عميدة الجاسم

مع تقدم الحياة وتطورنا شيئاً فشيئا، وصلنا لمراحل متقدمة ولله الحمد في العلم، المعرفة، الاختراعات، التكنولوجيا بشتى أنواعها.. يوما عن يوم يزداد وعينا أكثر، ونفهم الحياة أكثر.

إلا موضوع ذي أهمية لا بد أن نسلط عليه الضوء أكثر فأكثر!، ذلك الموضوع يعتبر من أكبر المواضيع التي لا بد أن تأخذ وقتها من الوعي والإدراك، وتأخذ وقتها من الحديث عنها في كل مكان وفي كل حين، ألا وهو..«الاحتشام».

تقدمنا في الحياة، وتطورنا في كل شيء! وهذا لا يعني أن ننسى أننا أمة أوصانا الله في كتابه الكريم بقوله تعالى «وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آبائهن..الخ» وكما قال تعالى «وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى».

البسِي وتزيني بكل شيء تودينه ولكن بحدود، ضعي لنفسك حدودا لا تستطيعين تخطيها! .

العباية شرعت لتستر لا لإبراز الزينة، وجعلها واضحة أمام الملأ!،اختاري العباءة السوداء، واسعة، خالية من الزينة والموديلات، غير ملفتة للأنظار، غير مظهرة لتقاسيم الجسم..الخ .

اختاري ما يجعلك تنامين آخر الليل وأنتِ راضية عن نفسك أتم الرضا!، ضعي أمام عينيك محاسبة الله لك وحدك وليس هناك من يحمل عنكِ ولو جزءا بسيطا من أعمالك السيئة.

لا زلنا نحاول أن نفهم ماذا رأى موسى عليه السلام من بنت مدين لينفق عشر سنين من عمره مهراً لها.

فكان الجواب في قولة تعالى: «تمشي على استحياء»، لم يصف طولها أو شكلها أو نسبها، بل وصف أغلى ما وجد فيها وهو الحياء.

والآن لم نر الحياء في بعض أخواتنا حفظهن الله!، غاب كثيراً عنهن، أصبحن يتابعن الموضات وينسين ما فرضه الله عليهن!.

أصبحنا لا نرى سوى الكذب، الغيرة، الحقد، واللباس غير اللائق، ولا نسمع سوى رفع الصوت، عدم احترام الآخرين، الشتم..الخ.

تأكدي أختي أن الحياء كنز ثمين وغال جداً، عليك التمسك به قدر الإمكان.

ضعي نصب عينيك أن الحرام يبقى حراما ولو فعله الجميع، والحلال يبقى حلالا!، لا تتنازلي عن مبادئك، واحترامك لنفسك ولعائلتك ومجتمعك.

وتأكدي دائماً من قوله تعالى «وكلهم آتيه يوم القيامة فرداً». لا أحد سوف يحاسب عنكِ يوم القيامة.. فاختاري ما يجعلك تشعرين بالراحة تجاه ربك.