قبل أكثر من عام تقريبا كتبت مقالًا معنونًا «الباحة وبوصلة رؤية 2030» توجهت من خلاله إلى مقام سمو ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان حفظه الله بأن يكون للباحة لمسة تخرج معها من الدوران في فلك المشاريع المتعثرة أو قصيرة الأجل أو تحت الدراسة، حيث لمس الجميع همة وحرص سموه حفظه الله، وعلى بعد نظره وجدية استشرافه وعظيم استكشافاته التي شملت جميع مناطق المملكة وأحيا أراضي كانت شبه بور، جعل منها مدنا سياحية عصرية عالمية تهواها الأفئدة من كل بقاع الدنيا، والباحة منطقة جميلة ما زالت ذات طبيعة بكر.. ولم ننتظر وقتا طويلا، فبالأمس زف سموه الكريم البشرى لأهالي مناطق الباحة وجازان والجوف ليؤكد الشمولية من خلال الرؤى الناجعة والمشاريع المستدامة ذات النفع الشمولي العام، وذلك من خلال إعلان سموه الكريم: إطلاق مكاتب استراتيجية لتطوير مناطق الباحة، والجوف، وجازان، التي ستكون نواة لتأسيس هيئات تطوير مستقبلا، بهدف حوكمة مهام وإجراءات ومسؤوليات التنمية التي تقود بالتالي إلى الشفافية وتوحيد وتجانس الجهود التنموية وتكاملها، والاستفادة من المميزات النسبية والتنافسية لكل منطقة من المناطق الثلاث، إضافة إلى تطوير البيئة الاستثمارية لتكون مناطق جاذبة للاستثمار بالشراكة مع القطاع الخاص.. مما أعتبره من المبشرات التي أسعدتني حيث إنه على مدار نصف قرن تقريبا وأنا أتابع الحراك التنموي الذي تواكبه الباحة، والتي لا شك حظيت كغيرها من المناطق بتوفير الإمكانيات المالية والإدارية كافة، لكي تواكب كل مرحلة بمحصلة من المشاريع التنموية التي تخدم المنطقة، وتغطي إحتياجاتها من خلال بنى تحتية ذات ديمومة مميزة تتوافق وطموحات ولاة الأمر حفظهم الله.
ولا شك أن مطار الباحة ومستشفى الملك فهد وعقبة الباحة وإزدواجية طريق الطائف عسير، كانت الأولويات من المنجزات الجبارة التي دعمت المنطقة وأعطت أملًا في المواكبة الجادة، ثم جاءت جامعة الباحة لتكون الرافد الكبير نحو مستقبل أكثر إشراقًا.
لكن ما بين ذلك من مشاريع لم تكن لتواكب الطموح إما بسبب تعثرها أو عمرها القصير الذي وجدناها فيما بعد مجرد أطلال، وحتى لا يكون الطرح إنشائيا أوردت يومها بعضا من تلك المشاريع التي تحولت من رافد تنموي إلى هياكل ترعب من يداعبه شوق الاستثمار في المنطقة.
منها مشروع القبب في مدينة الباحة حيث يشغل مساحة كبيرة وموقعا مميزا، وله أكثر من عقدين من الزمن مغلق،تحول معه إلى أطلال ، دون أن يلوح في الأفق بادرة استثمار تدعم الحركة السياحية بالمنطقة.
ومشروع تلفريك القمع ببلجرشي، له كذلك مدة تزيد عن عقدين، وقد تحول إلى موقع مهجور رغم المساحة والموقع المميز ، ومدينة الشهبا السياحية التي كلفت يومها قرابة 30 مليونا، ومشروع مشتل بلجرشي الوطني الذي كلف قرابة 9 ملايين ريال، ومشروع فندق الباحة الوحيد المميز يدخل موسمه الثاني وهو خارج الخدمة، ومشروع فندق ومستشفى غدران حيث يعتبر المستشفى الخاص بالمنطقة والذي قدم خدمات خففت عن مستشفيات الباحة الكثير، ومبنى غرفة التجارة ببلجرشي الذي عرض للتأجير، وكأنه آخر ورقات التوت التي تسقط لتوحي بهشاشة آلية التسويق وتشجيع الاستثمار.
هذا إضافة إلى مصنع الإسفنج والإسمنت ومصنع دباغة الجلود وفكرة مصفاة لأرامكو لم يعد الحديث عنها قائما، ولو نفذت لكانت داعما محفزا للاستثمار والتوظيف، وبالتالي التوطين والحد من الهجرة.
أما في مجال البيئة أيضا كانت هنالك سلبيات قاتلة وإهمال للمساحات الخضراء والحياة الفطرية،وما حادثة الوعول وكارثة الموت الجماعي، وكذلك سقوط شجرة الرقعة المعمرة بقرية الحدب في الباحة بعد أن دكت جذورها بالإسفلت وأحرقت جذوعها بالأضواء الحارقة، سقطت كشاهد عيان على الحال، هذا مع العلم أن في الباحة تقريبا ما يشكل 10% من مجموع السدود في المملكة.
وهنالك لا شك جوانب ومجالات أخرى مهمة ستستفيد من هذه النقلة النوعية،ولعل في مقدمتها معالجة التقارير وبعض الدراسات والبحوث، التي أشارت إلى أن الجريمة تعد الأكثر نسبة، وكذلك نسبة الأمراض النفسية، التي ستكون الشفافية أول مراحل التقصي والعلاج الناجح.
واليوم بعد الإعلان عن مكاتب استراتيجية تطوير منطقة الباحة لتكون هيئة مستقبلا سيجعلنا بإذن الله أكثر استبشارا واستشرافا لتخيل مستقبل الباحة، وقد غمرها سموه الكريم بهذه اللفتة الكريمة التي ستستقطب أفكارا ورؤى وكوادر تخرج المنطقة من المشاريع الوقتية والضيقة حول المنطقة المركزية بمشاريع إستراتيجية كبرى تعم جميع محافظات المنطقة إلى ما هو أشمل وأعم نفعا، مستغلة الإمكانيات المتوفرة بحسن الإدارة والتشغيل، وفتح مجالات أرحب لمشاريع مهمة -وذلك بتوفيق الله- باستقطاب -كما أشرت آنفا- كوادر عملية ذات بعد نظر لما فيه الصالح العام المستدام وليسعد الأهالي هنالك فقد هبت هبوب التطوير ونجاعة المسير.
فشكرا سمو ولي العهد، على هذه اللفتة التي في حقيقتها كانت بفضل الله مؤشرات ومبشرات جهوده خلال عام 2021 ولم ينته، إضافة لاستراتيجية تطوير الباحة والجوف وجازان بإشارة مختصرة لـ استراتيجية تطوير عسير - إنشاء أول مدينة غير ربحية بالعالم - استراتيجية الوطنية للاستثمار ـ إنشاء مدينة #نيوم الصناعية أوكساچون أكبر تجمع صناعي عائم في العالم - برنامج تنمية القدرات البشرية.. وإلى المزيد بإذن الله مع فارس العهد الجديد.. وغدا لمرتجيه ليس ببعيد.
ولا شك أن مطار الباحة ومستشفى الملك فهد وعقبة الباحة وإزدواجية طريق الطائف عسير، كانت الأولويات من المنجزات الجبارة التي دعمت المنطقة وأعطت أملًا في المواكبة الجادة، ثم جاءت جامعة الباحة لتكون الرافد الكبير نحو مستقبل أكثر إشراقًا.
لكن ما بين ذلك من مشاريع لم تكن لتواكب الطموح إما بسبب تعثرها أو عمرها القصير الذي وجدناها فيما بعد مجرد أطلال، وحتى لا يكون الطرح إنشائيا أوردت يومها بعضا من تلك المشاريع التي تحولت من رافد تنموي إلى هياكل ترعب من يداعبه شوق الاستثمار في المنطقة.
منها مشروع القبب في مدينة الباحة حيث يشغل مساحة كبيرة وموقعا مميزا، وله أكثر من عقدين من الزمن مغلق،تحول معه إلى أطلال ، دون أن يلوح في الأفق بادرة استثمار تدعم الحركة السياحية بالمنطقة.
ومشروع تلفريك القمع ببلجرشي، له كذلك مدة تزيد عن عقدين، وقد تحول إلى موقع مهجور رغم المساحة والموقع المميز ، ومدينة الشهبا السياحية التي كلفت يومها قرابة 30 مليونا، ومشروع مشتل بلجرشي الوطني الذي كلف قرابة 9 ملايين ريال، ومشروع فندق الباحة الوحيد المميز يدخل موسمه الثاني وهو خارج الخدمة، ومشروع فندق ومستشفى غدران حيث يعتبر المستشفى الخاص بالمنطقة والذي قدم خدمات خففت عن مستشفيات الباحة الكثير، ومبنى غرفة التجارة ببلجرشي الذي عرض للتأجير، وكأنه آخر ورقات التوت التي تسقط لتوحي بهشاشة آلية التسويق وتشجيع الاستثمار.
هذا إضافة إلى مصنع الإسفنج والإسمنت ومصنع دباغة الجلود وفكرة مصفاة لأرامكو لم يعد الحديث عنها قائما، ولو نفذت لكانت داعما محفزا للاستثمار والتوظيف، وبالتالي التوطين والحد من الهجرة.
أما في مجال البيئة أيضا كانت هنالك سلبيات قاتلة وإهمال للمساحات الخضراء والحياة الفطرية،وما حادثة الوعول وكارثة الموت الجماعي، وكذلك سقوط شجرة الرقعة المعمرة بقرية الحدب في الباحة بعد أن دكت جذورها بالإسفلت وأحرقت جذوعها بالأضواء الحارقة، سقطت كشاهد عيان على الحال، هذا مع العلم أن في الباحة تقريبا ما يشكل 10% من مجموع السدود في المملكة.
وهنالك لا شك جوانب ومجالات أخرى مهمة ستستفيد من هذه النقلة النوعية،ولعل في مقدمتها معالجة التقارير وبعض الدراسات والبحوث، التي أشارت إلى أن الجريمة تعد الأكثر نسبة، وكذلك نسبة الأمراض النفسية، التي ستكون الشفافية أول مراحل التقصي والعلاج الناجح.
واليوم بعد الإعلان عن مكاتب استراتيجية تطوير منطقة الباحة لتكون هيئة مستقبلا سيجعلنا بإذن الله أكثر استبشارا واستشرافا لتخيل مستقبل الباحة، وقد غمرها سموه الكريم بهذه اللفتة الكريمة التي ستستقطب أفكارا ورؤى وكوادر تخرج المنطقة من المشاريع الوقتية والضيقة حول المنطقة المركزية بمشاريع إستراتيجية كبرى تعم جميع محافظات المنطقة إلى ما هو أشمل وأعم نفعا، مستغلة الإمكانيات المتوفرة بحسن الإدارة والتشغيل، وفتح مجالات أرحب لمشاريع مهمة -وذلك بتوفيق الله- باستقطاب -كما أشرت آنفا- كوادر عملية ذات بعد نظر لما فيه الصالح العام المستدام وليسعد الأهالي هنالك فقد هبت هبوب التطوير ونجاعة المسير.
فشكرا سمو ولي العهد، على هذه اللفتة التي في حقيقتها كانت بفضل الله مؤشرات ومبشرات جهوده خلال عام 2021 ولم ينته، إضافة لاستراتيجية تطوير الباحة والجوف وجازان بإشارة مختصرة لـ استراتيجية تطوير عسير - إنشاء أول مدينة غير ربحية بالعالم - استراتيجية الوطنية للاستثمار ـ إنشاء مدينة #نيوم الصناعية أوكساچون أكبر تجمع صناعي عائم في العالم - برنامج تنمية القدرات البشرية.. وإلى المزيد بإذن الله مع فارس العهد الجديد.. وغدا لمرتجيه ليس ببعيد.