الأحساء: عدنان الغزال

أكدت أمانة الأحساء التزامها بالحفاظ على الهوية التراثية العمرانية، وتعزيز الاهتمام بالعمق التراثي والعمراني للأحساء، وكثفت أمانة الأحساء جهودها في وسط الهفوف التاريخي، لتشمل خططها تطوير نحو 25 مشروعًا تراثيًّا من بينها: إعادة إعمار سوق القيصرية التاريخي، وإعادة بناء سوق الحميدية «سوق الدهن» المجاور لسوق القيصرية وبتفاصيل تراثية معمارية أحسائية، وإنشاء سوق الحرفيين بطريقة مستمدة من العمارة الأحسائية، بهدف الحفاظ على مكونات الهوية التراثية للحرف اليدوية، وتطوير حديقة حي الكوت، باستخدام نماذج عمرانية أحسائية، وكذلك تطوير سوقي الأحد والأربعاء الشعبيين مع الحفاظ على الهوية الشعبية والتراثية لهما، علاوة على إنشاء بلدية معنية للحفاظ على وسط الهفوف العمراني بلدية وسط الهفوف التاريخي.

وجهة للسائحين

أبان أمين الأحساء عصام الملا، أن الأحساء تزخر بكنوز من التراث العمراني والموروث التاريخي، وهنا ينبع أهمية دور الأجهزة الحكومية والجهات المهنية والأكاديمية لإحياء التراث العمراني وتوثيقه والحفاظ على الأحياء التاريخية وسط الهفوف التاريخي، موضحًا أن قرار مجلس إدارة هيئة تطوير المنطقة الشرقية، أكد على الحفاظ على الأحياء التاريخية في المنطقة الشرقية، والبدء بوسط الهفوف التاريخي، والعمل على الإسهام في رفع مستوى السياحة فيها، وجعلها وجهة للسائحين.

مراكز للتراث

اقترح أستاذ النقد المعماري في جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل في الدمام الدكتور مشاري النعيم، تأسيس لمراكز للتراث في مناطق المملكة، بمثابة نواة للتراث في كل منطقة، تجمع التراث العمراني والآثار، وذلك بمشاركة من أمارة المنطقة والأمانة، مع إمكانية إدخال التراث غير المادي لتلك المراكز، مشددًّا على ضرورة تحديد أولوية التنمية لمواقع التراث في الأحساء، إذ أن الأحساء تمتلك مواقع كثيرة، والبدء في المواقع الجاهزة، التي تتوفر فيها: الكهرباء والطرق والمواقع ذات الأهمية الاقتصادية، التي يمكن استثمارها، لافتًا إلى أن تلك الخطوة فيها انعكاسات كبيرة على التطور العمراني في المدينة، مشيرًا إلى أن الأحساء تمتلك المقومات لأن تكون مدينة جاذبة، وهي سهلة التسويق.

3 دراسات

أضاف النعيم، أن 3 دراسات للبنك الدولي، تضمنت عمل مسح أولي للإمكانيات والطاقات الكامنة الموجودة في الأحساء، وتبين في تلك الدراسات، امتلاك الأحساء للمقومات، والتراث العمراني، وتفردها بالإنسان إلى جانب المباني، وهو الذي جعل الأحساء متميزة ومتفردة عن غيرها، بالإضافة إلى التأكيد على أهمية الاستثمار في التراث بالأحساء، وأن كل دولار يمكن صرفه في التراث، يكون العائد في 3 دولار «3 أضعاف»، لافتاً إلى أن الأحساء بحاجة إلى المزيد من العمل التوثيقي، والبحثي العميق؛ لتسويقها عالمياً، والوصول إلى تفاصيلها وقدراتها.

ضياع الوثائق

أوضح رئيس بلدية وسط الهفوف التاريخي سابقاً المهندس حسين الحرز، أن وسط الهفوف التاريخي، ستكون من 4 أحياء رئيسية، وهي: الرفعة الشمالية، والرفعة الجنوبية، والكوت، والنعاثل، مبينًا إلى أن هناك 3 إشكالات في وثائق الملكية بوسط الهفوف التاريخي، وهي: عدم وجود وثائق «ضياع الوثائق، التوارث»، توجد وثائق لكنها قديمة وتحتاج إلى تحديث، وضياع الحدود على الطبيعة «منازل مهجورة، ومتهدمة».

حصر وتوثيق

أكد الباحث في التراث سعود القصيبي، حصر وتوثيق 230 نقشًا في أحياء الكوت والنعاثل والرفعة، وجمع أكثر قدر من المعلومات من كتب ودراسات علمية عن النقوش وأصحاب المهن في الأحساء، مشيرًا إلى أن النقوش والزخارف الأحسائية، تواجه 4 تحديات، وهي: تهدم عدد كبير من المباني والتي تحمل طابعًا تراثيًا به منقومشات جصية وأقواس مميزة أما بالتقادم أو لإعادة البناء، وتوظيف خاطئ للنقوش الأحسائية أما بالتغير أو التطوير وعلى غير النماذج الأصلية، وعدم وجود مقالع محلية للجص الأصلي، وعدم وجود سعوديين مؤهلين.