بندر السنيدي

منذ ولوجي عالم التطبيق الصوتي «الكلوب هاوس» وأنا أتابع عن كثب ما يحصل داخل أروِقته، فما هو مفيد استفيد منه من خلال نقاشات ثرية، ومنها التعرف على أشخاص جميلين في تعاملهم وفي احترامهم وتقديرهم. كذلك عبدالعزيز الضحيان، شخص جميل تعرفت عليه في أحد نوادي التطبيق، نتجاذب أطراف الحديث، بل وصل الحال بنا إلى لقاء جميل ورحلة برية استمتعنا بها، فكان نعم الطاهي المستمتع بالطهي.

طبخ لنا كبسة رز مع لحم حاشي طعمها ممتع، إلى غيره من الأصدقاء (الكلوب هاوسيون) كما يحلو لي أن أطلق عليهم.

من خلال ذلك التطبيق بإمكانك التنقل بين النوادي والغرف لتعلم ما يدور حول العالم وليس فقط مجتمعك.

كل ذلك بسبب أن التطبيق يضم مستخدمين من أقطاب المعمورة، فلا يقتصر استخدامه على دولة أو جهة معينة من العالم. كنت أستمع في بداية استخدامي له من خلال حوارات جميلة مفيدة، تزيد حتى من ثقافة الشخص، إلا أنني لاحظت مؤخرا منحنى خطيرا ومخيفًا حقيقة.

صراعات بين أشخاص وقذف وألفاظ نابية، غير لائقة، أخص بالذكر هنا شعوب دول الخليج تحديدًا.

أصبح البحث عن متابعين لتلك النوادي والظفر بأكبر عدد من متابعين هو المعيار الذي يستخدم بغض النظر عما يطرح.

بل وصل الحال بالبعض إلى فرد العضلات وتقمص شخصية الإنسان السياسي الذي لا يشق له غبار وأنه (أبو العرّيف).

وبالمناسبة أبو العرّيف من الألقاب الشعبية الشهيرة في العالم العربي، يطلق على كل شخص جاهل فارغ من الداخل يحس بالنقص لكنه يدعي معرفته بكل شيء، فهو الشخص الذي يفهم في الطب والفلك والتاريخ والرياضيات، ويتكلم في هندسة المذياع والتلفزيون ويقوم بإصلاح الغسالة والتليفون، ويتكلم في التجارة وأسرارها، والسياسة وكواليسها، كما يعمل في النجارة والخياطة، ومحلل رياضي على جميع الأصعدة.

علما أن قصة هذا الجاهل كما اطلعت تتمثل في أن بقرة كانت تشرب من الزير (والزير جرة ماء كبيرة مشهورة بالريف العربي)، وبعد أن شربت لم تستطع إخراج رأسها من الزير!

اجتمع أهل ذلك الريف للتشاور فاتقفوا على أن أبو العرّيف هو القادر على حل المشكلة، حيث حضر المذكور لموقع الحادثة، فطلب من أهل الريف خلع الباب الذي كان خلفه الزير فخلعوه، ثم قال اهدموا الحائط الذي عليه الباب فهدم حسب أوامر أبو العرّيف الموقر. بعد أن لم تنجح كل الخطط قال: الآن يجب علينا ذبح البقرة لأنها ستختنق وتموت لذا وجب أن ندركها قبل أن نخسرها، فلما ذبحت قال: الآن وجب كسر الزير فتم كسره. ثم تنحى جانبًا يعلوه الحزن، فسألوه لماذا تبدو عليك علامات الحزن؟ فقال بكل ثقة: والله أنا لا أعرف أنتم دوني ماذا كنتم ستعملون؟.

بالعودة إلى محور كلامي عن الكلوب هاوس، أقول، وصل الحال ببعض المستخدمين إلى الإفتاء في كل شيء، وكأنه أبو العرّيف، ومن أجل كسب أكبر قدر ممكن من المتابعين لناديه الذي أنشأه، وإلى الحديث بأمور سياسية، بعد أن أوحى للجميع من خلال صفحته، أنه يحمل شهادة الدكتوراه في مجال السياسة.

لذلك اسمحوا لي أن أقول عن أي سياسة تتحدثون، ومن خولكم للحديث عن حكوماتنا الخليجية؟، يا أعزائي نحن تحت إمرة حكومات وشيوخ أكبر من تفكيركم وتصوركم ومعرفتكم المحدودة.

من سمح لكم بالتفوه ولو بكلمة للحديث عن أمور دول قائمة، تعج برجال كبار.

رفقا بأنفسكم يا قوم ودعوا كل دولة في حالها تعمل بصمت من أجل شعبها، لتحقيق تطلعات تلك الشعوب، وأنا أخص بالذكر هنا بلدي المملكة العربية السعودية تحديدا.