باسم المذحجي

الفرحة الوحيدة التي غمرت كل بيت يمني منذ سبع سنوات في الوطن والداخل والخارج كانت بأقدام ناشئي منتخب اليمن، ولم تكن بعقول السياسيين، وما كان لهكذا فرحة أن تتم لولا تخلي المملكة العربية السعودية وشعبها عن كأس البطولة لليمن مقابل تمسكها بحصد كؤوس من نوع آخر، وهي كؤوس الحب والاحترام والتقدير.

هكذا سيكتب التاريخ الحديث والمعاصر بأن اليمن حصلت على كأس غرب آسيا للناشئين في المملكة العربية السعودية فقط لا غير، أما ما ذهب إليه البعض بأن الكأس كانت على حساب المملكة فهذا عار عن الصحة والواقع يكذبه جملة وتفصيلا، فواقع لغة الحفاوة والرعاية، والإدارة الحصيفة للحدث الآسيوي لا يحمل إلا معنى شيم الكرام ونبل الملوك، فالنهائي كان أشبه بلقاء بين ناديين سعوديين، ونهائي ديربي سعودي خالص.

الحق يقال بأنها كادت أن تكون مباراة على نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين، انضم فيها اليمن إلى جملة الأندية السعودية العريقة مثل الأهلي والهلال والاتحاد والنصر والشباب..الخ.

ذهب البعض باسما إلى الحديث والقول بأن السعودي هو المغترب أمام حشود الجماهير اليمنية في المملكة وليس العكس، ورافق ذلك بأن عددا من أرباب العمل في المملكة العربية السعودية ذهب أبعد من ذلك عبر الاحتفال بالفوز بطريقته الخاصة بمنح العمال اليمنيين إجازة يوم ومكافاة مالية.

أصعب بطولة وأقوى منافسة هي انتزاع كأس الحب والاحترام من عقر دار منافسك، وهذا ما نالته الممكلة العربية السعودية بكل تقدير واحترام، فالاحترام يفرض ولا يستجدى.

وهكذا تعلمنا من المملكة كيف يكون الحب والاحترام والتقدير، وما حدث في الدمام كان بلا شك حدثا رياضيا ومناسبة تعد عينة قياسية ستحفظ في دولاب التاريخ وستخلد في ذاكرة كل يمني.