أوهُ يا درويش
الآن عرفت لم قلت خبز أمي وقهوة أمي..! .
ذائقة العالم وبوابة الحياة، لخبزها روح ولسان، تزهر بساتين وتطرب رياحين يفتح أبواب ويقفل أبواب، مذاقه بفمي لكنهُ فقد روحه ولونه، وطعمه..!
ذائقة الحياة في خبزها يا درويش..!
رائحة القهوة !
لبست الحداد واكتسى مرارها سواد فوق ما كان، طغى ليلها نهارها.
بحر لجي من ذكريات تقاذفه، موج من روح ورائحة، روائح هيل وبن يتهادى، عطر صباحاتها، أضاع الهاون يده، وصار أبكم يا درويش..!
الهاون مدق من النحاس لطحن الحبوب ومنها الهيل، ما كانت أمي من مؤيدي الأجهزة الكهربائية في قهوتها، لها طقوسها الخاصة..!.
أوه يا درويش..
صدى ضحكات مُشاكسة تداعب الأبواب طرق وتملل من تلك الستائر المُنسدلة.. وتلك الأسرة الواجمة في جنح الظلام.
عجماء هي الأبواب يا أمي.. فما عاد لها أنين نشوة اللقاء بيديك، كان للصباح صوت!
سرور الباب صارخاً يقبل يدها.. ويشرع لها درفتيه مُرحبا متهللا مستبشراً..
ما بين الواقع والذكرى لحظة، يتغير كل شيء وتستحيل الحياة لذكريات..
ذكريات تذروها الأيام بشيء لا سابق ولا مثيل، لا هاون يُغرد مجلجلا ولا سرور باب.. صباح بلا رائحة، فقد صوته.
لكن عون الله شعاع نور ونافذة صبر، تهب على أرواحنا بلطيف رحمته وجليل حكمته.
يُقال إن السلف كان يتواسون بقولهم: «إنما هي أيام قلائل والموعد الجنة».
الموعد الجنة إن شاء الله.. لكل حبيب ارتحل عنا، الموعد الجنة -إن شاء الله- لكل شغاف قلب قطع نياطه شوقاً وفقداً لعزيز غاب عن العين، ولم يغب عن القلب والذاكرة..
عن عائشة -رضي الله- عنها تقول: أَقْبَلَتْ فَاطِمَةُ تَمْشِي كَأنَّ مِشْيَتَهَا مَشْيُ النَّبيِّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَقالَ النَّبيُّ : مَرْحَبًا بابْنَتي، ثُمَّ أجْلَسَهَا عن يَمِينِهِ، أوْ عن شِمَالِهِ، ثُمَّ أسَرَّ إلَيْهَا حَدِيثًا فَبَكَتْ، فَقُلتُ لَهَا: لِمَ تَبْكِينَ؟ ثُمَّ أسَرَّ إلَيْهَا حَدِيثًا فَضَحِكَتْ، فَقُلتُ: ما رَأَيْتُ كَاليَومِ فَرَحًا أقْرَبَ مِن حُزْنٍ، فَسَأَلْتُهَا عَمَّا قالَ، فَقالَتْ: ما كُنْتُ لِأُفْشِيَ سِرَّ رَسولِ اللَّهِ ، حتَّى قُبِضَ النَّبيُّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَسَأَلْتُهَا، فَقالَتْ: أسَرَّ إلَيَّ: إنَّ جِبْرِيلَ كانَ يُعَارِضُنِي القُرْآنَ كُلَّ سَنَةٍ مَرَّةً، وإنَّه عَارَضَنِي العَامَ مَرَّتَيْنِ، ولَا أُرَاهُ إلَّا حَضَرَ أجَلِي، وإنَّكِ أوَّلُ أهْلِ بَيْتي لَحَاقًا بي.. فَبَكَيْتُ، فَقالَ: أَمَا تَرْضَيْنَ أنْ تَكُونِي سَيِّدَةَ نِسَاءِ أهْلِ الجَنَّةِ -أوْ نِسَاءِ المُؤْمِنِينَ؟ فَضَحِكْتُ لذلكَ.
ما رأيت كاليوم فرحاً أقرب من حزن..! أقرب من حزن، تستثيرنا ذكرى فنضحك لنغص بملوحتها لتجري أحافير ترتسم بأيامنا وليالينا، بقلوبنا وعيوننا وكأن خدودنا ما هي إلا صفحات الحياة، تُكتب فتُدمي، بين ورقة وأخرى نتساقط..!
﴿وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ ۖ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً ۖ وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ﴾
الآن عرفت لم قلت خبز أمي وقهوة أمي..! .
ذائقة العالم وبوابة الحياة، لخبزها روح ولسان، تزهر بساتين وتطرب رياحين يفتح أبواب ويقفل أبواب، مذاقه بفمي لكنهُ فقد روحه ولونه، وطعمه..!
ذائقة الحياة في خبزها يا درويش..!
رائحة القهوة !
لبست الحداد واكتسى مرارها سواد فوق ما كان، طغى ليلها نهارها.
بحر لجي من ذكريات تقاذفه، موج من روح ورائحة، روائح هيل وبن يتهادى، عطر صباحاتها، أضاع الهاون يده، وصار أبكم يا درويش..!
الهاون مدق من النحاس لطحن الحبوب ومنها الهيل، ما كانت أمي من مؤيدي الأجهزة الكهربائية في قهوتها، لها طقوسها الخاصة..!.
أوه يا درويش..
صدى ضحكات مُشاكسة تداعب الأبواب طرق وتملل من تلك الستائر المُنسدلة.. وتلك الأسرة الواجمة في جنح الظلام.
عجماء هي الأبواب يا أمي.. فما عاد لها أنين نشوة اللقاء بيديك، كان للصباح صوت!
سرور الباب صارخاً يقبل يدها.. ويشرع لها درفتيه مُرحبا متهللا مستبشراً..
ما بين الواقع والذكرى لحظة، يتغير كل شيء وتستحيل الحياة لذكريات..
ذكريات تذروها الأيام بشيء لا سابق ولا مثيل، لا هاون يُغرد مجلجلا ولا سرور باب.. صباح بلا رائحة، فقد صوته.
لكن عون الله شعاع نور ونافذة صبر، تهب على أرواحنا بلطيف رحمته وجليل حكمته.
يُقال إن السلف كان يتواسون بقولهم: «إنما هي أيام قلائل والموعد الجنة».
الموعد الجنة إن شاء الله.. لكل حبيب ارتحل عنا، الموعد الجنة -إن شاء الله- لكل شغاف قلب قطع نياطه شوقاً وفقداً لعزيز غاب عن العين، ولم يغب عن القلب والذاكرة..
عن عائشة -رضي الله- عنها تقول: أَقْبَلَتْ فَاطِمَةُ تَمْشِي كَأنَّ مِشْيَتَهَا مَشْيُ النَّبيِّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَقالَ النَّبيُّ : مَرْحَبًا بابْنَتي، ثُمَّ أجْلَسَهَا عن يَمِينِهِ، أوْ عن شِمَالِهِ، ثُمَّ أسَرَّ إلَيْهَا حَدِيثًا فَبَكَتْ، فَقُلتُ لَهَا: لِمَ تَبْكِينَ؟ ثُمَّ أسَرَّ إلَيْهَا حَدِيثًا فَضَحِكَتْ، فَقُلتُ: ما رَأَيْتُ كَاليَومِ فَرَحًا أقْرَبَ مِن حُزْنٍ، فَسَأَلْتُهَا عَمَّا قالَ، فَقالَتْ: ما كُنْتُ لِأُفْشِيَ سِرَّ رَسولِ اللَّهِ ، حتَّى قُبِضَ النَّبيُّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَسَأَلْتُهَا، فَقالَتْ: أسَرَّ إلَيَّ: إنَّ جِبْرِيلَ كانَ يُعَارِضُنِي القُرْآنَ كُلَّ سَنَةٍ مَرَّةً، وإنَّه عَارَضَنِي العَامَ مَرَّتَيْنِ، ولَا أُرَاهُ إلَّا حَضَرَ أجَلِي، وإنَّكِ أوَّلُ أهْلِ بَيْتي لَحَاقًا بي.. فَبَكَيْتُ، فَقالَ: أَمَا تَرْضَيْنَ أنْ تَكُونِي سَيِّدَةَ نِسَاءِ أهْلِ الجَنَّةِ -أوْ نِسَاءِ المُؤْمِنِينَ؟ فَضَحِكْتُ لذلكَ.
ما رأيت كاليوم فرحاً أقرب من حزن..! أقرب من حزن، تستثيرنا ذكرى فنضحك لنغص بملوحتها لتجري أحافير ترتسم بأيامنا وليالينا، بقلوبنا وعيوننا وكأن خدودنا ما هي إلا صفحات الحياة، تُكتب فتُدمي، بين ورقة وأخرى نتساقط..!
﴿وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ ۖ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً ۖ وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ﴾