ما أن يولد هلال شهر رجب من كل عام، حتى تُعلن ساعة الصفر لمرحلة جديدة لكثير من موظفي الدولة بإحالتهم للتقاعد نظاما، فمنهم من يكون تقاعده وخروجه وابتعاده عن العمل الوظيفي وجهته التي عمل بها أمرا عاديا قد لا يحسُ به أحد من زملائه أو المُحيطين به، ومنهم من تفقده الجهة وزملاؤه ويصبح مكانه شاغرا أو شبه شاغر، خاصة عندما تكون شخصية لها أثرها في جميع من حوله.
وكنت يوم الأربعاء الموافق الأول من رجب لهذا العام على موعدٍ مع تلك الحالة الأخيرة، وأنا أتابع لحظات توديع مُدير مكتب مُدير تعليم محافظة وادي الدواسر و«أيقونته» عبدالرحمن محمد السويس عمله لتقاعده نظاما، بعد أن عمل حوالي أربعة عقود مع ستة مديري تعليم كمدير لهذا المكتب، كان خلالها موظفا مُخلصا وقدوة ومثالاً في التفاني، أدى واجبه على الوجه الأكمل، ويشهد له الجميع بالخلق الحسن والالتزام، أسهم بشكل كبير في تطور التعليم بالمحافظة طيلة سنوات عمله، وعرفته شخصيا يُعامل الجميع أيا كان مستواهم ومركزهم الوظيفي أو مكانتهم الاجتماعية، بطريقة مهذبة لبقة واحدة سمتها التصرف وحسن المعاملة، تعجب من روحه الطيبة وسعة باله أثناء مقابلة المراجعين وكرمه معهم، وحرصه على إنجاز معاملات الجميع في زمن قياسي دون تعطيل أو تأخير، الأمر الذي جعل مُديري التعليم يثقون فيه، حيث شكل مع جميعهم تناغما في طريقة العمل خاصة ممن كان منهم يهمه إنجاز الأعمال الموكلة به، والتي كان يقوم بها بكل همة واقتدار تدعمه الخبرة التي اكتسبها طيلة سنوات عمله، وحرصه على تطوير نفسه بالدورات واللقاءات ذات العلاقة بعمله والاطلاع على العلوم والمعارف الجديدة، حتى واصل إتقان مهمته المناطة به على الوجه المطلوب.
لقد كنت من أحد أقرب الناس اليه بحكم العمل، حيث عملنا سويا في كثير من المناسبات خاصة قبل المستجدات الحديثة في الحياة عندما كانت كثير من الإمكانات ليست كما هي اليوم، فكان أكثر ما يشدني فيه مع عدم حبه الحديث في هذا الجانب وجود الوازع الديني، فقد كان يضع مخافة الله نصب عينيه في كل كبيرة وصغيرة، والتي أرى شخصيا بل وأجزم بذلك أنها السبب الرئيس في النجاحات التي حققها خلال عمله الوظيفي، كما كان حريصا على سرية العمل ومصلحته والتي يضعها فوق كل اعتبار.
وكان مرنا سمحا واقعيا معتزا بدوره الذي أحبه فأخلص له، واثقا بنفسه وقدراته وعلاقته، لا يتحيز لأحد، يمتلك روحا جميلة في الاستماع والإصغاء للجميع موظفين أو مراجعين، غير متكبر ولا مترفع، متواضع من غير ضعف، لا يحب الجدال والنقاش العقيم، صادق في التعامل، لديه قدرة عجيبة في معالجة الأمور بحكمة وحنكة تصحبها ابتسامة وبشاشة، إيجابيا ومتفائلا في العمل، مبتعدا عن التفكير السلبي، لا ينتظر توجيهات أحد فقد كان صاحب مبادرة، يُدير عمله بفعالية وينجز أعماله في وقتها المحدد.
كنت في فترات عديدة من عمري الوظيفي أصنفه مُدير التعليم بالنسبة لشخصي، فقد كنت ألجأ إليه دون الذهاب لمدير التعليم فكان يحقق لي ما أريد وفق النظام ووفق الصلاحيات المخولة له، وفي السنوات الأخيرة من عمره الوظيفي لم يكن أنانيا كما يعمل البعض فقد حرص على استقطاب مجموعة من الشباب من موظفي الإدارة الذين يظن فيهم القدرة على استلام زمام العمل مكانه بعد تقاعده فمنحهم الثقة، وزودهم بكل ما يملك من خبرات ومعارف لتكون عونا لهم بعد الله في إكمال المسيرة التي وضعها كموظف مثالي ترفع له القبعة - كما يقولون - تقديرا لما قدم لخدمة التعليم في محافظة وادي الدواسر.
وكنت يوم الأربعاء الموافق الأول من رجب لهذا العام على موعدٍ مع تلك الحالة الأخيرة، وأنا أتابع لحظات توديع مُدير مكتب مُدير تعليم محافظة وادي الدواسر و«أيقونته» عبدالرحمن محمد السويس عمله لتقاعده نظاما، بعد أن عمل حوالي أربعة عقود مع ستة مديري تعليم كمدير لهذا المكتب، كان خلالها موظفا مُخلصا وقدوة ومثالاً في التفاني، أدى واجبه على الوجه الأكمل، ويشهد له الجميع بالخلق الحسن والالتزام، أسهم بشكل كبير في تطور التعليم بالمحافظة طيلة سنوات عمله، وعرفته شخصيا يُعامل الجميع أيا كان مستواهم ومركزهم الوظيفي أو مكانتهم الاجتماعية، بطريقة مهذبة لبقة واحدة سمتها التصرف وحسن المعاملة، تعجب من روحه الطيبة وسعة باله أثناء مقابلة المراجعين وكرمه معهم، وحرصه على إنجاز معاملات الجميع في زمن قياسي دون تعطيل أو تأخير، الأمر الذي جعل مُديري التعليم يثقون فيه، حيث شكل مع جميعهم تناغما في طريقة العمل خاصة ممن كان منهم يهمه إنجاز الأعمال الموكلة به، والتي كان يقوم بها بكل همة واقتدار تدعمه الخبرة التي اكتسبها طيلة سنوات عمله، وحرصه على تطوير نفسه بالدورات واللقاءات ذات العلاقة بعمله والاطلاع على العلوم والمعارف الجديدة، حتى واصل إتقان مهمته المناطة به على الوجه المطلوب.
لقد كنت من أحد أقرب الناس اليه بحكم العمل، حيث عملنا سويا في كثير من المناسبات خاصة قبل المستجدات الحديثة في الحياة عندما كانت كثير من الإمكانات ليست كما هي اليوم، فكان أكثر ما يشدني فيه مع عدم حبه الحديث في هذا الجانب وجود الوازع الديني، فقد كان يضع مخافة الله نصب عينيه في كل كبيرة وصغيرة، والتي أرى شخصيا بل وأجزم بذلك أنها السبب الرئيس في النجاحات التي حققها خلال عمله الوظيفي، كما كان حريصا على سرية العمل ومصلحته والتي يضعها فوق كل اعتبار.
وكان مرنا سمحا واقعيا معتزا بدوره الذي أحبه فأخلص له، واثقا بنفسه وقدراته وعلاقته، لا يتحيز لأحد، يمتلك روحا جميلة في الاستماع والإصغاء للجميع موظفين أو مراجعين، غير متكبر ولا مترفع، متواضع من غير ضعف، لا يحب الجدال والنقاش العقيم، صادق في التعامل، لديه قدرة عجيبة في معالجة الأمور بحكمة وحنكة تصحبها ابتسامة وبشاشة، إيجابيا ومتفائلا في العمل، مبتعدا عن التفكير السلبي، لا ينتظر توجيهات أحد فقد كان صاحب مبادرة، يُدير عمله بفعالية وينجز أعماله في وقتها المحدد.
كنت في فترات عديدة من عمري الوظيفي أصنفه مُدير التعليم بالنسبة لشخصي، فقد كنت ألجأ إليه دون الذهاب لمدير التعليم فكان يحقق لي ما أريد وفق النظام ووفق الصلاحيات المخولة له، وفي السنوات الأخيرة من عمره الوظيفي لم يكن أنانيا كما يعمل البعض فقد حرص على استقطاب مجموعة من الشباب من موظفي الإدارة الذين يظن فيهم القدرة على استلام زمام العمل مكانه بعد تقاعده فمنحهم الثقة، وزودهم بكل ما يملك من خبرات ومعارف لتكون عونا لهم بعد الله في إكمال المسيرة التي وضعها كموظف مثالي ترفع له القبعة - كما يقولون - تقديرا لما قدم لخدمة التعليم في محافظة وادي الدواسر.