محمد القريني

يسوق قادة هذه الميليشيات حججا وتبريرات باطلة بين الحين والآخر لأسباب قيامهم بدور الجيوش النظامية واستخدامهم الأسلحة الإيرانية لتنفيذ أجندة ومخطط إيران في دول المنطقة، وبخوضهم للمعارك الطائفية وقيامهم بالأعمال الفوضوية من ترهيب وخطف وقتل لكل صوت معارض لهم. لقد عمل الإيرانيون على وضع جماعة الحوثيين الإرهابية في اليمن كقوة مسلحة موالية لهم وتدار من الحرس الثوري الإيراني الإرهابي على غرار حزب الله، فتم تزويدهم بالسلاح والمال والتدريب لخوض معاركهم الطائفية مستعينين بذراعهم بالمنطقة حزب الله اللبناني، الذي ينفذ إستراتيجية إيران الطائفية ليعزز موقف الجماعة الحوثية، وليصبح شريكا في الإجرام والإرهاب ضد الشعوب العربية، وإثارة عداوة تاريخية بين الطوائف المختلفة.

وعندما احتل صنعاء الانقلابيون وأعوانهم من خارج اليمن أعلن أحد مرجعيات إيران في قم بقوله (نحن نحكم أربع عواصم عربية)، ليتضح لليمنيين أن الحوثيين هم سبب مشاكل اليمن، وهم المنقلبون على الحكومة الشرعية في صنعاء.

وقد قام التحالف العربي بإطلاق عاصفة الحزم استجابة لنداء الشرعية اليمنية وبطلب من رئيس الجمهورية، بسبب هجوم هذه الميليشيات الإرهابية المدعومة من إيران على الشعب اليمني الشقيق، كما تم إدانة الميليشيا الحوثية المسلحة بعدة قرارات دولية وأممية. لقد تم تقديم الدعم الإيراني للحوثيين من قبل حزب الله وضباط الحرس الثوري الذين ساعدوا الحوثيين في إطلاق الصواريخ على الأراضي السعودية واستهداف المنشآت المدنية والمطارات عبر الحدود الجنوبية، فهذه الجماعات الإرهابية المسلحة ذات أيديولوجية متطرفة تقوم بتنفيذ أجندة خارجية ضد أمن المملكة والأمن الإقليمي والدولي.

إن حزب الله والحوثي وجهان لعملة واحدة وهما توأم التخريب والدمار بالمنطقة لتنفيذ المشروع الإيراني، لقد قام زعيم الانقلابيين في اليمن عبدالملك الحوثي في إحدى خطاباته بالدفاع عن حسن نصر الله محاولاً تبرئته والحزب من الأزمة الاقتصادية التي تعصف بلبنان، مع أن صندوق النقد الدولي أرجع أسباب أزمة لبنان إلى التدخلات التي تقوم بها ميليشيا حسن نصر الله، وفي الجانب الآخر لا زال حزب الله الإرهابي يؤدي دورا كبيرا في تدريب الحوثيين على استخدام أدوات القتل الإيرانية، وبالإضافة إلى هذا الدعم العسكري يقوم حزب الله بالدعم الإعلامي الواسع لعدد من القنوات الفضائية الحوثية التي يتخذ بعضها من الضاحية الجنوبية في لبنان مقراً لها، فضلاً عن تسخير قنوات لبنانية لصالح دعم الانقلاب الحوثي.

وقد امتد إرهاب حزب الله إلى التخريب والتفجير والعبث بالأمن الخليجي عن طريق خلاياه الإرهابية في أكثر من دولة لزعزعة الأمن والاستقرار الخليجي والعربي، وكذلك فإن تهريب ملايين الأقراص المخدرة للمملكة يؤكد على السجل الإجرامي لهذه الميليشيات الإرهابية.