراتهم أمام منازل الآخرين أو بالقرب منها بأن المواقف ليست حكرا على أحد، وأنه يحق للجميع الوقوف فيها بمركباتهم، مستندين إلى أن الجهات المسؤولة لا تعد ذلك مخالفة، بينما يلجأ آخرون إلى وضوع معيقات مثل سلسلة حديدة مقفولة بين عمودين قصيرين، أو أثاث مستعمل متهالك، أو حتى إطارات مستعملة لم تعد قابلة للاستخدام، ليحجز لنفسه موقفا أمام بيته، مما يسهم في زيادة التشويه البصري الذي تعانيه بعض الأحياء في بعض مدننا.
معاناتي بلا حلول
يشتكي المواطن متعب بن عبدالعزيز المحارف معاناته الدائمة من وقوف عدد من السيارات أمام منزله، حيث يقول: «للأسف أصبح إيقاف السيارة أمام المنزل الذي تسكنه معاناة يومية، فبعض العمائر أو المنازل القريبة منا لا تملك مواقف خاصة بها، وقد عانيت كثيرا، ولم أجد الحلول لمعاناتي، فلا تجاوب من أصحاب السيارات الذين لم يكترثوا لمخاطبتي وتواصلي معهم، وكذلك من الجهات المسؤولة. وقد حاولت التواصل مع المرور، وشرح معاناتي، وكان ردهم الذي وصلني كالتالي:
1 - إذا كان وقوف السيارة أمام منزلك نظاميا، ولا تعيق الطريق، فلا تستطيع فعل شيء يمكن التعامل معه.
2 - إذا كانت السيارة واقفة في مخرج كراج البيت أو العمارة، فممكن التعامل معها بسحب السيارة.
3 - إذا كانت السيارة واقفة أمام مخرج البيت الأساسي (البوابة)، فتواصل مع الشرطة.
وبالفعل، تواصلت مع الشرطة، وكان ردها أنه ليس من اختصاصها حركة السيارات والمواقف. لذلك عدت وتواصلت مع المرور مرة أخرى، فقالوا ليّ: عليك مراجعة البلدية أو الأمانة، وبالفعل تواصلت مع البلدية التي أبلغتني بعدم تخصصها فيما يتعلق بوقوف السيارات أمام العمارات السكنية».
معضلة بلا رادع
أضاف «المحارف»: «لا يعقل التعدي دون رادع، والجهات المسؤولة تتقاذف المسؤولية بداعي عدم التخصص، على الرغم من أنني لجأت أخيرا إلى ما أعتقدت أنه آخر الحلول، وهي كتابة أوراق وتركها لأصحاب تلك السيارات، تفيد بطلبي عدم إيقاف سياراتهم أمام منزلي، وتركت تلك الأوراق على الزجاج الأمامي لسياراتهم، وفوجئت برد من أحدهم: «اذهب واشتكي إلى المرور أو الشرطة»، رافضا تحريك سياته للأسف الشديد».
وتساءل: «ما عساي أن أفعل حول هذا؟ وهل هناك من منصف؟ وهل هناك جهة مسؤولة تعالج مثل هذا الأمر، وتلزم المتعدي بعدم تكرار الأمر أو تعاقبه أو تنذره، ليلتزم بالأنظمة ويطبقها؟».
أين ومتى يحق وضع لوحات «ممنوع الوقوف»؟
المداخل والمخارج
الوقوف أمام بوابة وتعطيل الحركة
تعطيل الطريق العام
المواقف الموثقة ضمن صك الملكية
المواقف ليست حكرا لأحد
من جهتها، روت إحدى السيدات معاناتها بسبب محاولات البعض منعها من إيقاف سيارتها في المواقف المتاحة أمام المنازل والمحال، والتي يحتكرونها بحجة تبعيتها لملكيتهم الخاصة دون وجه حق.
وشكت من وضع البعض عبارات وملصقات يحمل بعضها تهديدا بتحطيم السيارة أو إتلافها في حال إيقافها في المواقف العامة المحاذية لملكياتهم من منازل ومحال.
التهديد
قالت سيدة أخرى إنها تعرضت إلى التهديد من أخرى بإتلاف سيارتها في حال عدم إبعادها عن الموقف الذي تعده هذه الأخيرة ملكا لها، في حين أن الموقف في الشارع العام أمام أرض فضاء. وأضافت: «رفضت تحريك سيارتي، وعندما خرجت في وقت لاحق فوجئت بأنها لصقت سيارتها بسيارتي، ووضعت خشبة كبيرة فوق مساحات السيارة والزجاج الأمامي، فتواصلت مع «كلنا أمن» الذين حضروا، وحاولوا التواصل معها، إلا أنها لم تتجاوب، ولم نكمل الإجراء لاحقا، لأنها ليست قضية جنائية، وأن السيارة لم تتضرر».
سلوكيات
1 - المرور لا يمنع وقوف السيارات أمام محلات أو منازل الآخرين
2 - المرور لا يعد ذلك الوقوف مخالفة، وإنما هو سلوك خاطئ
3 - ليس لصاحب المنزل أو المحل وضع لوحة تفيد بمنع الوقوف
4 - وقوف سيارة الآخر بشكل يعيق الدخول للمنزل أو الخروج منه مخالفة
مواقف لذوي الاحتياجات فقط
بدوره، أكد العميد متقاعد المستشار أحمد الوادعي: «لا يحق لأي صاحب منزل أو صاحب محل أو مول تجاري أن يضع لوحة مكتوب عليها «ممنوع الوقوف أمام المنزل» أو المحل، أو أن يكتب «تلك المواقف مخصصة للمنازل أو المحلات» أو زبائن تلك المحلات. في السابق كان أصحاب المشاريع التجارية يحصلون على رخصة بشأن ذلك الموضوع دون الرجوع إلى المرور، ولكن الآن، وفي اللائحة الجديدة، والنظام الجديد في المادة «50»، لا بد أن تكون هناك رخصة من إدارة المرور التي تشرف وتتأكد من وجود مواقف كافية لتلك المشاريع التجارية، ومن حقها رفض منح الترخيص أو قبوله».
وأضاف«الوادعي»: «أما فيما يخص أصحاب المنازل، فلا يحق لهم أيضا وضع تلك اللوحات أو منع صاحب سيارة من الوقوف أمام منزل. وإذا كان لديه أحد من ذوي الاحتياجات الخاصة، فعليه مراجعة المرور، فالمرور هو من يضع لوحة توضح أن هذا الموقف مخصص لذوي الاحتياجات الخاصة. كما لا يحق لأي قائد مركبة الوقوف أمام البوابات الإلكترونية وإغلاقها، ومن حق صاحب المنزل أن يتصل بالمرور في مثل هذه الحالة، لأنها الجهة المعنية. وفي هذه الحالة، يتم سحب المركبة، وتطبيق العقوبة اللازمة على صاحبها. وأخيرا أؤكد أن أصحاب المنازل لا يحق لهم وضع لوحات أمام منازلهم إلا بموافقة الجهات الرسمية المعنية بذلك».
لوحات مخالفة
وضع المحامي الدكتور خالد الغامدي على حسابه الخاص ما يشير إلى أن وضع لوحات «ممنوع الوقوف» أمام المنازل أو لغير عملاء المحلات التجارية مخالف للاشتراطات البلدية، ويستوجب الغرامة وفقا للائحة الجزاءات البلدية، ما عدا:
• المداخل والمخارج
• الوقوف أمام بوابة وتعطيل الحركة
• تعطيل الطريق العام
• المواقف الموثقة ضمن صك الملكية
لا تعد مخالفة
أشارت الإدارة العامة للمرور إلى أن «وقوف المركبات أمام منازل أشخاص آخرين لا يعد مخالفة مرورية، وإنما هو من السلوكيات الخاطئة».
وذكرت جمعية حماية المستهلك أنه «لا يحق لأصحاب المباني والمحلات التجارية حجز مواقف السيارات الواقعة أمام واجهاتها»، معتبرة ذلك مخالفة للنظام.
ولفتت عبر حسابها الرسمي على «تويتر» أنه «لا يحق حجز المواقف أمام المحلات ونحوها»، مؤكدة أنه للشخص الحق في تقديم البلاغ عن تلك الحالات على طوارئ الأمانات «940».
رد «المرور» على مواطن اشتكى وقوف الآخرين أمام منزله
1 - إذا كان وقوف السيارة أمام منزلك نظاميا، ولا يعيق الطريق، فلا تستطيع فعل شيء.
2 - إذا كانت السيارة واقفة في مخرج كراج البيت أو العمارة، فممكن التعامل معها بسحب السيارة.
3 - إذا كانت السيارة واقفة أمام مخرج البيت الأساسي (البوابة)، فعليك التواصل مع الشرطة.